لاشك انه خلال التسعينيات، كان العالم مكانًا مختلفًا تمامًا عما هو عليه اليوم، صناعة المحتوى آنذاك كانت تتمحور حول الكتابة والنشر في المجلات والصحف حتى أن القراء كانوا ينتظرون بفارغ الصبر للإصدار الأخير من مجلتهم أو جريدتهم المفضلة باعتبارها مصدر معلومة من أجل مواكبة لما كان يحدث في العالم، الأفلام والبرامج التلفزيونية والمسارح والحفلات الموسيقية هي الأخري يا أصدقاء كانت من الأنشطة الشعبية التي يستمتع بها الناس كثيرا.
لكن مع تطور التكنولوجيا وظهور الإنترنت، تغير نمط الاستهلاك، فأصبح من الممكن نشر المحتوى عبر الشبكة العنكبوتية، فانتشرت المدونات والمواقع الإلكترونية اليوم كنار في الهشيم، مما يعني أنه يمكن للناس الآن الوصول إلى محتوى أكثر من أي وقت مضى. وقد أدى ذلك إلى تحول في طريقة إنشاء المحتوى واستهلاكه ايضا، حيث يركز العديد من منشئي المحتوى الآن على الوسائط الرقمية مثل الوسائط الاجتماعية ومنصات الفيديو مثل YouTube.
سأعود بك الأن للوراء وبالتحديد الى حقبة التسعينات، دعني أسرد لك السيناريو الذي من الممكن أن تعيشه حينها، أنت صانع محتوى غالبية وقتك تقضيها في تجوال بين أزقة والشوارع وبالرغم من درايتك بأنك ستأخذ وقتا من اجل انجاز محتوى الخاص بك، ستواجه مصاعب للوصول لمصادر المعلومة، نادرا جدا ما ترى ردود أفعال قرائك بسهولة، حتى أنهم لن يقاسمك افكارهم وارائهم الا اذا التقيت معهم وجها لوجه، ماذا سيكون المحتوى الذي ستنتجه حينها وتهتم به؟ وما الطرق والوسائل التي ستعتمدها لتسويق لهذا المحتوى؟ وهل تؤمن بأن ستحقق شهرة من خلال محتواك؟
مثلا، لو كنت منشئة محتوى خلال تلك الفترة، فأول شئ سأختار وسيطًا يسمح لي بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. من المحتمل أن تكون وسيلة إعلامية مطبوعة ذات اهتمام ثقافي، سأخصص فقرة او عمود اكتب فيه عن ملخصات للأفلام الكلاسيكية التي تحظى بشعبية كبيرة أو عن آخر الأخبار فناني الموسيقى الروك، فمثل هذه المواضيع كانت تشغل بال الجماهير وتثير النقاشات آنذاك. الأن حان دورك، أخبرنا عنك؟
التعليقات