تناولنا في مساهمة سابقة مغالطة الإستدلال الدائري أو المصادرة على المطلوب، وهي تنشأ نتيجة خطأ في ربط الدليل بالنتيجة، فيصبح السبب هو نفسه النتيجة، واليوم نستعرض مغالطة أخرى مهمة، وهي تنشأ نتيجة الاعتماد على مصدر الفكرة بدون مناقشة الفكرة نفسها، حتى وإن بدت غير منطقية!

يمكننا تقييم أي فكرة من حيث كونها منطقية أم لا، و الأدلة التي تعتمد عليها الفكرة والتحارب التي تؤيد صحتها بغض النظر عن مصدر هذه الفكرة أو قائلها، وهذا ما يقع فيه أغلب الناس حيث يكفي أن يخبره شخص مصدر ثقة بالنسبة له بأمر ما إلا ويصبح مسّلمة بالنسبة له بدون الإعتماد على أي أدلة.

ولنأخذ على سبيل المثال النظريات العلمية، فالنظرية لا تعتبر علمية إذا لم يمكن إختبارها وتكذيبها أو تأكيدها، ولا يلعب مصدر هذه النظرية دورا في جعلها علمية من عدمه.

وكمثال على هذه المغالطة قول أحدهم"كان من الأفكار العنصرية إبادة الأعراق الأدنى من أجل تحسين النسل، وبالتالي فإن علم تحسين النسل هو علم عنصري في المقام الأول"

وأيضا "الكحول تضر بالعقل وإذا فأي دواء يستخدم في الحكول فهو ضار بالعقل"

ومثال أخر، عندما نسمع نصيحة من شخص ما لا يطبق هذه النصيحة فهذا لا يعني بالضرورة أن هذه النصيحة خطأ، كأن نأخذ نصيحة لإنقاص الوزن من شخص يعاني وزنا زائدا، هذا لا يعني أن النصيحة خاطئة.

هل وقعت يوما في هذه المغالطة؟ وكيف يمكننا تجنبها؟؟