هل لاحظت أن الأغلب أصبح يصنف نفسه كاتب محتوى؟ وهي للبعض مهنة من ليس له مهنة، إن صح وصفها بمهنة، وهل واجهت إعلاناّ للعمل ككاتب محتوى يطلب منك أن تكون متخصص بدراسة كتابة المحتوى سواء بجامعة أو معهد أو كلية أو على الأقل التحقت ببرامج تدريبية؟ لعلها تكون طريقة للعميل يتبعها لتصفية عروض الكتاب بشكل أولي، وربما لتجنب الكتاب الغير مؤهلين، وربما إيماناّ منه بأهمية التخصص ووجوبه للإبداع والاحترافية. أم أن أغلب الجهات لا تركز أبدًا على التخصص لأن لا علاقة له؟

والسؤال الأهم هنا، هل يجب على كاتب المحتوى أن يدرس كتابة المحتوى كتخصص ليصنف أنه كاتب محتوى مبدع أو محترف؟

من الطبيعي ظهور جدل أن تكون متخصصاّ أم لا في ظل الطفرة الرقمية التي نعيشها. وبعيداّ عن الحشو حول كتابة المحتوى وخصائصها وتعريفاتها واشكالها وغير ذلك. علينا إعادة النظر في أصل مفهوم كتابة المحتوى لمعرفة ما إذا كان يستوجب التخصص فيه أم لا. 

كتابة المحتوى بالأصل هي شكل من أشكال المحتوى الذي يتطلب التخطيط والكتابة والتحرير. وأضيف إليها صفات لتمييزها مثل: كتابة محتوى إبداعي أو تسويقي مثلاّ. إذا ما المعيار؟ هل المهارة المكتسبة من دراستها كتخصص أم الموهبة التي يولد المرء بها هي من تحدد من يمكنه كتابة محتوى؟ أو ربما هنالك أنواع تحتاج موهبة مثل الكتابة الإبداعية، وأخرى تحتاج تقنيات مثل المقالات التي تتضمن الـ SEO أو الإعلانات.

بإمكاننا موازنة الأمر بالقول إن كتابة المحتوى هي موهبة وشغف في المقام الأول. لكن هل يد واحدة تصفق لوحدها؟ بالطبع نحتاج إلى اليد الأخرى وهي التخصص والدراسة حول المجال. وبذلك لا ندع موهبتنا يتيمة دون صقل وتطوير ورعاية وإتقان وتلقيح، لتوظيفها من أجل الخوض في خضم المنافسة المحتدمة في هذا العصر. 

وعليه فإن كتابة المحتوى هي مزيج بين الموهبة الفطرية والمهارة المكتسبة. أما بوجود موهبة بدون العمل عليها، فلن نكون كتاب محترفين ويستحضرني قول ستيفن كينج: "الموهبة أرخص من ملح الطعام. ما يفصل الموهوب عن الناجح هو الكثير من العمل الجاد".

وأختم حديثي بتشبيه جال في عقلي وانا أكتب، 

الامر أشبه بقطعة قماش خام لا يميزها شيء وقطعة أخرى زاهية مستوحاة من مصدر إلهام ما أو تعود بك إلى ذكرى أو موقف أو تجعلك تفكر في موقفك وتتساءل حول الأمر وربما تجرك للاستجابة له بالقبول أو الضغط على زر الإجراء.

ومن خلال ما ذكرت، هل ترى كتابة المحتوى موهبة خالصة لا تحتاج إلى صقل من خلال دراستها كتخصص؟ ككاتب، هل وصلت إلى مرحلة التخصص؟