إن كنت مدوناً كسولاً، مثلي، تضيع وقتك كل مرة تقرر فيها التدوين بإيجاد قالب WordPress مناسب للتدوين وينتهي الأمر بك كالعادة تحاول تغيير الخطوط إلى أخرى عربية ثم تحذف المدونة لاعناً التدوين والـWordPress والخطوط العربية جميعها، فيسعدني أن أخبرك بأنك مدون كسول فعلاً، وأن المكان المناسب لك هو "اكتب".
قبل أيام -وفي مصادر أخرى، أسابيع-، كتبت تعليقاً حول تفضيلي منصة "اكتب" على أختها "منشر"، رد علي أحد أعضاء فريق "منشر" -نسيت إن كان المؤسس تماماً- طالباً مني توضيح ذلك بأسباب، فيما يلي يا صاحبي، أسباب أفضل لأجلها "اكتب" للمدون الكسول، مثلي.
تجربة استخدام أسهل.
يقال بأن تجربة الاستخدام -وفي رواية: واجهة الاستخدام- كالنكتة تماماً، إذا اضطررت لشرحها، فهي ليست بذلك الحسن، كذلك وجدت "اكتب" حين ولجت الموقع لأول مرة، كان مكوناً من عمود واحد صغير، تصطف به المقالات وصورها، مع خط جميل ومقروء، ببساطة عرفت حينها أن هذا هو المكان المناسب.
وفي تجربة أخرى، رأيت في "منشر" صوراً هائلة الضخامة، أقسام غير مفهومة، وأشياء أخرى غير مترابطة ببعضها، لأذكر مثالاً على ذلك، حين أنزل إلى آخر الموضوع أجد الكاتب والقسم، لكن بطريقة خاطئة، يظهر الكاتب على أنه بصندوق لوحده، والقسم بصندوق آخر، والاثنان متساويان بصرياً، مما قد يجعلك تقرأ القسم قبل الكاتب، وهذا ليس مطلوباً، الطريقة الصحيحة هي أن تضع صورة الكاتب، بجانبها اسمه بصيغة h2 أو h3، ثم أسفل الاسم وصف الكاتب، وفي نهاية الصندوق، نجد بخط صغير مائل رمادي مخطط أسفله: القسم، بهذا، أكون قد عرفت المعلومات المطلوبة تماماً بالترتيب الذي أردته، أردت معرفة الكاتب، ثم سيسرني الإطلاع على نبذة مصغرة عنه، وأخيراص إن كنت مستمتعاً لهذه الدرجة، فإنني سأدخل إلى القسم لأشاهد المزيد، خطأ صغير، أليس كذلك؟ تقول أكثر عبارة محببة إلي في تجربة الاستخدام:
الأخطاء الصغيرة، تبني إلى مشاكل كبيرة.
موقع بسيط.
حين تدخل إلى موقع ما، وتشاهد أغلبه، تبدأ في ذهنك بتكوين خارطة للموقع، هذا جزء قمت للتو باختراعه من تجربة الاستخدام -أو ربما هو موجود أصلاً-، حين أدخل إلى "اكتب"، وبعد أن أشاهد أغلبه، أعرف بأن أكتب مكون تقريباً من:
اكتشف، لعرض المقالات.
تدوينة جديدة.
صفحة المدون.
صفحة المقال.
تمت، ببساطة، حوالي الأربع صفحات، بينما حين أدخل إلى مدونة تقنية ما ذات تجربة استخدام سيئة، فإنني سأجد فيها صفحة التدوينة، صفحة التعريف، صفحة عرض التدوينات، صفحة الكاتب، صفحة مقالات الكاتب، صفحة الارشيف، صفحة مقالات الأوسمة، صفحة الأوسمة لوحدها، صفحة الصفحة، صفحة إضافية لاستغلال الاستضافة قدر الإمكان، صفحة تحية لخالتي زينب، آه، ودعنا نضيف هنا صفحة لن يقرأها أحد، حين أرى مثل هذه المدونة، سأشعر بالتعقيد والتعب كلما فكرت بتصفحها مرة أخرى، بينما حين أرى مدونة تقنية أخرى، تتكون من عمود واحد، فيها جميع المقالات الأخيرة، زر لعرض المزيد يفتح بقية المقالات في نفس الصفحة، وأخيراً فوتر بنفس لون الصفحة الرئيسية يحتوي على روابط إضافية كصفحة صاحب المدونة، هذه مدونة من صفحتين إن كان صاحبها مدوناً جيداً فسألتصق بها حرفياً.
"منشر" هنا لا يقوم بهذا، إلى الآن لم أستطع تكوين خارطة خاصة بالموقع، هنالك صفحة المقال، صفحة الكاتب، صفحة المقالات حسب القسم، صفحة الأقسام، صفحات متفرعة من صفحات الأقسام، صفحة المقالات الخاصة بصفحة تفرع صفحة القسم -معقد، أليس كذلك؟-.
ألوان سهلة وبسيطة ومتخصصة.
-مع بضعة خطوط أسفل متخصصة-، حين أود قراءة تدوينة ما، فإنني حتماً سأحب أن أكون مرتاحاً إلى أقصى درجة، "اكتب" يوفر لونين بسيطين جداً، لون أبيض رائع، ولون أزرق أكثر روعة وضع برفق كلمسات ريشة أخيرة على لوحة مكتملة، أحياناً أتوقف في "اكتب" فقط لأستمتع بمنظر زر التدوينة الجديدة وزر اكتشف، ذلك لأن اللون الأزرق ببساطة لون بارد كلون الشتاء الذي أحب أن أقرأ خلاله، لون يحث على الإبداع ويشدني دائماً إلى الضغط على زر التدوينة الجديدة فقط لأحس بأنني مبدع سيسكب ألوانه بعد قليل على لوحة ناصعة البياض.
"منشر"، على الجانب الآخر، لا يسعني أن أتصفحه لأكثر من خمس دقائق، وإلى الآن لم أكمل مقالة واحدة فيه تقريباً، لأن منشر يستخدم اللون الأسود والأحمر، هل تستطيع يا صاحبي أن تقرأ جريدة الصباح على صفيحة لابة تشتعل لهباً؟ أنا كذلك، لا أستطيع، ألوان "منشر" تجعلني أحس بأن الشاشة تبعث وهجاً حاراً أود تجنبه، جرب التنقل بين "منشر" و"اكتب" لتحس بالفرق بين أن تحرق ويسكب عليك دلو ماء أزرق هادئ، اللون الأحمر هو لون النشاط، الحمم، الحرارة، الفاعلية، العمل، السرعة، والانتباه، لا صفة من هذه الصفات تحثني على متابعة القراءة، يستعمل اللون الأحمر والأصفر في المطاعم كـ"ماكدونالدز"، "برجر كينج"، و"كنتاكي" لِأنها تحثني على الجوع وتحفز الشهية اللسانية داخلي كي أجلس في المطعم، لكنها كذلك تريدني أن آكل بسرعة وأنطلق إلى العمل، لأن هذا هو المطلوب، تريد المطاعم السريعة أن أدخل إليها، أدفع، أتضرر قليلاً، وأنطلق بسرعة لأخلي مكاناً لزبون آخر، وحين أرى ألوانها، تصرخ معدتي آمرة إياي أن أدخل لآكل بسرعة وأنطلق إلى عملي، لهذا، تحصل هذه المطاعم على الكثير، والكثير من الأموال، لأنها تعرف أي الألوان تختار.
نظام التعليقات.
ربما يكره البعض "اكتب" لأنه بلا تعليقات، لكنني أود طمأنة الجميع هنا، بأن نظام التعليقات قادم قريباً إلى "اكتب"، راسلت @ahmadajmi في أول مرة استخدمت بها "اكتب" لأعبر له عن مدى إعجابي بالموقع مع حوالي العشرة اقتراحات تم تنفيذ بعضها الآن -مثل إضافة تأثير Hover لزري اكتشف وتدوينة جديدة- والآخر يتم العمل عليه حالياً -كنظام التعليقات-، رد علي الأستاذ أحمد برد لبق ومطمئن وهو ما دعاني للتعلق بـ"اكتب" أكثر.
على الجانب، نظام التعليقات في "منشر" لا يعجبني جداً، الأيقونة التي تظهر بجانب الفقرات هي فكرة جيدة، لكن التطبيق خاطئ نوعاً ما، عوضاً عن ذلك، كنت لأستخدم هذه الأيقونة كزر آلي ينسخ الفقرة إلى اقتباس في صندوق الرد الذي يتواجد أسفل المقال، أين ستكون جميع الردود، وحين أضغط على الاقتباس، يتم رفع الصفحة إلى الفقرة المعنية في المقال، التعليقات يجب دائماً أن تكون في مواقع كهذه بسيطة، سهلة، ومصغرة، أنا أتيت لأقرأ المقال، ولن أمانع إن كنت مستمتعاً لتلك الدرجة بقراءة بضع آراء أخرى مصغرة حول المقال، هذا هو ما يجب التركيز عليه أثناء تصميم نظام تعليقات لخدمات مشابهة.
أمور أخرى جانبية.
حسب فهمي لمنشر، يستطيع الجميع وضع فئات داخل الأقسام، هذا خطأ، حين أرى فئة كـ"بكره اللي جاي كابوس" فإنني حقاً، لا صدقني، حقاً، لن أثق ببقية الفئات، الفئات يجب أن توضع إجبارياً من قبل فريق العمل، مع إضافة المزيد حسب اقتراح الأعضاء.
شعار "اكتب" سهل، بسيط، يعلق في العين، شعار "منشر"، أوه، لا أود الحديث عن تلك الميم التي تذبحني كلما رأيتها.
الخط المستخدم في "منشر" كبير جداً، ربما إضافة زري تكبير وتصغير للخط أعلى المقال ستفيد نوعاً ما.
تصميم صفحة الكاتب في "منشر" سيء نوعاً ما، تحويل شكل صورة الكاتب إلى دائرة أو مربع أصغر، جعل الخلفية من اختيار الكاتب وبدون بلورة، هذا أفضل برأيي.
شكل المقال الخارجي في "منشر" سيء، جداً، أولاً الألوان ليست فكرة جيدة، يجب أن تتبع أغلب ألوان المواقع هوية الموقع الرئيسية، ثانياً أريد أن تظهر لي صورة المقال الداخلية من الخارج، أن يصبح مربع المقال أصغر، أن يتم تغيير طريقة عرض المعلومات الإضافية الخاصة بالمقال.
ربما إن وجدت وقتاً قريباً، سأبدأ تجربة جديدة لإعادة تصميم "منشر" منذ البداية.
أمور أخرى حول تصميم "منشر"، لا أعلم يا صديقي، لكنه لا يعجبني ككل، يبدو "منشر" كشخص يمضي كل يومه في العمل على بناء عضلاته، حتى صارت عضلاته أكبر من وجهه، بطريقة لا تسمح له بلمس أصابع قدمه.
إن كنت يا صاحبي، مدوناً، كسولاً، تريد الراحة، وإطلاق أناملك للكتابة فحسب، أنصحك بـ"اكتب".
إن كنت يا صاحبي، كاتباً، عاملاً، تريد الكتابة بجدية، ولا وقت لديك للبحث عن قالب، أنصحك بـ"منشر".
حين رأيت طلب أحد أعضاء فريق "منشر" لنصائح لتحسين نفسه، شعرت بالأمل تجاه المحتوى العربي، المنافسات كهذه هي ما سيبني مجتمعاً أفضل، أحس بأن في عيني دموعاً ستنطلق الآن :)، أنا فخور بكلا المنصتين.
توقعت أن يدفع لي أحد مؤسسي الموقعين بضع دولارات لتحسين مواقعهم :(، لا مشكلة اعمل الخير وارمه في البحر :).
نقطة إضافية بلا داعٍ، أشكرك على القراءة، كتابة كل هذا كان تجربة متعبة.
هذا ما لدي حتى الآن، أنا زيد، كائن يحب إشعال نار المنافسة الافتراضية بين المنصات، وهو كسول جداً.
تاج لـ @mojarad chakhs 3adi لأنني أظن بأنه سيحب قراءة كل هذا.
التعليقات