في إحدى المرات وبينما أتصفح شبكة الإنترنت بحثًا عن معلومة حول موضوع "إكزيما الأطفال"، صادفت عنوانًا مثيرًا يعدني بالكشف عن أسرار مدهشة وعلاج سحري، فانجذبت إليه بسرعة وقررت قراءته، لكن بمجرد أن بدأت في القراءة، اكتشفت أن العنوان كان مبالغًا فيه والمحتوى لا يقدم سوى معلومات سطحية ومكررة، فلو كنت مكاني كيف ستشعر؟ وهل ستثق في الموقع مستقبلًا؟

هذه القصة لابد وأنها صادفتنا جميعا، ووقعنا في فخ العناوين المضللة، فلا ننكر أن العنوان يلعب دورًا محوريًا في جذب القارئ ولفت انتباهه، لكن أصبحنا في الآونة الأخيرة نشهد انتشارًا واسعًا للعناوين المثيرة والمضللة، والتي تُعرف أيضًا باسم "العناوين الصفراء" أو "clickbait".

وتتميز هذه العناوين باستخدام لغة مبالغ فيها وإدعاءات مدهشة، تهدف إلى جذب انتباه القارئ دون الاهتمام بمدى دقة المعلومات أو تحري المصداقية أمام الجمهور.

ينعكس استخدام العناوين المثيرة زيادة عن اللازم سلبا على مصداقية المحتوى وثقة الجمهور، لأن المستهلك عندما يجد محتوى لا يرقى لمستوى توقعاته من العنوان يفقد الثقة في المصدر مما يأدي إلى انتقاده.

كما أعتقد أن مثل هذا التوجه قد يقلل من قيمة المحتوى الجيد ووصوله للجمهور، لأنه يُصعب على القارئ التمييز بين المحتوى ذو جودة والمحتوى السيء بسبب انتشار العناوين المضللة، فيصعب على صانعي المحتوى الجيد جذب انتباه القراء إلى المحتوى الذي يقدمه.