ما رأيك في الإحصائيات ألا تجانب الواقع؟

ألا توجد جهات رقابية دولية على المقاييس التي يتم استخدامها من قبل بقية الدول؟ عملت في ترجمة البيانات لمؤسسات التقييم وأعتقد أن هناك هيئات رقابية تقوم بتقييم دوري لهذه الاحصائيات، ليس بشكل تفصيلي ولكن على الأقل بشكل يجعل المنفذين يخشون التخلي عن موضوعية هذه المعايير.

طبعاً الأمر موجه أكثر للدول النامية، الدول الفقيرة غالباً ما تكون احصائياتها دقيقة لإظهار الحالات الاجتماعية والاقتصادية لأهداف مثل استقطاب مشاريع التنمية المستدامة وقد رأيت هذا بأُم عيني أثناء دراستي وتطبيقي مساق الإحصاء الدولي في الكلية.

في تونس مثلا هناك شخص واحد يسيطر على قطاع الإحصاء و يتلاعب بالأرقام حسب من يدفع كما أن التعداد الوطني شاهدت بعيني الشباب لا يمرون على المنازل كما يجب أن يتم كما لا يقدم الناس إجابات دقيقة خوفا من مصلحة الضرائب

كان من المفترض أن تقام تلك الإحصائيات تحت رقابة دولية

فلا أعترف بأي إحصاء إلا عندما ينفذ تحت الرقابة دولية ، غير ذلك لاأثق بها .

هناك شخص واحد يسيطر على قطاع الإحصاء و يتلاعب بالأرقام حسب من يدفع

سمعت عن هذا الاسلوب في اكثر من بلد وأكثر من مجال ، دائما المال يلعب دور وهذا الامر يستتبع ان نحصل على نتيجة أعمالنا وتجارتنا من السوق ومن رأي العملاء ومن ميزاننا القيمي لما هو خطأ وما هو صواب وان نصوغ بأنفسنا الإحصاءات التي تناسبنا والتي نتأكد من صدقها والتي يمكننا الاعتماد عليها في صيلغة خططنا واهدافنا لما هو قادم.

وعزائنا أن الزيف الموجود في الاحصاءات المدفوعة الأجر بقدر ما هو مكلف وبقدر ما يتم تسليط الأضواء عليه، هو في نفس الوقت لا قيمة له ولا يعادل ثمن الحبر الذي كُتب به، ولن يسمن ولن يغني أحد : لا من دفع ولا من قبض ولا حتى الجمهور.

ولننتقل للسؤال الرئيسي: هل تثق في الأرقام ؟

الجواب: لا ، ولكني أتألم ، المفروض أنها لغة لا تكذب ولا تتجمل ، فإذا بها في هذا الزمان : تكذب وتتلون وتجعل منا فريسة سهلة للتلاعب ، والمتلاعبون في جميع أنحاء العالم يعرفون ذلك. لقد أدركوا إمكانية نشر الأرقام المريبة والدعاية الإحصائية والمعلومات المضللة.

ولكن ما الذي يمكن فعله لمعالجة هذا اللغو الإحصائي؟

مرة أخرى وليس أخيرة في كل المجالات ، يتطلب الأمر جهودًا متضافرة من قبل الحكومات والشعوب. تبدأ بالتعليم وتمر بالأخلاق وتنتهي بالوعي.