الشخصنة هي أن يطعن الشخص في الخصم بدلا من الفكرة نفسها، فيتحول النقاش منفكرة وفكرة مضادة إلى صراع شخصي هروبا من مواجهة الفكرة نفسها، وحتى يقوم بتشتيت انتباه الجمهور عن الحجة إلى شخص القائل ويضع الخصم موضع المتهم الذي يبدو مضطرا للدفاع عن نفسه بدلا من الدفاع عن الفكرة.
جميعنا على الأغلب قد تعرضنا بشكل أو بأخر لهذه المغالطة، ومن الأمثلة عليها "كان ألبرت أينشاتين موظفا حقيرا عندما كتب نظرياته، فكيف يمكننا أن نثق في صحتها؟" وقد تأتي الشخصنة في صورة أخرى مثل "وأنت أيضا تفعل هذا؟" فقد يقول قائل:"كيف أستمع إلى نصيحة هذا الطبيب في التخسيس إذا كان هو نفسه بدين!" فكون الشخص قد لا يطبق النصيحة التي يخبرك بها لا يعني بالضرورة أن النصيحة خاطئة.
في بعض الأحيان لا تصبح الشخصنة مغالطة، وتكون فعلا دليلا على كون الحجة باطلة، مثل الكذب في الحملات الإنتخابية أو في الأدلة العلمية أو غيرها من الامور التي لا تحتمل الكذب، أو إذا كان هذا الخص محتال مثلا في موضع يتطلب الأمانة، فعندما أقول بأننا لن نصدق هذا الشخص لأنه محتال فهذه ليست مغالطة بل إظهار لحقيقة الشخص، حيث أن السمات الشخصية قد تكون هي المقصودة في هذا الموقف.
وأنتم يا أصدقائي، هل تعرضتم من قبل لمغالطة الشخصنة؟ وكيف يمكن التفريق بين الشخصنة كمغالطة أو الشخصنة كحجة ودليل؟
التعليقات