أشعر أنّ الحديث عن الإبداع يحتاج إلى تعديل جلستي، احترامًا لهذا الفخم المدعو إبداع، لا أدري ما حقيقة هذا الكائن الذي يصول ويجول بداخل الكُتاب ثم يُخرج أجمل ما فيهم في شكل حروف ممتعة ومفيدة، إبداعًا يجعل القارئ يطلب المزيد والكاتب يقف مذهولًا قائلًا:

 يا إلهي أين كنت أحتفظ بكل هذا الجمال؟

شاركوني رأيكم في الابداع الكتابي، وهل سبق أن وقف أحد فاغر فاه أمام إبداعكم؟ أو ربما أنتم أنفسكم فعلتم ذلك؟

لن يرى أحد إبداعنا ما لم نكن نحن مدركين لذلك، ما لم نكن شغوفين بما نقدّم وما نكتب، لذلك حين نكتب ونحن مرتبكين أو خائفين وغير واثقين بما نكتب، يستشف القارئ ذاك الارتباك بين السطور ويشعر بعدم الانسجام مع النّص، ويحسّ أنّ هناك خطأ ما، حتى وإن لم يحدد ما هو بالضبط.

وفي هذا الصدد أحببت أن أشارك معكم اقتباسًا قرأته في نشرة Ghost Newsletter:

لا تحاول أن تكون مثيرًا للاهتمام، ولا تحاول أن تكون فريدًا، وضع كل جهودك في أن تكون أنت - بلا خجل، وبشكل لا لبس، وعبّر عن أنقى ما في داخلك - وسيهتم الباقي بنفسه.

آدم ويستبروك.

بمعنى أننا حين نتوقف عن تقليد الآخرين ولفت انتباه القارئ، ونركز فقط على التعبير الصادق عن ذواتنا، فقط حينها نبدع ونستطيع الوصول إلى القارئ وتحريك داخله.

أما عن كيفية كتابة كتاب إبداعي فمن يعتقد أنّ الحديث عن ذلك يكون بمساهمة واحدة فهو واهم، ونحن نرى كمية وأعداد الكتب التي أُلّفت في هذا الجانب، ومع ذلك لازلنا نتسائل كيف نكتب وكيف نؤلف؟ ليس لأنّ تلك الكتب لا تكفي وإنّما لأننا مختلفين، ولكل منّا طريقته ورحلته …

نظل نبحث عن شيء يرضينا ويتوافق مع إبداعنا الخاص والفريد، الكتب الابداعية تختلف من قصة قصيرة إلى الرواية إلى السناريو والكتابات الدرامية وغيرها…

وكتابة ذلك لن تكون بين ليلة وضحاها وإنما تأخذ المشاريع الابداعية وقتًا لتخرج إلى النور، وليس علينا أن نستعجلها لأي سبب كان ونمنح أفكارنا الوقت لتنضج وتنمو.

بالنسبة لي مازلت لم أجد طريقي المثالي للكتابة الابداعية ولستُ مستعجلة، بل على العكس أستمتع برحلة التعلم ومشاركة ذلك معكم، وأسعد بمشاركتم لي مشاريعكم الابداعية وطرقكم في التعلّم.

لكن يا دليلة، أين جواب سؤال عنوان المساهمة؟ سؤالك في محله، لكن إجابة هذا السؤال ليست موحّدة فلا تحشر نفسك في قوالب الآخرين، استلهم منهم لكن ليكن طريقك فريد وصوتك متفرّد.

كيف وأين تكتبون؟  وهل تفكر في انشاء كتاب ابداعي؟