هذه مقولة للأديب الروسي فيودور ميخايلوفتش دوستويفيسكي
و هي مقولة جعلتني أقف أمامها لأتأمل مليا، قلبتها من كل الجوانب لأتمكن من فهمها، لكن لم أستطع.
أريد معرفة آرائكم
دستويفسكي!!، برغم كلّ التزاحم في رواياته إلا أنه يجعلك تعيش التأمل في عبارات!! فالعبارة لها وجوه كثيراً، تقرأ بألف جانب:
من جانب إنسانيّ أراها بأنه حين يظن شخص في حياتي أنه رفيقي فقد أمِن جانبي، فمارس كلّ طقوسه المعتادة مطمئناً إلى أنني سأكون معه وأدعمه، في حين أراه أنا، شخصاً دخيلاً، يفرض نفسه على حياتي، بتصرفاته وأعماله، وقناعاته، ويضايقني بممارساته، فأتخلص منه، وأقصيه عن حياتي.
وبرؤية أخرى قد يكون العنكبوت هنا فارض نفسه محتلّ لكيان ليس من حقّه، فجاء غرفتك، شاركك بها، بنى بيته، عاش حياته بأريحية، ربما أيضاً أنجب أبنائه وسمح لهم اختيار الزوايا التي يحبون في غرفتك للانطلاق لحياتهم وخوض غمارها! ليس لأنه أمِن جانبك فاطمئن إلى عدم وجود ردّ فعل من قبلك، بل لأنه لم يراك صاحب حق، فأنت لا تقضي بالمكان المدة التي يقضيها هو، ولا تمارس كلّ طقوسك في هذا الغرفة (التي يراها هو عالمه) فكان باعتبار ذاتيّ منه أنه صاحب الحقّ، وأنك مشارك مؤقت، وأنت في هذه الحالة، تعاملتَ معه بواقع ما هو موجود لا بافتراض ما هو يظن، والواقع لديك بأنه أذى لا داعي لوجوده فتخلصت منه، ليس لأنه أضعف ولأنك الأقوى، ولكن لأنه لا يجب أن يكون موجوداً بالأصل.
يمكنني وضع عشرات التصورات، وهذا هو الإبداع في الأدب، أن تكون الكتابات كقطعة الماس المشكلة، لها زوايا وانعكاسات، كلّ زاوية رؤية مستقلة ثمينة...
مشاركة جميلة فردوس، أحببتها
و أنا أحببت تحليلك الرائع، حقا يمكننا رؤية عبارة واحدة من مختلف الزوايا فإذا بها تصبح عشرات الصفحات. فعلا هناك بعض الأشخاص الدخيلين و أحيانا لا يمكنك إقصاؤهم، شخصيا لا أعرف كيف. يا إلهي، حقا إنه تصور مبدع للموضوع.
قلت أنه بإمكانك وضع عشرات التصورات، فهلا أخبرتني بواحدة، أتوق لرؤية من زاوية أخرى للعبارة.
حقا الأدب رائع، كما أنني عجبت كيف حول دوستويفيسكي هذا الحدث التافه الذي يقوم به الكثيرون دون وعي إلى هذه العبارة الفلسفية. حقا إنه الإبداع.
مجدداً أهلاً فردوس..
لا يوجد في الكون أحداث تافهة، كلّ شئ له غاية ورسالة، وهذه سمة استمرار الكونية عموماً..
فعنكبوت صغير، من يأبه به؟ والكون ممتلئ بالعناكب، لكن في نظر العنكبوت نفسه هو الأساس لأنه يرى الكون من زاويته..
فقط لتتمكني من تحليل العبارة عليك وضع خيارات طرق تفسيرها: وإليك بعض الخيارات:
انظري لكلّ خيار من الخيارات أعلاه، واشرحي كيف سيتصرف العنكبوت تجاه الغرفة وتجاه من سيشاركه بها، وكيف سيرى شريكه في السكن.
الآن خيار آخر بزاوية رؤية أخرى:
ستجدين نفسك في كلّ خيار تضعين تصرفاً منطقياً وفق احتمالية الخيار نفسه.
وقد يكون العنكبوت ( واهله من قبل ) ساكنون فيها حتى قبل ان تكون غرفتك ... فأنت المتطفل .
كمثال غرفتك في الفندق . او انتقالك للسكن في شقة مفروشة ....
من افلام المنطق المعكوس فلم the others
يا إلهي! هذا رائع، انظر الآن إلى الكم الهائل من التصورات التي بين يدي.
طريقتك في تحليل العبارة مبدعة.
شكرا جزيلا لك، علمتني شيئا جديدا، ليس في العبارات فقط و إنما أيضا في الحياة، يجب أن نرى الأمور من زوايا مختلفة.
حقا، شكرا جزيلا لك.
سأخبرك بسرّ صغير ..
تدربي على الاحتمالات، بمعنى ماذا لو كان .... فالنتيجة .....
ومارسي هذا الأمر بعلاقتك مع الآخرين، حين يتصرفون معكِ بشكل حللي الأمر من وجهة نظرك، ووجهة نظرهم أيضاً..
ستجدين أنك ترين الأمور بمنظور آخر، مختلف، وصدقيني فردوس سيتشكل منك شخص آخر.
الزوايا، كلّ منا يرى الأمر من زاويته ، لو استطعت وملكت القدرة على رؤية الأمور بهذا الشكل ستلكين خيارات كثيرة لقرارات كنتِ محتارة كيف تتخذينها
يعني بعض مخاوفنا قد تكون جبرا لنا، تخيلي لو تقدم لك رجل بشع لخطبتك، وأنت رفضت وبشكل قطعي بل وحتى قلت أنك لن ترغبي برجل غير جيد، ومرت الأيام وتزوجت وسيما أذاقك الويلات، وحتى هربت، ووجدت من ساعدك أن البشع الذي رفضتيه، وكان طيب القلب عكس وجهه..
هذا تقريبا المقصود
يعني قد تهاجمين شخصا وتؤذنيه، وما كان له إلا أنه يهتم بك ويريد لك الراحة والسعادة..
العنكبوت راقبك طويلا وكان يطمأن عليك لأنه يعتقد أنه صديقته، لكن حين أظهر نفسه لك لتعرفي مشاعره طيبة، قتلته، فقط لأن تلك الأفكار المحيفة في أوهامك..
العديد من يبعد أشخاص يحبونه فقط لأوهامه
عكسك تماما يا فردوس، لا أرى جانبا واحدا يدفعني لتأمل كوني أكره الحشرات من النخاع، بالرغم من أنني قرأت على ماقاله قبل أعوام، لكن دعينا نتأمل معا، وأما بعد إذا قتلته وكان يعتقد أن صديقي، ماذا سيتغير؟
آه يا عفيفة طريقتك في الكتابة تسبب لي صدمة لأنها تجعلني أفكر في شيء معين، ثم أصدم بشيء لم أتوقعه. لا أعرف ما السبب الذي يجعل معظم النساء يكرهن الحشرات؟ ربما أقزز منها، لكن طبعا لن أهرب إذا مر صرصور من أمامي.
لا شيء يتغير حين يموت عنكبوت أو حتى إنسان، لكن يؤسفني أن العنكبوت مات و يحس بالغدر و الخيانة من صديقه. لكن أعتقد أن العنكبوت مجرد معنى رمزي، اقرإي تعليق عفاف، شرحت الأمر بطريقة رائعة، تبين أن لهذا الحادث التافه (من يهتم إذا قتل عنكبوتا و بمشاعره) معنى أعمق و أكثر دلالة، و هنا تكمن فلسفة و عبقرية دوستويفسكي الذي عرف بسبره لأغوار الشخصية الإنسانية.
ربما يقصد منها أمر باطن مثل أولائك الذين يدخلون في حياتنا ولا نبدي لهم مزيدا من الإهتمام؟
أو حتى ربما يحتاجون إلى المساعدة ونغض عنهم الطرف
كتبت مقالة قبل أيام أجيب فيها عن السؤال الذي طرحته هنا "لو مكنت مارا ووجدت نملة تغرق في مياه مراحيض عامرة بالبراز هل ستنقذها أو لا ولماذا ؟" وقد ربطنا السؤال بالمقولة أعلاه إلا أننيحذفت المقالة بعد دقائق من نشرها لشعورنا بأنها قد تجرح احساس بعض الناس في طريقة صياغتها
التعليقات