بسم الله الرحمن الرحيم

 الثراء

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد,,,

إذا قلنا لأحدهم ما المجال الذي تتمنى أن تعمل فيه وما الهوايات التي تحب أن تمارسها؟ فقد يعدد المرء بعض الأعمال والهوايات من دون مبالاة وقد لا يجد شيئاً ابداً يقوله لأنه قد يرى أن الأمر لا يستحق التفكير فيه بجديّة وليس لديه نية في التفكير في شيء خارج عن مقدرته, ولكن لو سألناه تخيّل لو أنك أصبحت ثرياً للغاية ويمكنك عيش حياتك كلها برخاء من دون أي عمل فماذا تحب أن تعمل في مثل ذلك الوضع؟ فقد يضطر حينها المرء للتفكير جديّاً ولو بعض الشيء في هذا الأمر فقد يقول حينها بأنه يريد التفرّغ للأبحاث العلمية وكتابتها أو أن يدرس ويعمل في مجال معيّن أو أن يمارس هواية معيّنة كالسباحة والغوص والرماية.

فما الذي يمنع المرء من القيام بكل ما يحبه؟ قد يقول البعض أن العمل يأخذ وقتاً كبيراً من يومه ثم تأتي مشاغل العائلة والمنزل فلا تبقي له على وقت للراحة فما بالك بالقيام بما يحبه من أعمال وهوايات, ولكن لنرى الأمور برويّة وهدوء فسنجد أنه يمكن للمرء أن يبحث عن الوظيفة التي يحبها ويميل إليها قبل أن يستقيل من عمله فيرسل أوراقه إلى الجهات التي يريد العمل فيها أو في الوظائف التي لديهم فإن طلبوا منه بعض الشهادات الأخرى فيمكنه أن يسعى بما لديه من وقت في الحصول على تلك الشهادات من المعاهد المختلفة فإن لم يكن لديه وقت للتسجيل في الدورات المختلفة, فيمكنه أن يطلب من المعهد أن يجعل وقت الدورة في عطلة الأسبوع بأن تكثّف الدورة في عطلة الأسبوع فإنه إن كانت الدورة تتطلّب الحضور كل يوم في الأسبوع باستثناء عطلة الأسبوع فقد يستطيع المعهد إنشاء جدول خاص بالموظف في عطلة نهاية الأسبوع وتكثيف الحصص فيها ليحصل الطالب على كل المادة في عطلات نهاية الأسبوع فبدل أن تكون الحصة الواحدة ساعة أو ساعتان فتكون الحصة الواحدة أربع أو خمس ساعات لأنه لا يجد وقت للالتزام مع أوقات المعهد في الأيام العادية, فإن رفض المعهد تكثيف الدورة في أيام عطلة الأسبوع, فعليه أن يجلس بهدوء ويفكر مليّاً في وقته الذي يقضيه كل يوم وإن كان بالإمكان إيجاد وقت للمعهد فإن لم يجد فقد يستطيع أن يصنع لنفسه وقت فراغ بأن يطلب من عائلته أن تخبره بكل ما تريده طيلة الأسبوع ثم يقوم في عطلة نهاية الأسبوع بجلب كل شيء لهم ليكفيهم طيلة الأسبوع المقبل فحينها قد يجد لنفسه وقتاً طيلة أيام الأسبوع للدراسة في المعهد والحصول على الشهادات المطلوبة منه لوظيفته التي يريدها, فإن قبلوه في الوظيفة التي يريدها وأكّدوا له قبوله فيمكنه حينها أن يستقيل من عمله ويعمل في الوظيفة التي لا طالما تمناها.

وكذلك الأمر بشأن الهوايات فقد يمكنه إيجاد أو صنع بعض الوقت لممارسة هواياته كالتفرّغ لها في عطلة نهاية الأسبوع أو بأن يجلب للمنزل كل الحاجيات في عطلة نهاية الأسبوع فيجد لنفسه ساعة أو ساعتان كل يوم يمارس فيها هواياته.

أما إن كان مهتماً حقاً في كتابة الأبحاث العلمية ويريد الدخول بجدية في هذا المجال فيمكنه أن يشتري من المكتبات التي تكتب الأبحاث العلمية بعض الأبحاث العلمية التي يريدها ويطلب من المكتبات مساعدته في تعلّم طريقة كتابة الأبحاث العلمية باحترافية فإن طلبوا مالاً مقابل تعليمه فقد يستطيع أن يدفع لهم بعض المال, ويقرأ أبحاث المكتبات بعناية ويسأل المكتبات عن ما لا يفهمه فيها ثم يبدأ بكتابة الأبحاث العلمية ويرسلها إلى المكتبات ليضعوا عليها ملاحظاتهم ثم يقوم بتعديل أبحاثه أو إعادة كتابتها من جديد حتى تحصل على استحسان المكتبات, فإن أراد أن ينتفع من كتابة الأبحاث العلمية فيمكنه التعامل مع المكتبات ليكتب لهم الأبحاث التي يطلبونها الزبائن منهم وكأنه موظف لديهم في المكتبات فترسل إليه المكتبات بالأبحاث المطلوبة ويقوم هو بكتابتها في أوقات فراغه وبذلك يكون قد انتفع من إحدى هواياته أو الأعمال التي يحبها.

إذن فقد يجد المرء أن لديه مجال لإيجاد وقت فراغ له لو استطاع أن يدير أيامه واسابيعه بدقّة فيقضي كل ما عليه من التزامات في أيام الأسبوع ليتفرّغ في عطلة نهاية الأسبوع, أو يجمع ويقضي ما عليه من التزامات في عطلة نهاية الأسبوع ليتفرّغ بعض الوقت في أيام الأسبوع...هذا والله أعلم.