في بداية ولوجنا لمجال العمل الحر، قد جالت العديد من الأسئلة في أذهاننا، ولعل أبرزها، هل لابد ان تعكس كلماتي بجدية عن ما يريده العميل؟ ما يعني انه لابد ان اعير قلمي لعميلي اثناء انجاز المشروع؟ وهل لابد ان يكون محتوى المشروع يعبر عن شخصية العميل ولو كان ذلك يتناقض أحيانا مع مبادئي.

" أنا هي التي لم اكن أعير كتاباً لأحد، وعندما دخلت لمجال العمل الحر لم اعير قلمي لعميلي"، عندما كنت اخطو خطواتي الأولى في مجال العمل الحر قبل ثلاث سنوات تقريبا، جاءني مشروع "تدقيق لغوي وتنسيق لكتاب"، العميل كان استاذا محاضر في الجامعة، ويملك صيت كبير في مجال الإعلام، المهم بدأنا المشروع بعد الاتفاق على الخطوط العريضة التي سوف يرتكز عليها العمل، الخطة اليومية التدقيق والتنسيق فصول الكتاب، في منتصف المشروع اكتشفت ان فصلا يحمل مضمونا سطحيا و فضفاضا لحد ما، كان لابد من إعادة صياغته من جديد وليس تدقيقا سطحيا، اقترحت على العميل ان يعيد صياغة المضمون ويرافقه بأمثلة أو أدلة منطقية، خصوصا ان كتاب من مجال متخصص، العميل لم يتقبل الأمر... فهل كنت مخطئة بتصرفي ياترى؟ كانت ردت العميل صارمة لي حتى انه لم يتقبل الأمر برحابة صدر، واجابني بأنني لابد أن ادقق المحتوى من الفاظ وكلمات وليس ضمنيا؟ هذا الجواب جاءني كالصاعقة، خصوصا انني كنت افهم على أن مهمة المدقق اللغوي ممكن أن تضيف ملاحظات تتجاوز الأسلوب إلى المضمون، الا أنني منذ ذلك المشروع أدركت أنه لابد أن أنجز مهامي ككاتبة محتوى او مدققة بمعايير التي يطلبها العميل ولو كانت تبدو خاطئة بالنسبة لنا كمستقلين، الاقتراحات التي ممكن أن نضيفها للعميل من الممكن تخدش معايير العميل احيانا.

وبما ان العميل هو السيد القرار الأول والأخير في المشروع، تعد الكتابة وفقًا لمعايير العميل أمرًا ضروريًا لإنشاء محتوى عالي الجودة يلبي احتياجاته الخاصة وينقل رسالته بشكل فعال إلى الجمهور المطلوب.

من المهم أيضًا أن نكون منفتحًين على التعليقات والانتقادات المقدمة وأن نكون على استعداد لإجراء المراجعات حسب الحاجة لضمان أن المشروع النهائي يلبي توقعات العميل من أجل الحفاظ على وفائه للعمل معنا على مشاريع أخرى.

وماذا عنكم هل تعتبرون أيضا بأن الكتابة وفقا لمعايير العميل وليس وفقا لمعايير أمر ضروري؟ ومن منكم مر بنفس قصتي مع العميل، شاركونا تجاربكم.