كنت أقرأ عن بدايات هاروكي موراكامي في الكتابة، ولا انكر أنه من الشخصيات التي ألهمتني بالتحول الذي أحدثته الكتابة في حياتها وليس كتاباته نفسها، وعلق أمر المطبخ والكتابة في ذهني. 

لأنه كان يكتب على طاولة المطبخ كل ليلة وكان يقول:

"... صرتُ أجلس كلّ ليلة حينما أعود مُتأخرًا من العمل، إلى طاولة المطبخ وأستغرقُ في الكتابة…" وأطلق على روايته الأولى والثانية روايات طاولة المطبخ"

ثم تذكرت أنها ليست المرة الأولى التي أسمع اقتران الكتابة بالطبخ أو المطبخ، لأنّ الكاتب المصري الراحل أحمد خالد توفيق لديه مؤلف عنوانه: اللغز وراء السطور.ـ أحاديث من مطبخ الكتابة".

إذن الأمر بالتأكيد ليس صدفة، وهناك علاقة بين الأمرين، ما رأيكم أنتم؟

هل تبادر إلى أذهانكم التساؤل حول هذا الموضوع؟

إنّها الثانية بعد منتصف الليل، لا لا أنا لا أجلس في المطبخ لكنني أفكر ما علاقة المطبخ بالكتابة؟

أنا أعتبر الكتابة حب، والطبخ حبٌ أيضًا، أم أنّ القاسم المشترك هو التعبير، لأننا بالكتابة وبالطبخ نعبر عن كل ما يعتمل داخلنا، أم أنّ التشابه هو في سرّ الكاتب وسر الطباخ؟ هل تعتقدون ذلك؟

حسنًا، دعكم من رأيي، ها هي شهرزاد أوروبا إيزابيل ألليندي تقول:

… في الليلة التالية بعد أن تناولتُ العشاء أقفلتُ على نفسي مرةً أخرى في المطبخ لكي أكتب… ومع نهاية العام كنتُ قد كتبتُ على طاولة المطبخ خمسمائة صفحة! لم تكن تشبه الرسالة أبدًا، كانت روايتي الأولى (بيت الأرواح) قد وُلِدَتْ”.

حتى لا أطيل عليكم، وأنا أتحدث عن الطبخ والمطبخ ونحن صائمين، أحببت أن أشارككم هذا النصّ الشعري عن لمبة المطبخ المصابة بالأرق، 

وعلاقاتها بالكتابة المؤرقة ما بعد منتصف الليل لسلمان الجربوع، استمتعوا به وشاركوني رأيكم؟

“عندما يذهب البيت إلى النوم
تحرسه
لمبةُ المطبخ،
الكنبةُ المصابة بالأرق
وحيدةً
في غرفة الجلوس
بعدما كنست الخادمةُ الأحاديثَ اليوميّة
تسلّيها لمبة المطبخ،
الأفكار التي تطنّ حول رأس ربّة البيت
عن السعادة الزوجيّة
تُحرقها
فكرةً
فكرةً
لمبةُ المطبخ،
الأب العائد
متأخّرًا
إلى البيت
تفضحه لمبة المطبخ.
عندما تحترق لمبة المطبخ
تهتزّ ثقة البيت
في نفسه”.

هل كتبتم على طاولة المطبخ يوما؟ وهل تعرفون كُتّابًا كتبوا من المطبخ؟