مساء الفرح والبهجة!

قبل أن أبدأ في موضوع اليوم، اقترب سأخبرك بسرّ، في هذا التحدّي سأطبق نصيحة جوش سبيكتور التي مفادها أنّه عليك حذف 20% مما كتبت وستكون مسودتك ممتازة 100%، سأطبق ذلك وأتعلم التعديل والتحرير، لا تخبر أحدًا وقم بذلك أيضًا.

تدوين صفحات الصباح! أن تستيقظ كل صباح وقبل كل شيء عدا أذكارك وصلاتك، تُمسك دفترًا وتُفرغ كل ما علق في ذهنك من الأمس، اليوم يومٌ جديد فمالي أراك مثقلًا بالأمس، هذا ما ستقوله الورقة حين تنظر إلى وجهك قبل الجميع. [هذا ما أفعله من أسبوع ونفسيتي تحسنت].

تكتب أي شيء يخطر لك، حتى ولو تذكرت شيئًا قبل الميلاد أو ذاك الديناصور الذي التقيته في أحلامك وكان معجبًا بك، أو الماموث الذي ركض خلفك في العصر الحجري، ولم يكن لديك هاتف لتطلب المساعدة أو تصوّر فيديو، وتنشره على تيك توك وتصبح مشهورًا، وتتواصل معك كبرى الشركات للإعلان من خلالك وتصبح ثريًا أيضًا. خسارة!

التدوين يشفيك

أكتب مشاكلك وهمومك كل صباح واختم كتاباتك بكلام جميل توجه لنفسك، وأنّ كل شيء سيتحسّن، وبعد أيام ستلاحظ أنّ حياتك أصبحت أكثر هدوءًا وأفكارك أكثر وضوحًا، وأنت تعرف ما تريد بالضبط وكيف تحصل عليه.

ستتصالح مع مشاعرك بشكل أفضل، لأنك تعبّر للورق بكل صدق وتعترف بنقاط ضعفك، ومشاعر العار التي ربما شعرت بها في وقت ما، سترى ضعفك وتدرك كم أنك إنسان، إنسانٌ ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بربه، ستكتب أشياءً كنت تخجل من الاعتراف بها حتى أمام نفسك، لن يحدث هذا بين عشية وضحاها.

عليك أن تصبر ولا تحتفظ بالأوراق الأولى إن شئت لأنها غير واضحة، لكن مع الاستمرار، ستصل إلى مستوى أعمق من الحوار مع نفسك وتجد جرأة لا مثيل لها في قول أشياء لا يقولها إلا الشجعان الذين يعرفون أنفسهم حق المعرفة.

التدوين اليومي يحفر في أعماقك

لا تنشر ما كتبت ولا تدع أحدًا يقرأه حتى تصل إلى أعماقك وتُميز الغث من السمين من أفكارك، حينها يمكنك نشره لأنك ستكتب دررًا، لا يمكننا الحصول على الأشياء الجميلة والنفيسة من أول محاولة. فالذهب يُجلب من أعماق الأرض.

ويغوص الدرّ والمرجان في أعماق البحر، ويتعب الباحثون عنه، كذلك هي الأفكار القيمة، وبعد التدوين لأكثر من ثلاثة أشهر ستجد في نفسك القابلية لنقاش أي فكرة تخطر لك كتابيًا، وتصبح الكتابة تفكيرًا.

لماذا تدوين اليوميات

ستعمّق الكتابة اليومية معرفتك بنفسك، وتتعرف على من تكون أنت حقيقة، وليس ما أخبرك به الآخرون، أو ما رأيته في عيونهم، ستكتشف النمط الذي تسير عليه حياتك، وتعرف ما يغضبك، وما يسعدك، وما يحزنك، وما يستفزك، وما تحتاج إليه لمعالجة كل ذلك.

الكتابة اليومية لما يحدث معك ومناقشته مع نفسكـ، ستجعلك تستقبل الحياة بشكل أوضح، وتتعامل مع المواقف التي تعترضك بشكل، لأنك تزيل غشاوة الماضي وتعب الأيام السابقة، وتلقي بأحمالك على ظهر الورق.

لمن يرغب بقراءة باقي التدوينة.