لماذا الثري يزداد ثراءً والناجح يزداد نجاحًا؟" متأكدة تمامًا أن الكثير مِنّا قد طرح على نفسه هذا التساؤل، ربما وجد اجابة مقنعة له وربما لم يجد!

من مِنا لم يسمع بأن فلانًا أصبح ثريًا أكثر مما هو ثري أصلًا وكذلك الأمر ينطبق على مسألة النجاح، فلو بحثتنا عن بعض أصدقائنا الناجحين في طفولتهم لوجدنا أنهم الآن يحققون نجاحات كبيرة، يحظون بفرص جيدة بل يتقلدون مناصب عليا داخل أروقة مؤسساتهم وشركاتهم في حين أن أولئك الذين لم ينجحوا مبكرًا باتوا في مكانهم لا يحركون ساكنًا و أيضًا هناك الفقراء الذين يزدادون فقرًا. بعضنا سيرجع السبب إلى الموهبة أو الجهد الذي يبذله هذا الشخص عن غيره وهناك من سيقول بأن الواسطة والمحسوبية هي من جعلت البعض يتبوأ مكانة مرموقة وهناك من سيخبرنا بأنّ عدم تساوي معدلات الدخل و الحظ وما إلى ذلك.

لكن علماء الاجتماع بدورهم لم يتركوا هذا السؤال بدون تقديم اجابة له وهو ما أرجعوه إلى ظاهرة تُسمى تأثير متّى أو Mathew Effect التي صاغها عالم الاجتماع الأمريكي "روبرت ميرتون" في ورقة بحثية عام 1968. حيث يقول أن من يتمتعون بدخل جيد أو مكانة مرموقة ستتاح لهم فرصة لأن يكونوا أفضل عند التقدم في العمر كذلك من يطور من مهاراته ويحقق نجاحات في صغره عادًة سيحقق نجاح أكبر في المستقبل. إذًا النجاح يولد نجاح والثراء يولد ثراء.

في عام 2013 تم اصدار رواية ذي كوكو كولنغ لكاتب غامض يدعى روبرت غالبراي، في الثلاثة أشهر أولى من إصدارها لم يبع منها إلا القليل لكن بعد شهر أيضًا ارتفعت مبيعاته بنحو 4000%. الأمر مستغربًا حقًا! ماذا يحدث بالضبط! إحدى الصحف الأمريكية اكتشفت أنّ اسم "روبرت جالبريث" مستعار وليس اسم حقيقي، وأن المؤلف الحقيقي للرواية هي "جيه كيه رولينج" مؤلفة سلسلة روايات "هاري بوتر"  ولهذا ارتفعت المبيعات، كل هذا بسبب شهرة "جيه كيه رولينج"!

استنتج هنا أنه كلما كنا أثرياء، شهرًة، نجاحًا ستكون فرصتنا في الحصول على الأموال والشهرة والنجاح بشكل أسهل من أن نكون فقراء وأقل نجاحًا. فتراكم المعرفة والشهرة والأموال يعني أن أمامنا فرص لنكون أفضل. بالطبع هناك حالات استثنائيات.

وأنت ما رأيك في تأثير متى أو Mathew Effect؟ هل تعرف أشخاصًا حققوا نجاحات أكبر نتيجة نجاحهم المبكر وأيضًا اأمر ينطبق على الثراء والشهرة؟