مرحباً أصدقاء حسوب من جديد !

لقد نجوت من معركة طاحنة دارت داخل رأسي في الليلة الماضية وأشكر الله على ذلك، وأنتم ماذا عنكم .. كيف كان يومكم ؟

لنعد لحادثة الأمس قليلاً والتي دفعتني لكتابة هذه المساهمة هنا، فقد تعرضت لهجوم معتاد من الصداع ولكن هذه المرة كان هجوماً عنيفاً جعلني أعاني لساعات مرّت بثقل شديد كأنها عقود ضوئية ! ولكنها ليست المرة الأولى أيضاً .

كان الصداع ينخر كل نسيج في عقلي، وكانت الضوضاء لا تتوقف حولي، حتى الجو كان خانقاً، ما العمل إذاً ؟ إن أول ما قمت به هو النزوح إلى مذكرات الهاتف والبدء بالثرثرة هناك، وهكذا تنقذني الكتابة في كل مرة .. غريب أليس كذلك ؟ إنني دائماً ما أدّعي أن قدراتي الذهنية تتعطل عندما أصاب بالصداع . فكيف أفقد القدرة على التفكير ولكنني لا أفقد القدرة على الكتابة ؟

ما الذي يجعلني أتجنب القيام بكل شيء أثناء معاناتي من نوبات الصداع ولكنني لا أهجر الكتابة أبداً، بل أشعر أنني بحاجة إليها في تلك الأوقات العصيبة أكثر من غيرها .. قادتني هذه التساؤلات إلى تساؤلات أوسع قليلاً فتعمقت بالبحث عن علاقة الصداع بالكتابة وكيف يؤثر الصداع على الكاتب ووقعت عيني على مقالة بعنوان : "هل الكُتّاب أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي؟" وأول ما خطر في بالي كان "هل يعقل ؟" فأنا لم أربط يوماً بين نوبات الصداع المتكررة التي أُصاب بها وعملي في الكتابة فكيف ربطت كاتبة المقالة بينهما ؟

في البدء استهلّت الكاتبة مقالتها بالحديث عن معاناتها من الصداع النصفي ثم ذكرت عدداً من الكُتاب المعروفين الذين تحدثوا عن معاناتهم من الصداع النصفي وعلى رأسهم الشاعرة الاميركية الشهيرة إيميلي ديكنسون والتي وصفت شعورها بإتقان عندما عبّرت عنه بـ "جنازة في دماغي" وهي محقة !

على أي حال لست هنا لأطيل عليكم بترجمة المقالة كاملة، ولا لأسرد عليكم أسباب الصداع وطرق علاجه فالصديق جوجل متكفّل بذلك وسيرافقكم في رحلتكم الإستشفائية بكل ود، ولكنني بالعودة إلى الأسباب التي رجحت الكاتبة ضلوعها في هجمات الصداع التي تلتهم رأس الكاتب وجدت سبباً مثيراً للإهتمام وأحببت مشاركته معكم، "الكُتّاب الحسّاسون قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصداع النصفي" .. تقول الكتابة أن غالبية الكتاب مفرطي الحساسية يتأثرون بما حولهم بشكل قد يجعلهم يتعرضون للصداع، وأسهبت في شرح العلاقة بين الإحساس -العاطفة- والإبداع والذي وجدتُ فيه إطراءً مجزياً لي في عالم لا يعترف بالمشاعر والإحساس .. في عالم تحكمه لغة العقل والمال فقط .

أعلم أنك لا زلت تبحث عن العلاقة بين الحساسية والصداع، في الواقع حاولت الكاتبة المزاوجة بينهما عبر طرح عدة أمثلة لتجارب أجريت على عدة أشخاص توصلوا من خلالها أن الأشخاص الحساسين شاعرياً هم أيضاً أكثر حساسية تجاه الأصوات والأضواء من حولهم مما يحفز إصابتهم بالصداع النصفي .

على العموم في مقارنة بسيطة عقدتُها بين نصّين أحدهما كتبته في حالتي العادية والآخر كتبته في خضم المعاناة -عن الصداع أتكلم- وجدت بعض الفروقات بين النصين ألخصها لكم كالتالي :

  • كان النص وليد الصداع صغير الحجم لا يتجاوز السطرين، بينما الآخر أكبر حجماً .
  • نص الصداع معبر جداً، ولكنه يعجّ بالأخطاء الإملائية والنحوية الكارثية، بينما الآخر أكثر صحة ودقة .
  • نص الصداع كان يبدو مبتوراً وكأنه بحاجة إلى تكملة، بينما النص الآخر مكتمل وجاهز للمشاركة والنشر .

إذاً نصيحتي لكل كاتب، اكتب وأنت مصاب بالصداع ولكن لا تنشر ما كتبت !

وانت يا كاتبنا المبدع في فضاء حسوب .. ما هي قصتك الخاصة مع الصداع ؟