كيف تساهم القصص والتجارب الشخصية في نجاح المحتوى؟

نعم اتفق معك فالسرد القصصي والرواية الشخصية تعزز من إيصال المحتوى وإقناع المتلقي به أيًا كان نوعه سواء كان تسويقيًا أو تعليميًا أو تربويًا أو غير ذلك.. كما أنها تجعل هذا المحتوى ليس عرضةً للنسيان لا سيما إن كانت القصة إنسانية تثير عواطفنا أو تحرك ذكرياتنا.

يحضرني فيلم كرتون جميل اسمه "راشد ونورا" كان يعلم كل حرف من حروف الهجاء من خلال قصة لطيفة ومن خلاله تمكن أطفالي من تعلم الحروف العربية بسهولة بعد أن عانيت في تعليمها لهم بالتلقين الممل.

وربنا جلّ وعلا سرد لنا في القرآن الكريم كثيرًا من القصص لما تتركه في النفس من أثر فقال تعالى (فاقصص القصص لعلهم يتفكّرون).

فأي شيء يصاغ على هيئة قصة يصل للعقل والقلب بسهولة.

التسويق من خلال القصص للشركات يعتمد على العاطفة مع العملاء وهي طريقة ذكية جدا فهي تجعل عقل العميل يتعامل مع المنتج والشركة كأنها شيء متأصل وأساسي في حياته وأتذكر من الشركات التي كانت تفعل ذلك كثيرا هي شركة بيبسي حينما تقوم بهذه الإعلانات وربطها بحياة الفنانين مثل أحمد زكي وابنه وعائلة سمير غانم فهم يربطون القصص الشخصية بالإعلان مما يجعلك بشكل عاطفي تريد هذا المنتج.

 تجربة شخصية استخدمتها أنت أثناء كتابة المحتوى لتزيد من نجاحه.

تذكرت مقالا صغيرا كتبته عن رواية قرأتها عدة مرات في فترات زمنية مختلفة وكيف كان تأثير الرواية ذاتها على أفكاري وكيف في كل مرة أراها بصورة جديدة ورؤى أكبر وأتذكر أن هذا المقال تم تدواله والتفاعل معه بصورة كبيرة وأيضا مقال شخصي يتحدث عن الوحدة وما يمر به الشباب وأيضا لاق رواجا واسعا.

أتفق مع استراتيجية storytelling كنوع من أنواع التواصل العاطفي وخصوصًا في مجال التسويق والمبيعات، وحتى في الحياة الشخصية إذا أردت أن أجعلك تتفهمين كلامي عن موضوع معين، ستجديني أقصه عليكي من خلال تجربة شخصية، لماذا؟ أولًا لجعل الموضوع حي وواقعي وليس فقط كلام مصمت أو كلام غير عملي، هنا ستتواصلين معي بشكل أفضل ربما تقصين علي قصة مشابهه من حياتك، أو تصدقين كلامي لأنه واقعي.

مثال على ذلك: الحالة الأولى "أن أقول لكِ مجال كتابة المحتوى مجال مربح وأضع لك خطة عمل تجدينها على أي موقع، مجرد كلام إنشائي"

الحالة الثانية " أقول لكِ كيف بدأت في هذا المجال، ما واجهني من إحباطات وكيف تجاوزتها، أن أطلعكِ على أمور قيمة من تجربتي ربما توفر عليكي عناء البحث والوقوع في نفس الأخطاء، ثم أخبرك كيف حصلت على أول عميل لي وكيف أنجزت عملي وهكذا"

ستجدين أني في الحالتين تحدثت عن نفس الموضوع ولكن مرة من خلال كلام على ورق فقط، ومرة أخرى من خلال تجربتي الشخصية، أخبريني أيهما ستفضلين في وجهة نظرك؟

أعتقد أن أهم مميزات استخدام القصص والتجارب الشخصية في صناعة المحتوى هي:

• جذب الانتباه: القصص والتجارب الشخصية هي طريقة رائعة لجذب انتباه القراء أو المشاهدين. فهي تثير المشاعر وتجعل المحتوى أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام.
• خلق صلة عاطفية: القصص والتجارب الشخصية تساعد على خلق صلة عاطفية بين المحتوى والجمهور. فهي تجعل القراء أو المشاهدين يشعرون بالتعاطف مع الشخصية أو المؤلف، مما يجعلهم أكثر ارتباطًا بالمحتوى.
• الترويج للعلامة التجارية أو المنتج: يمكن استخدام القصص والتجارب الشخصية للترويج للعلامة التجارية أو المنتج. فهي تساعد على بناء الثقة والعلاقات مع الجمهور، مما يجعلهم أكثر عرضة لشراء المنتج أو الخدمة.

أما عن تجربتي الشخصية في استخدام القصص الشخصية في صناعة المحتوى، فلقد استخدمتها في العديد من المقالات التي كتبتها. على سبيل المثال، في إحدى المساهمات هنا حكيت عن نجاحاتي وأخفاقاتي في مجال الكتابة وصناعة الأفلام والتحديات التي واجهتها والتي تتوافق وتتحد مع قصة بطل الفيلم الذي كنت أناقش فكرته فقمت بإيصال الفكرة بشكل ذكي لا يحرق أحداث الفيلم وفي ذات الوقت يقدم الفيلن بشكل مثالي ويخلق صلة عاطفية بين وبين كل زائر يقرأ الموضوع.

القصص هي من أحد أنجح التقنيات في صناعة المحتوى، الجمهور لايحتاج لسماع كلمات أدبية لكي يتم اجتذابه، بل يحتاج لسماع القصص والتجارب الملهمة ذات الدروس المستفادة التى تساعدها في حياته الشخصية والمهنية.

من أحد أنجح القصص التى استخدمتها في كتابة المحتوى الخاص بي وزادت من نجاحي هي قصة سمعتها مرة في فيلم كارتون كان يقول لصاحبته ظننت أنني سأفرح حين أصل لهذه اللحظة لقد وضعت كل شىء حتى أصل لها والآن لما وصلت لا أشعر بشىء فقالت له كان هناك سمكة في المحيط فقالت لأصحابها إننى أريد المحيط، فقالوا لها أنتي فيه، قالت لهم لا هذا ماء أريد الأكبر، المحيط.

هكذا البشر ينتظرون لحظة لتجعلهم سعداء والحقيقة أنه ليس هنالك لحظة ستجعلك سعيداً ولكنك يجب أن تكون سعيداً بنفسك.

هكذا استخدمها وطبقتها في كتابة المحتوى، ليس هناك ماسيسعدك كونك فقط في كتابة المحتوى ولكن ماسيسعدك هو عملك به وطريقة كتابتك التى ستتطور يوماً بعد يوم.