ما رأيك في الأم أو الأب اللذان يستخدمان أطفالهما لمحاربة وعناد بعضهما البعض؟

رايي انهم اشخاص رائعين جدا من يستخدموا أطفالهم لمحاربة وعناد بعضهما البعض

فالشخص سواء ام او اب قد تعب على تربية ابنائهم وبالتالي من المنطقي استخدامهم لمصلحتهم في محاربة شريكهم السابق او الحالي

طبعا جواب تهكمي فالسؤال ساذج جدا واجابته معروفة سلفا هل تتوقع ان نثني عليهم مثلا!

كيف تنظر لهذا النوع من الآباء؟

على المرء أن يكون على قدر المسئولية ، ولأن الأباء والأمهات هم من اتخذوا قرار الزواج وقرار الانجاب وهم السبب المادي لوجود ابنائهم في هذه الحياة ، فعليهم تقع مسئولية التربية والاحتضان والامان .

لا اريد ان يكون كلامي صادم ولكن ، أريده واقعي ، بدون تحيز لأي فريق أخلاقي : من ناحية اشفق على الابوين ، وفي نفس الوقت من حق الأبناء ان يعرفوا الحقيقة وهذا يستتبع ان يحكي كل طرف الأمر على طريقته.

وشفقتي على الأبوين تأتي من منطلق أن كل منهما يعيش حالة صدمة ، لقد فقد شريك حياته وانتهى حلمه في حياة مستقرة وهو مشوش الذهن ، ماذا سيفعل ؟ هل سيبدأ من جديد ؟ وكيف ؟ وماذا سيقول الناس ؟ وهؤلاء الأطفال الذين خرجت بهم من الزيجة الفاشلة ، هل سأفقدهم ايضا ؟؟ لا ، كلا البتة ، سأحارب من أجلهم ، أنا ضحيت أنا مظلوم ، أنا احبهم . ما رأيكم ؟ لديهم حق أليس كذلك .

ومن حق الأبناء ان يعرفوا : لماذا تخرب بيتنا ؟ من السبب في نزع فتيل الأمان ؟ ما السبب الذي من أجله سنبقى طول العمر بوصمة الطلاق ؟ من الذي شردنا ؟ لماذا لم يتحملا مسئولية قراراتهم والتي نحن نتيجة لها ؟ نحن نحب كلاهما ، فلماذا الفراق والمحاكم والصراخ. ما رأيكم ؟ هم ايضا لديهم حق .

والان أتى وقت الحلول المثالية والواقعية ايضا : كل ذلك سوف يمر ، إنها انفعالات طبيعية ، ستأخذ وقتها وتهدأ أعصاب الجميع وتخمد نيران الغضب ويحكم العقل والحب الأبوي والبنوي الصافي الذي سيعطي الدافع لاستمرار الحياة ، قد يلتم شمل الأسرة ، وقد يظلا منفصلين ويحافظا على شعرة معاوية بينهما لخاطر الاطفال ، الذين هم أيضا بدورهم سيكتشفون أن انفصال والديهم افضل من استمرارهم في علاقة فاشلة ، وهم في قرارة انفسهم يعرفون السبب وسمعوا كثيرا من هذا ومن ذاك ، واعطوا الحق لها وله وتفهما وجهات النظر التي أدت إلى البعد بعد القرب وفرضت الكراهية برغم الحب .

الخلاصة : لهم حق الاختلاف ، وكل طرف له حق توضيح مبرراته ، ولهم حق الحزن والصراع ، ثم تقرير المصير ، مع الحفاظ على مبدأ هام : نختلف ونتشاجر ولكن لا يضرب احد تحت الحزام ولا يخرج خارج الحلبة .

وهل رأيت نماذج منه حولك؟

إلى فترة قصيرة، كنت أظن أن الأجيال الحديثة صارت أكثر نضجا من الأجيال الأقدم، نتيجة للانفتاح الذي نعايشه ويزداد يوما بعد يوم، مما سمح لنا بالعمل على أنفسنا وتطويرها والاستثمار فيها، وحتى يظهر ذلك الأمر بصورة واضحة في التوعية النفسية التي صارت دارجة إلى درجة واسعة الآن.

إلى أن حدثت واقعة لشخص قريب مني، أخت صديقتي المُقربة، فتاة مازالت لم تُكمل الخامسة والعشرين من عمرها، متزوجة عن قصة حب، وبعد إنجاب الطفل الأول ازدادت المشاكل إلى أن وصلوا للطلاق.

إلى هُنا يمكننا تفهم القصة، رغم المشاعر الصعبة التي يعيشها كل طرف لو شاركناهم وجدانيا، لكن ما وصلنا إليه هو ما ذكرتيه بالحرف، تهديد بالطفل، حتى أن زوجها قال لها بالحرف إن أرادت الطلاق فلتذهب إلى بيت أبيها لكن الولد لن يخرج من المنزل، وإلا فلتبقى معه! وبعدما تطور الأمر وتدخل أهل البنت، وأخذوها لمنزلهم بحوزة الطفل، لم يتوقف الزوج عن زيارات لم تخلو من الصراخ ومحاولات لأخذ الولد عنوة، المشكلة هُنا أننا نتحدث عن طفل لم يبلغ العامين من عمره!

بعد ذلك، وبعد الاتفاق النهائي على إتمام الطلاق وأن لا سبيل للرجوع، قرر الأب أن يوفر لإبنه نفقة واتصل ليخبرهم عن قيمة هذه النفقة، والتي كانت لا تُذكر، صدقا الرقم الذي قاله وقتها كان لا يُكفي ولو نصف احتياجات الأبن الطبيعية، ولا يغطي بند واحد من بنوده.

والسؤال هُنا يظل عالقا عن شعور هذا الأب تجاه ابنه، بعيدا عن وجود أمه في الصورة، فمهما كانت المشاكل بين الزوج والزوجة، لما يدفع هذا الطفل البريء الثمن!

للأسف ينتشر هذا النوع يا سارة، وليس في بيئات معينة حتى، ففكرة إدخال الأطفال في المشكلات الزوجية أصبحت شيئًا منتشرًا في كل البيئات والمجتمعات للأسف.

للأسف الموضوع أصبح منتشرًا لدرجة أننا نسمع عن حوادث لا يمكننا تصديقها من شدة قسوتها.

كحادثة انتقام سيدة من زوجها السابق بقتل أطفالهما في إحدى الدول العربية!

أرى أن فكرة الضغط على أحد الطرفين بالأبناء فكرة لا تصدر إلا من عقلية لا تعرف عن الدين والوعي والنضج شيئًا، أو أن هذا الشخص يحتاج فعلًا للعلاج نفسيًا، لأنها فكرة غير سوية نفسيًا أبدًا.

فحتى لو لم نفكر في مشاعر الطرف الآخر فلنفكر في مشاعر الطفل نفسه.

فالطفل يحتاج إلى أبويه! حتى لو اضطرت الظروف البعض للانفصال، فالطفل ما زال في حاجة إلى رؤية أبويه حتى لو بشكل منفصل وليس سويًا.

أثبتت إحصائية قامت بها مكاتب تسوية المنازعات أن 60% من الأطفال الذين انفصل أهلهم واستمروا في التنازع واستغلال الأطفال للضغط على بعضهم تضرروا نفسيًا وأصيبوا باضطرابات بسبب الخلافات الحادثة بين أبويهم.

وأثبتت الإحصائيات في إحدى الدول العربية أن عدد قضايا الرؤية بعد حرمان الآباء من رؤية أولادهم تعدت 16 ألف قضية!

وبلغت أيضًا قضايا النفقة 12 ألف قضية نفقة رفعتها زوجات ضد أزواجهن لأنهم يرفضون الإنفاق على أولادهم كنوع من أنواع الضغط على الزوجات أو عقابهم!