معاناة النباتيّّين في العالم العربي


التعليقات

لا أفهم، هل المساهمة تتحدث عن حياة شخص نباتي أم دس عبارات جدلية لعمل بلبلة؟

إذا كنا نتحدث عن النباتية، ففي الحقيقة النباتية تقتل مخلوق آخر، النبات مخلوق حي يتنفس ويخرج ومليء بالعمليات الحيوية التي تقارن بالعمليات الحيوية في الحيوان والإنسان.

هل لي إذن أن أنعت النباتيين بأنهم عديمو الرحمة؟

-1

إن النبات يتغذّى على الأملاح المعدنية وهو ليس مخيّرا بين مصّها أو تركها، بينما الإنسان لن يموت إن هو لم يأكل لحم الحيوان.

ثم إن من طبيعة الانسان التقليل من شأن أي مخلوق جامد لا يتحرك أو يدافع عن نفسه، لهذا نجد دائما الأناس الهادئين مستضعفون، ثم تأتي الحيوانات الأليفة، ثم يأتي النبات وهو في آخر سلسلة الاستضعاف. وقد تحدّث الكثير عن روح للنبات، وهنا فإن إزهاق روحها مثل إزهاق روح أخرى لكن تأثير فعل ذلك لا يُذكر في عقول الناس بفعل الجمود الذي يغلّفها. إلا أن ازهاق روح حيوان يتخبط بين يديك يريد أن يهرب من سكينك يؤثر على الحواس التي تُفهم المرء بعقله أن هذا المخلوق لا يريد الموت، إلا أنه يصر على قتله وهذه وحشيّة.

لا إنها ليست وحشية، لأن الأرض خلقت على أنظمة غذائية متوازنة تدفع للتوازن البيئي.

الحشرات تأكل النبات، والزواحف تأكل الحشرات، والحيوانات المفترسة تأكل الماشية التي تأكل النباتات، والتي يأكلهم كلهم الأنسان والحيوان أعلى السلسلة الغذائية، هذا مثال مبسط.

أي خلل في تلك السلسلة سيؤثر على الطبقات أجمعها، مثلًا أصبح لا نأكل الحيوانات بشكل نهائي، سيزيد عدد تلك الحيوانات بشكل خرافي، وبالتالي سيزيد استهلاكهم للطبقة التي تسبقها في السلسلة الغذائية، وبالتالي ستنقرض الطبقة الصغرى وبالتبعية ستنقرض طبقة الحيوانات لأن غذائها قد انقرض.

كل شيء خلق لحكمة، وليس وحشية أو همجية!

-1

لقد طرأ تغيير فظيع على السلسلة الغذائية منذ آلاف السنين في اليوم الأول الذي قرر فيه الإنسان جعل بعض الحيوانات أليفة، فأتت الكلاب من الذئاب، وأتت الخرفان من الأيائل البرية، وأتت الأبقار من الأرْخُص قبل 10 آلاف سنة....إلخ وبسبب إدخال هذه الحيوانات في بيئة الانسان، نشأ ما تقوله أنت سيّدي عن اختلال قد يحدث إذ توقف البشر عن أكل هذه الحيوانات، إلا أن ذلك لم يحدث من قبل بسبب أنها كانت حيوانات برية وكل شيء يحدث على الطبيعة بين الحيوانات وحدها دون تدخل الانسان

يا صديقي البيئة خلقت دون تدخل الإنسان فيها، والتسلسل الغذائي موجود من قبل أن يوجد الإنسان أساسًا، كيف يكون للإنسان يد تغيير الطبقات وهو جزء منها موضوع وليس منفذ!

ثم من الطبيعي أن تؤثر أفعال الإنسان على السلسلة الغذائية لأنه أعلى هذه السلسلة، وهو لم يضع نفسه فيها، لقد خُلق فيها.

-1

جوابنا كان ردا على حديثك حول السلسلة الغذائية التي كانت طبيعيّة إلى أن بدأ الإنسان في تدجين الحيوانات

مازالت سلسلة غذائية طبيعية، إذا كان الإنسان يستأنث 10% من الكلاب فهناك 90% تعيش بقوانين البيئة.

-1

لكن الحديث هنا عن الحيوانات الأليفة التي يستطعمون منها وكيف أثر هذا على السلسة الغذائية

إن أردت النقاش حول الأمر فأنا مقتنعة تماما بفكرة كتاب" خرافة النباتية" والتي لها مراجعة رائعة في قناة مدون اسمه "سامي البطاطي" علي يوتيوب

وإن أردت التقبل والاحترام فهو حق مكفول لكل فرد، لكن لا تخترقه أنت وتنعت المختلفين عنك بصفات سلبية كذلك

فهذه هي المشكلة الأصلية

أنا لم أنعت أحدا بأي شيء

أما الجهاز الهضمي الخاص بالانسان فهو صغير مقارنة بالجهاز الهضمي للمفترسات الطويل الذي هو كذلك لإطالة مدة الهضم لأن اللحم عسير على الهضم بخلاف النبات.

أنت مخطئ يا عزيزي هنا, فالجهاز الهضمي قصير عند المفترسات وطويل عند النباتيين, الحيوانات النباتية بجهاز هضمي أعقد بكثير من الجهاز الهضمي لدى المفترسات, تمتلك الحيوانات المجترة عدة معدات وذلك لصعوبة هضم النباتات مقارنة بهضم اللحوم, فالخلية النباتية بجدار يصعب تحطيمه عكس الخلايا الحيوانية, لذا ينصح بتناول الخضار بكثرة لأن الألياف (التي لا تهضم مطلقا) تساعد في حالات الامساك فهي تخرج كما دخلت, كما لها فوائد جمة أخرى, لا يمتلك الإنسان أنزيمات تمكنه من هضم الألياف.

إن كنت نباتيا بنسبة مائة بالمائة لا تتناول البيض ولا الحليب... فأنصحك بأخذ مكملات غذائية تحتوي على فيتامين B12 وفيتامين D-3 لأنها لا تتواجد بالمصادر النباتية مطلقا, حبوب الخميرة مصدر جيد لها ومتوافقة مع التوجه النباتي, أيضا الطحالب والفطر.

لكن الجهاز الهضمي لدى المفترسات لا يبدأ من المعدة، بل يبدأ من أعلى البلعوم أي من الفم، اين يشرع الفم بإفراز لعاب حامض لهضم اللحم، ونفس الشيء بالنسبة لإنسان بطريقة اقل تعقيدا بإفراز أنزيمات قلوية يمكن تجاوزها، لذلك نجد البعض يبلع بلعا بعض القطع ولا يتأثر، بينما بلع اللحوم مباشرة يضرّ كثيرا سواء للمفترسات أو الإنسان الذي يلجأ اصلا إلى طهيها وقطعها بالشوكة والسكين

علميا الجهاز الهضمي يبدأ من الفم لدى كل الحيوانات وليس المفترسات فقط, الحيوانات المجترة تمضغ طعامها وتبتلعه ثم تجلس تجتره بأسنانها مدة طويلة من الزمن وتتوفر على أربع عدات وأمعاء طويلة جدا تتوفر على أنزيمات متعددة لكسر الخلايا النباتية والاستفادة من كل مادة غذائية, عكس المفترسات التي تبتلعه مرة واحدة وانتهى الأمر, الجهاز الهضمي عند المفترسات بسيط جدا لأن العناصر الغذائية باللحم (الخلايا الحيوانية) جاهزة للامتصاص ولا تحتاج لمعمل من المعدات والأمعاء لتكسيرها.

بينما بلع اللحوم مباشرة يضرّ كثيرا سواء للمفترسات أو الإنسان الذي يلجأ اصلا إلى طهيها وقطعها بالشوكة والسكين.

الحامض بمعدة الإنسان هو حمض الهيدروكلوريك حامضيته تتراوح من 1 إلى 2,5 PH وهو قادر على إذابة قطع اللحم وحتى قطع العظام الصغيرة التي نبتلعها دون مضغ.

هناك عدة أقوام يتغذون على اللحم النيئ, وحتى بالعالم العربي هناك عدة أطباق تحضر باللحم النيئ.

إن الإنسان كما قلنا سابقا لم يأتي لكي يتناول اللحم، فلولا ذلك لما تعرض لأمراض خطيرة جراء تناوله للحم النيئ كالسلمونيلا وداءالمشعرات والمقوسات والليستريا وإلتهاب الكبد، بينما المفترسات لا تتعرض لمثل هكذا أمراض...

تتعرض كل الكائنات على وجه البسيطة لمختلف أنواع البكتيريا, السالمونيلا تعيش بالتربة ويمكنك أن تجدها حتى على الخضر النيئة كالسلطات, في حين أن التهاب الكبد داء ينتقل من إنسان لإنسان عن طريق السوائل البشرية وليس للطعام دخل بالأمر.

على أي أنا هنا لست لتغيير قناعاتك, صححت فقط بعض الحقائق العلمية, لأنه تخصصي.

مرحبا بك وبأفكارك الجديدة والمختلفة..

قبل فترة كنت أبحث عن فائدة أسنان العقل لدى الإنسان، وتعرفت على أن ضرس العقل في الإنسان القديم كان عاملا مهما من اجل مساعدته على هضم وتقطيع اللحوم التي كان يأكلها..

لكن لا أتوقع أن الإنسان بدأ بأكل اللحوم النيئة، فهو عندما تعرف على النار، بدأ باستخدامها في شواء اللحوم.

اختلافك اليوم مع الناس في أي مبدأ تسلكه في حياتك، لا يعني أنك مختلف عن الدين.. فالدين قال: "كلوا واشربوا" وأيضا الله حلل مثلا أكل حوايا البقر والأغنام وهي ما يتعارف عليه اليوم بالكرش والمقادم.. وهناك بعض الناس لا يحبونها، ولا يأكلونها.

مثلا أنا لا أتقبل وجود رأس خاروف على مائدة المنسف التي أراها في موائد الأردنيين!

لكن لا يعني أنني لا أقبل بذلك، هذه حرية بالطبع مادام الله حلل لنا هذا الطعام.

تشتهر أيضا بلادنا العربية بالكثير من الأطباق النباتية، التي لا يدخل اللحم فيها، وهذا الشيء بسبب طبيعة الحياة الممتلئة بالخيرات الطبيعية، فالبيئة الشامية بيئة زراعية، وهذا المحصول الوفير جعل الناس تخترع أكلات عديدة من النباتات والخضار فقط.

وبعض العائلات تأكل اللحم مرة فقط أسبوعيا، أو شهريا، ويعتبر هذا اليوم بالنسبة لهم عيد.

صدقني إذا بررنا للناس موقفنا من أي اتجاه نتبناه سوف نتعب جدا..

أنا امتنعت عن السكر منذ عامين، والناس لا ترحمني بسبب ظنونهم أنه لدي مرض سكر!!

وأتعرض للسخرية حينما أطلب شاي بدون سكر..

لذا قررت أن لا أبرر لأحد، وأن أتصرف كما أريد.

-1

مرحبا بكِ أنتِ سيّدتي.

تعليل القرارات الشخصية للآخرين ليس ما نقوم به، وقد تحدثنا فوق عن معاناة النباتيين عموما خاصة مع فكرة أنهم يخالفون دينهم الذي يدعوهم إلى ذبح المواشي، وطرحنا فكرة "أين موضع الرحمة الشخصية من كل هذا؟ وكيف يجب أن يعترف من يشعر بانه أرحم من إلهه بذلك إن كان حقا يشعر به، فقبل كل شيء، يمكن أن يكون إلهك يمتحن مدى شجاعتك على الجهر بما لا يتوافق مع انسانيّتك".

أنا لا أرى أن من يذبح حيوان من أجل أن يأكله شخص غير رحيم!

وأختلف معك كل الإختلاف في النقاط التي ذكرتها في منشورك..

فأنا أولا أحب اللحمة، وحبي لها لن يمنعني عن اعتراضي عن فكرة عدم الرحمة.

فالله الرحمن الرحيم حلل وأباح ذبح الحيوانات، بل ربما حينما تذبح الحيوان يبارك الله في الثروة الحيوانية، هل لديك فكرة أن عدد الأغنام في العالم رغم ذبحها لنا، تفوق أعداد الكلاب رغم عدم ذبحنا لها؟!

فقد وصل عدد الغنم على كوكب الأرض إلى 1.2 مليار رأس، بحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

الله يبارك فيها.. رغم ذبحنا لها.

بالطبع أعدادها كثيرة ليس لأنها تأتي من فراغ، بل لأنها ترّبى في ملايير الاسطبلات حول العالم

لا أعتقد أنّ مجرد سؤال عن أسباب عدم أكل اللحوم من عدم أكله يراد به اتهام بالمعتقد، ولا أظن أنّ الناس قد تركت كلّ ما يعنيها لتكترث بأمور شخص يأكل اللحم من عدمه.

أما إن كانوا يفعلون فلأنّ من كان نباتياً جعل من الأمر مدار نقاش لأنه بالأصل من يخوض فيه باعتراضه على قيام الآخرين بذبح الحيوان والطير وأكله.

ودعنا نتفق على أمر، فإن كنتُ أنا آكل اللحوم مطالب باحترام معتقد النباتي، فعلى النباتي بالمقابل احترامي بعدة أمور:

  1. عدم اتهامي بقتل الحيوان، فما يحدث يدعى (ذبحاً، وليس قتلاً) ويراد منه التغذية وليس لأغراض دموية سفكية.
  2. عدم انتقادي لأنني أتناول اللحوم.
  3. تركي وشأني وعدم خوض هذه التفاصيل لأبقى بعيداً عن الدخول بالأمر معه.

ثم مع احترامي لك، اليهود والمسيحيون والمسلمون وكثير من الأديان تأكل اللحوم، فلا تضع اللوم على العرب ومسألة (وعاء الدين) فليس يعني قيام فئة بمناقشة الأمر أننا كعرب جميعاً يعنينا الأمر، صدقني لو أصبح البعض لا يتناول من على الأرض سوى الطحالب فليس الأمر يعني الكثيرين منا.. فدع عنك صفة الجمع، ولو جعلته تغليباً (غالبية) لكان أفضل.

لستُ نباتية، ولي أصدقاء نباتيون، لكن لم يحدث يوماً أن خضنا النقاش معاً.. وعادة من يبدأون بالأمر من باب الرفق بالحيوان، فتكون الإجابة، إذاً ارفق بأمثالنا نحن المفترسون ودع الأمر ينتهي عند هذا الحدّ حتى يبقى الاحترام قائماً.

لقد أثرنا الموضوع لأسباب روحيّة أكثر منها لأسباب أخرى، يمكنكِ سيدتي الإطلاع على الجواب أعلاه.

أما حديثي عن العرب فهو طبيعي جدا، فنحن نعيش بينهم وأنا لا أتهم أحدا بعينه وكررنا ذلك عشرات المرات في المقالات السابقة

للتلطف، أنا إيناس، وأحب أن أنادى باسمي لا ألقاب قبله أو بعده، هل يمكن ذلك؟

من حقي أن أجيبك على ردّك هنا، فلست معنية بالبحث عن ما تمّ تكراره رباح في المرات السابقة، بل معنية بما أراه وأقرؤه هنا.. ثمَ حين ترغب بإثارة الأمر عن العرب كوننا نعيش بينهم، فما طلبته تلطفاً منك أن يكون الأمر بالتغليب لا بالجمع، فليس الجميع على عيوبهم متشابهون.

وهل يمكنني أن أفهم الأسباب الروحية لطفاً؟ إذا كان يرهقك الحديث بالأمر فلا بأس.. سأحترم ذلك.

ولكن بالمقابل، هل لكَ أن تشرح لي أمر؟ لمَ يأكل أكلة اللحوم لحم الخروف ولا يأكلون لحم القطط؟؟ (لا أناقش بفكر الصين التي لا تبقي ولا تذر، فحتى الأجنة لديهم مسموح أكلها) ولكنني أسألك من باب العلم بالأمر، هل تعلم السبب؟

تريدين آنستي أن تضعيني في فخ الجواب بـ"إنه خيار" لتردّي علي بأنه خيارك وخياري.

أعلم أنه خيار، إلا أنني وبمجرد جعل نفسي في مكان خروف العيد أطرح أرضا وأذبح، أجد نفورا من كل هذا

إيناس.. اسمي إيناس يا رباح، أرجوك..

صدقني لا أضع الأفخاخ أبداً، وبصدق أناقش لأجل متعة النقاش، فإن كان نَفَسك قصير بالنقاش فلنختصره هنا، وإلا فغامر معي بالأمر.

ثم، من سمح لكَ بالتفكير نيابة عني لتفترض أنني أقوم بذلك؟ (أمازحك)

إسمي ليس رباح، إسمي RAVAH وكتب RABAH (ويلفظ رابَح) بحكم أن من كتبه كان عربيا لا يلفظ حرف V وينادونني ASLAN.

ثم أنا آسف لا أقدر على مناداة الناس بأسمائهم بسهولة، أعطني بعض الوقت (بمودّة).

أصلان أسهل يا رافاه أو رابَح (صار الأمر معقداً) .

لا تعاملني كبقية الناس.. تعامل معي على أنّ كينونتي إيناس وليس اسمي.. سيكون الأمر أسهل. 😁

فأنا لديّ أيضاً ذات المشكلة، عندي مشكلة بعدم مخاطبة الآخرين بأسمائهم، (نتشابه) بفارق التطبيق

وهذا لن يعفيك من إجابتي أصلان، دعني أستخرج بنان أفكارك -إن كان ذلك ممكناً.

كان لدي قطّة ذات مرّة وكانت من النوع المحبوب الذي لا يكثر من التودد أو الابتعاد، لقد أحببت القطة كثيرا ودائما ما سألت نفسي عن كيف بإمكان شخص ما أن يؤذي مخلوقا كهذا المخلوق.

ذات مرّة واجهت نفسي بأن سألت "لو وجدت نفسك في الصحراء وتكاد تموت والقطة هي الطريقة الوحيدة للبقاء حيا، هل ستأكلها ؟". تقززت من الأمر وبدأت أشك في أنني لن افعل، ومن يومها شعرت بمدى ضعف الإنسان خاصة في الأوقات الحرجة، ويمكن أن تأتي هذه الأوقات الحرجة بأشياء فضيعة كأل قطتي في الصحراء، لكن، إن كانت نقطة اللاعودة أو روبيكون كما يقال في الإنغليزية هي نقطة الإنهيار وتدمر اسس الحفاصة وإنعدام الخيار، فتأتي الفوضى وتظهر البربرية وتكون هناك ضحايا، فكيف يحدث نفس الشيء في منطقة الراحة بعيدا عن الضغط. لهذا اسأل لماذا لا يكترث الإنسان لمشاعر الحيوان وأحاسيسه ورغبته في البقاء، فلو يفّك رباط كبش العيد لهرب بحياته من الموت، أليس هذا كافيا لتمضية العيد بلا لحم، أليس جميلا رؤيته يرعى تحت الشمس مستمتعا بحياته في المراعي بدل طهيه في القدور؟.

أبا علاء المعري أبى الموت على أكل الفروج، وأنا أعتبر هذا انسانية مُزهرة بقوّة...

تحية أصلان..

دعني أبّوب إجابتي لأنها ستأخذ أكثر من منحى:

  • باعتقادك أصلان، لو كنتَ أنت وذات القطة في الصحراء، وأخذ الجوع منكما مأخذه فنأيت أنت أن تأكلها حفاظاً على حياتك، أن لا تفعل هي ذات الأمر؟

في يوتيوب ببرامج الجريمة تابعت حلقات أكلت الكلاب والقطط أصحابها حين شعروا بالجوع، أحد القصص مات صاحب البيت ولما لم يجد الكلب ما يأكله أكل صاحبه، وفي أخرى مرضت سيدة تعتني بقططها، فلم تستطع النهوض من الفراش لأيام، كانت القطط قد أكلتها حية..

غريزة البقاء صديقي تطغى، ليس عند الإنسان فقط، لكنها تفعل ذلك مع الحيوان والنبات وجميع الكائنات.

  • تخيل أن نتحول جميعاً لنباتيين، فقط أحتاج خيالك بالأمر، أتعلم أيّ مصيبة بالكون هذه؟

لقد تمّ القضاء على التسلسل الهرمي للكائنات، أن نصبح كلنا نباتيون هذا يعني فنائنا جميعاً، فأي زرع هذا سيكفي كلّ هذا الكون من البشر والحيوانات، ومهما حاول العلم الاعتماد على التصنيع سيبقى عاجزاً عن الأمر.

إن وجود التسلسل الهرمي يحافظ على توازن الكون أصلان، طبعاً لن أكرر كلمات أثق أن سواي قالها لك عشرات المرات، لكنني أحتاج منك أن تضع مشاعرك جانباً، وتفكر بالأمر من جانب عقليّ.

حيوانات تتكاثر، بمساحات محدودة وكمية أرض خضراء محدودة، ماذا سيحدث إذاً؟

  • العدل في الحكم:

ماذا أعني بذلك..حين نتكلم عن الأمر علينا أن نكون حياديين تماماً، لننسى تعاطفك مع القطط (أنا أيضاً عندي قطة للعلم وأتعامل معها كأنها طفلي الصغير، وأحب الكلاب أيضاً)، ولكن بعيداً عن ذلك، علينا أن نطالب بالمساواة بين كلّ الكائنات، أليس كذلك؟

هل تعلم أي كارثة هذا يعني؟؟

عدم قتل القوارض، عدم قتل الزواحف، عدم قتل الحشرات (كالصراصير والعقارب والبعوض)، بالَاضافة للحيوانات التي نحبها.

هل تتخيل أيّ كارثة كونية ستحدث؟ هل سيكون رأيك ذات الأمر مع الأفاعي أصلان؟ ومع الجراد؟ وماذا بخصوص العقارب؟ بل ماذا بخصوص الحيوانات المفترسة؟

هل تتخيل بيتك يفيض بالجرذان والفئران؟ هذا ما يحدث ببعض قرى الهند التي تعبد الفئران، هل تتخيل ذلك؟ أو أن تترك الأرانب دون أكلها، هل تتخيل حجم الكارثة، لا كائن يلد بقدر الأرانب أو يأكل بكمية ما تفعله، ستكون هذه أسرع طريقة للقضاء على الكون.

  • العدل في الأمثال:

وما أعنيه، راعكَ ما يفعله المسلمون بشرائعهم بذبح أضحية العيد، لكنه طقس ديني يحدث لمرة واحدة في العام، حتى المسالخ مهما ذبحت فإن النتيجة أن لحوم ما يتم ذبحه تذهب طعاماً وغذاء. (حاجة مبررة يا صديقي)،

ثم إنّ عملية الذبح لها شروط منها أن لا يرى الحيوان سكين الجزار وأن يكون الذبح سريعاً .. مهما بدا لكَ الأمر قاسياً فهو محكوم بشروط.

ولكن هل ما يحدث بإسبانيا مثلاً باحتفالات مصارعة الثيران إنساني؟ أو مصارعة الديكة أو الكلاب، هل يبدو ذلك عادلاً؟؟ لأجل المتعة فقط تقضي على الحيوان؟؟

بالمحصلة أصلان.. لا شئ يحدث دون ان تكون نتيجته توازن الكون، بشكل أو بآخر يستوجب التوازن طالما يسير بطقوس صحيحة ووفق الصحيح.

والنباتات اليست كائنات حية ؟

ام ان النباتات ليس بها دما اذا سيكون اكلها امرا رومانسيا

اذا لا تأكلو لا الحيوانات والنباتات وموتو جوعا ودعونا نعيش في الارض بسلام

في بداية الامر و فيما يخص الجمل المقتبسة من كتاب" العقل الكوني" فالحديث كان يدور عن الحيوانات التي تتغذى على اللحوم كالأسد و غيره لكن لم أجد شيء له صلة وصل مع الخروف مثلاً فهذا الحيوان لا يتميز بالصفات المذكور سابقاً.

بالنسبة لي لا أحبذ ادخال الدين في ما يتمنى المرء و ما يراه من منظوره أمراً او صحيحاً فهو حر في اختياراته وليس لي عليه أي سلطان.

هناك دراسات أثبتت أن جسد الإنسان بحاجة إلى اللحوم ذلك لما تحتويه من بروتينات و فتامينات غير موجودة في النبات سواء كان لحم أبيض كلحوم الاسماك أو اللحم الأحمر كلحوم الابقار و الخراف..

الشخص النباتي يجب أن لا يناقش من يرى أن هو على خطأ نتيجة أفعاله و نظامه الغذائي فالحل الوحيد هو عدم مشاركة من حولك بما تؤمن به و ما يؤمنون به لأن النقاش لن يصل لحل.

أنا احب النبات و لا مانع عندي من أن أكون نباتي و في نفس الوقت أن أكل اللحوم و لا يستطيع أحد أن يغير قناعتي فيما أراه مناسب بالنسبه لي.


ثقافة

لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية والاجتماعية بموضوعية وعقلانية.

96.6 ألف متابع