أعلمُ أنّه الوهابُ، وأنّ ما يُعطَى منه يُدهشُ القلبَ ويُبدلُ الحالَ، فأرجو وأنتظر. لكنّ سؤالَ «متى» يطيلُ السهرةَ في صدري، ويُوقِظُ ليالٍ من الترقُّب. وُضِعَتْ تلك الرغبةُ الملحّةُ كنبضٍ لا يهدأ، كدليلٍ يهمسُ بأنّ الدعاءَ سيُستَجابُ، فكيف لا أؤمنُ؟!
ثمّ يأتي الشيطانُ يوسوسُ: «ربما لا تُكتبُ لك»، ويهمسُ الخوفُ بصوتٍ يَلتهمُ الطمأنينة. وصوتٌ ثالثٌ يردُّ: «لا يريد القضاء إلا الدعاء» — ويُذكِّرني أنّ للدعاء قدرةً على قلبِ الأقدار في لحظةٍ بلا إنذار. هكذا أنا، محاصَرةٌ بين من يزرعُ الشكَّ في قلبي، ومن يوقِدُ أملاً رقيقًا، ومن يثبتُ إيمانًا يرفرفُ كالطيْر فوق هدوء الليل.
يا ربُّ، أيّها المدبّرُ من السماء إلى الأرض، خلِّص قلبي من هذا الصراعِ المرهق، وانثر فوقه سلامًا يُطفئُ وساوسَ الشكِّ. نَوِّر لي دربَ الانتظارِ بيقينٍ لا يَتزعزع؛ اجعل لطفك يغلب خوفي، واجعل وعدك يملأ صدري طمأنينةً مطمئنةً. إنّي أسلمتُ أمري إليك — فدبّر لي ما يَمنعُني من الاستمتاعِ بالحياةِ، وامنحني يقينًا أتمكّن به، فأراك خيرَ مدبّرٍ وأثبتُ رجائي بوجودك ورحمتك.
التعليقات