كيف تتحقق من المعلومات في ظل الإشاعات؟ دورات قصيرة ستساعدك في ذلك

إنها المرّة الأولى التي أسمع فيها عن هذه التقنيات أو الاستراتيجيات. على الرغم من أنني بالفعل أتحقّق على الدوام من الأخبار، خصوصًا المخيف منها والمثير للحماسة، لأن فكرة انتشار المعلومات نعمة العصر الحالي ونقمته في الوقت نفسه.

وعليه، أرى أن التوعية المستمرة بالمزيد من هذه الاستراتيجيّات سوف يساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في التنويه عن خطورة الأمر. لكن للأسف لدي شكوك كبيرة حول إمكانية فاعليته. لأن الأمر يتخطّى فكرة التضليل بالأخبار الكاذبة، وإنما يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك، على صعيد التلاعب السيكولوجي والتحكّم في المزاجية وتوجيه التعاطف والمعيار الأخلاقي عن عمد وغيرهم.

قد تكون هذه الدورات مهمة ومفيدة من أجل التحقّق، لكن على الأقل يجب علينا كمجتمع واعٍ ومثقّف أن لا ننتظر تعلّم هذه الأمور من أجل التحقّق من المعلومات المشبوهة، فالوعي يُكتسب من الخبرات، فمثلا بالنسبة لأخبار السوشيال ميديا مثلا كلّنا يعلم في فترة كوفيد19 كيف إلتهبت هذه المواقع بالأخبار والإشاعات وصحة هذه الأخيرة ذهبت في مهبّ الريح، وذلك خير دليل على عدم مصداقية هذه المنصات، ولو قمنا بإستثناء تويتر بعض الشيء عن المصادر المغلوطة فمع ذلك تبقى المعلومات المنتشرة في الأنترنت محلّ شبهة.

وتحرّي المعلومات خاصة قبل نشرها أمر مهمّ للغاية، وللأسف أنّ الكثيرين لا يتحلّون بهذه الميزة، أي ميزة البحث والتحرّي ويساهمون في كلّ مرة في نشر الإشاعات والأخبار المغلوطة، وتوجد فئة أخرى تعرف أنّ المعلومة خاطئة لكنها تنشرها متعمّدة ذلك. وفئة أخرى تنشر عن جهل مدقع، وفئة أخرى تنشر وتتكاسل عن التحرّي، لذلك يجب أن نرى في أيّ فئة ننتمي إليها.

يؤسفنا مشاهدة الإشاعات في كل وقت ولكل حدث ألف رواية مختلفة. والأمر أصبح كسبق صحفي يهرع إليه كل شخص. والأسوأ من ذلك أن كل شخص لديه حساب على السوشيال ميديا يجد لنفسه الحق في نشر الأخبار كما يحلو له أو كما يراها من وجهة نظره وتحليله الضيق للأمور. وليزداد الأمر سوءاً تجد الكثير ممن يتناقلون الأخبار يأخذونها من غير مصادرها من اصحابهم مثلاً أو من احد ما على السوشيال ميديا وتبدأ سلسلة التناقل والمزايدة. وبالتالي هذا يعني التعدي على مهنة الإعلام والصحافة وأو المختصين بمجال الخبر.

 كيفية البحث بكفاءة للعثور على النتائج التي تريدها، كيفية البحث عن شهود لأحداث الأخبار العاجلة والحصول على الصور وفحصها

منذ فترة أتحدث عن هذه النقطتين، ضعف وجود شهود في الأخبار مما يجعلني أتشكك من صحتها ولا أرغب بقراءتها، وفعلًا ستكون مفيدة جدًا بالنسبة لي.

على الرغم من أهميتهم، ألا يمكن تطوير استراتيجية تساعد في التحقق من المعلومات التي يتم نشرها على الإنترنت؟ أشعر بأن مراقبة والتحقق مما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون صعب بعض الشيء، ولكن على محركات البحث قد يكون ممكن أليس كذلك؟

بالنسبة لي أمر مستفز بل ومقزز أن أجد بعض المواقع تروّج للشائعات عقب وقوع كارثة أو أي وقت، والأبشع من ذلك ترويج بعض الأخبار المروعة بغرض جذب القراء والمشاهدين وحسب دون أي اعتبار لمشاعر الناس ولا الخوف الذي ينتابهم جراء نشر مثل هذا المحتوى المضلل أو المرعب. كأي إنسان لديه دافع الفضول كنت أضغط على هذه الروابط وأتابع ما تكتب الصحافة وما الجديد الذي تعرضه هذه المواقع والقنوات. ولكن بعد فترة أدركت أنهم لا يفعلون ذلك إلا لأغراض مادية بحتة، وبالتالي أصبحت إذا ما وقع أمامي خبر أطرح على نفسي سؤالًا بسيطًا: "هل تعتقدين أن ناشر الخبر نشره بغرض جذب المشاهدين إلى موقعه فقط؟" إذا كانت الإجابة بنعم فتبًا له ولموقعه وأتجاهل الخبر كأن لم أراه.

وشكرًا لكِ على اقتراحات الدورات التدريبية!