قد تكون من الكُتّاب الذين همّهم تثقيف الناس، وتعليمهم بكل حرف ممكن معلومة جديدة. لكن إذا كُنتَ كذلك، فحري بك أن تؤلِّف مرجعًا ومصدرًا، لا أن تدوِّن على الإنترنت!

إذا كُنتَ تكتب على الإنترنت، فالهدف الرئيسي أن تؤنس الناس، تجعل المحتوى خفيفًا عنهم، وبعدها تأتي مساحة بقية الأشياء من التعليم والتثقيف.

أنا أعلم أنّ هذا الموضوع صعب على كثير منّا، هل سأكون مهرجًا حتى تُقرأ كتاباتي؟ لا، تستطيع الاحتفاظ بوقارك كلّه، لكن إن لم تكن مرِحًا بما فيه الكفاية، ولم تكن بسيطًا في الكتابة، لا تتوقَّع أن يقرأ لك الكثير من الناس.

حتّى أمِّي لا تقرأ سطوري إذا شعرَت بأنَّ فيها تعقيدًا، ربما فقط فتاة تُلاحقني ستُركّز مع كل حرف أملًا منها أنِّي قصدتها! إذا أراد أحد ما علمًا حقيقيًا، مع كامل اجلالي، لن يقرأ لي ولك.

هناك انفصال بين ما يقوله الناس وما يُريدونه، نبدو كأذكياء مُفكّرين، لكنّنا في الحقيقة نفضّل الترفيه على إتعاب الفكر وإعمال العقل. وثمَّ بعد أن نضيّع الكثير من الوقت، نلوم صُنّاع المحتوى، إذ وفّروا لنا ما نُريده بالضبط!

حينما يقرأ شخص ما مكتوباتك، فهو إمّا يُضيِّع الوقت، أو يحمّلك أمانة أثقل: يُريدك أن تقلّل شعوره بالذنب على تضييعه لأعمال أهم.

في كلا الحالتين، لكي تجذبهم لك لأطول فترة مُمكنة، تحتاج أن تؤنسهم، تحتاج أن تجعل ما تكتب سهل الذوبان، يذوب عند أول مضغة!

أفكّر دائمًا بكتاباتي أنّها سيقرأها شخص قرب موعد النوم، وأعطى لنفسه 5 دقائق إضافية قبل أن يتمكّن منه الوسن، هل سيكون بأعلى درجاته من التفكير ليفكّر في كل ما أقول؟ هل سيكون من المنطقي أن أضع بعض الخطوط غير المُحكمة، تلك التي تتطلّب منه أن يفكّر مرتين؟

لا، سأحتاج أن أرشيه ليبقى، أن أضع له بعض النهفات المرحة، بعض الجمل الصادمة، وبعد ذلك يأتي تقديم الفائدة، سأخرجه من مقالي وهو قد حصل على معلومة جديدة، أو فكَّر بطريقة مختلفة، لكنَّه سيتعلّم هذا وهو يمرح!

حتّى لو لم تكن بحس مرح، عندما تكمل مسودة المقال، فلتقرأه مرّة أخرى، أضف بعض "المنكّهات والمشهيّات" على بعض الفقرات الطويلة والصعبة. حاول أن تبدو المفاهيم مضمونة، ولا تتحرَّج أبدًا من التبسيط والجمل الواضحة، فهو قوَّة في هذا العصر وليس منقصة.