أول مرة أدخلت صديقي زيكو أو زاكيشان للسوق ،نظر يمينا ثم يسارا وقال أنا أعمل مع هؤلاء الحيوانات ...
أخبرته بأن أغلب الشباب خريجي جامعة في السوق فالرجل الذي إسمه الطيب أو طيوبة كإسم تصغير خريج تقني سامي في الهندسة المدنية و جاره ليسانس مالية finance ,الآن مضت أكثر من أربع سنوات ،أمر أحيانا لأسلم عليهم أو لأجل شأن ما...لدي صور في سوق معي أبناء جاري موظف سامي في الدولة يبيعون البيض المسلوق و المياه المعدنية المبردة
أحدهم يغني
برد يا عطشان
حتى يتعلمو كيف يجنون المال فلا حال يدوم .
في مدينة صفاقس العاصمة الإقتصادية لتونس في الصيف الطلبة يتعلمون الصنعة إما نجارة،كهرباء بناء،سباكة ،حدادة ،دهن المهم أن لا يبقوا عاطلين حتى في أوروبا في الصيف الجميع يحاول أن يجني المال.
أتحدث دائما و أبدا عن العمل مهما كان فتقاليدنا تسمي بعض الصنائع مهنة من إمتهن بينما هي الذهب في يديك فالمثل الشعبي عندنا يقول يوفى مال الجدين وتبقى صنعة اليدين
أي ينتهي المال الذي ترثه و تبقى الصنعة التي تعلمتها ،طبعا أكثر مهنة نتقنها كعرب هي التجارة و بدرجة أقل الزراعة التي تم إمتهانها و ترذيلها في فترة ما فسمي الفلاح عبيد الأرض بينما في الغرب يطورون الفلاحة و يؤسسؤن الشركات التعاونية ،طبعا الأجيال الجديدة مهتمة بالفلاحة و تربية الماشية و غيرها مما يدر الدخل ،المهم أن لا تبقى عاطلا ،فإذا كانت لديك سيارة يمكنك تشغيلها في uber أو دراجة تشغلها دليفري و إذا كنت تتقن أي شيء فلتقم بالتسويق لنفسك و التخلي عن منطق العيب إذا لزم الأمر أن تنتقل من حيث ولدت حتى لا يراك الناس تعمل في ما يكسر عزة نفسك .
هل من حلول تسهل علينا تقبل بعض الأعمال التي نراها تنقص من شأننا؟
هل تقبل أن تعمل للكسب الحلال حتى تجد العمل الذي تحبه؟
هل تعمل ما تحب أم تحب ما تعمل؟
التعليقات