إذا فمن تكون؟

صدقني أنا اسأل نفسي دائما نفس السؤال.

من انا وماذا أكون؟

الإجابة المباشرة دائما سهلة وسطحية، لكنها غير شافية ولا مشبعة، فانت تشعر بعدها دائما بالتيه والألم، فما معنى أن تقول أنا إنسان أو أن تقول أنا من بلد كذا أو ابن فلان أو امتلك كذا أو اعمل بالمهنة الفلانية.

صدقني لا فرق بين بين كل تلك الإجابات لأنها جميعا تصفك بما ليس لك فيه يد أو بما هو قابل للتغيير فيك.

أما ذاتك الحقيقية فهي كالسراب نعتقد أننا نراه بوضوح إلى أن نقترب منه فنكتشف أنه لا شيء أو أنه شيء آخر غير ما رأيناه،

وولكن ما يؤلم حقا ليس السؤال ذاته إنما ظلال الحيرة التي تخالطه فتجعله سببا في تعاسة الكثير من الناس بعد أن تعلن الساعة انتصاف الليل وبدء دورية التفتيش عن الماضي لبدء معركة جديدة من حرب الحنين، حينها لا خيار لك إلا التفكير في كل المعاني التي عشت لأجلها ودافعت عنها في يوم من الأيام وتسأل نفسك إلى متى وإلى أين؟ ولا جواب لما سألت عنه إلا في علم علام الغيوم رب العالمين، لذلك لا يوجد جواب على هذا السؤال أفضل من دعوة في جوف الليل تزيح عنك عناء التفكير في إجابة لسؤال لا يمكث إلا ويطرح نفسه في كل حين، فلا أنت ذقت راحة انوم ولا لذة العبادة.