التسويق للمحتوى من خلال مؤثّري مواقع التواصل الاجتماعي يؤتي أكله.

التسويق بشكل عام يمكن أن نتبع نفس أساليبه في مختلف المجالات التي نسوق لها، ومن ضمن هذه الأساليب هي الاستعانة بالمشاهير، وتشير هذه الطريقة إلى قوة القدوة، بمعنى أن الجمهور يثق في شخصية ما ويحبها كثيراً، فيقوم المسوقون بالاستعانة بتلك الشخصية في العملية الإعلانية التي تهدف إلى إيصال فكرة ما، أو دفع المستهلك لاقتناء منتج أو خدمة معينة،

وهذه الطريقة فعالة ومؤثرة للغاية، فالجمهور بمجرد مشاهدته لشخصية محبوبة في الإعلان فإنه يتعاطف مع الرسالة الإعلانية أياً كان محتواها، ويقوم صناع المحتوي والمنتجون ومزودو الخدمات بالاستعانة بتلك الشخصيات لزيادة نصيبهم في السوق ولتحسين صورتهم الذهنية العامة لدى الجماهير العامة المحتملة لاقتناء المنتجات والخدمات المقدمة من قبلهم.

مرحباً عزيزتي دليلة،

التسويق هو نصف النجاح للمنتج. في مرة ما، قرأتُ عن تاجر معه مليون دولار. فقام بشراء بضاعة بنصف مليون دولار، وبالنصف الآخر قام بالترويج للبضاعة. وهذا إن دل، يدلُ على أهمية التسويق.

لكل عصر مستجداته التي يجب علينا مواكبتها. وفي عصرنا هذا، يعتبر مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي من الوسائل التي تستخدم للتسويق. وبما أنهم يحظون بالكثير من المتابعين، فيلقى الأمر صدىً واسع. ولكن إن كنت سأستعين يوماً ما بمؤثر اجتماعي للتسويق لكتاباتي، سأختار المؤثر بعناية شديدة وفقاً لمعايير خاصة بي وبمبادئي.

هي طريقة في التسويق مثلها مثل أي طريقة، أي أن الشخص الذي يريد أن يعتمدها يجب أن يوازن بين سلبياتها وإيجابياتها ويرى أيهما أرجح.

قد تكون هذه الطريقة نافعة للبعض ممن يظنون أن التسويق = الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص بغض النظر عن من هم أو عن توجهاتهم.

بالنسبة لي لا أحبذها ولا أستطيع اعتمادها لأنني بصراحة لا أثق بمتابعي مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا أولئك الذين يتلخص محتواهم في "روتين اليومي" "خرجت مع خطيبي" "حضرت افتتاح مطعم جديد" وغيره. لأن هذا المشهور نفسه لا علاقة له بالثقافة من قريب ولا من بعيد، فكيف تتوقعين أن يكون متابعوه؟ لا أتوقع أنهم سيهتمون بمحتوى كاتب ما.

وهكذا فإن عدد الأشخاص المهتمين فعلا بمحتواي ككاتبة سيكون قليلا جدا وحتى أولئك الذين تابعوك أو دخلوا إلى محتواك من باب الفضول لن يكونوا دائمين.

أستثني كتاب المحتوى المتعلق بالجمال مثلا، هؤلاء يمكنهم الإشهار لمحتواهم عن طريق أحد المشاهير الذين يُعنون بالجمال ويمكن أن ينجح الأمر.

يصعب اتباع هذه المنهجية لتسويق الكتب والمقالات الثقافية بالعالم العربي مقارنة ببقية المنتجات. إذ هناك عدة إكراهات منها:

• لا أحد يمكنه الاطلاع على إحصائيات متابعي المؤثر وبالتالي أنت ستستهدف فئة من الناس معلوماتها مجهولة قد تكون وهمية حتى.
• أغلب مؤثري انستغرام بمحتوى ترفيهي ومتابعوهم لا يشكلون فئة يمكن استهدافها من طرف الكُتاب.
• المؤثرون أصحاب المحتوى الثقافي أو العلمي قلة وأعداد متابعيهم قليل أيضا.
• المؤثرون أصحاب المحتوى الثقافي والعلمي ذوو المتابعات جد مرتفعة عادة هم مدعومون بشركات ومؤسسات إعلامية يستحيل على الكاتب اللجوء لهم لتسويق كتاباته.
• المبالغ التي يطلبها المؤثرون للتسويق مرتفعة ولا تتناسب مع الحصيلة.

" كن أعظم مبرمج بايثون أو رياكت أو أعظم كاتب، كن أقوى مصارع أو أبرع محاسب…دون تسويق لن تتحرك في الحياة قيد أُنملة" .

مقولة عظيمة حقا

شكرا على مشاركتها معنا.

أنا في الواقع في بداية الطريق في عالم الكتابة، لكن بالنسبة لي أنا أعتمد منصة مستقل بشكل شبه كامل للتسويق لمحتواي وكتاباتي في الوقت الحالي...

أما بالنسبة للطريقة المذكورة فأعتقد أنها تعتمد بشكل كبير جدا على نوع المحتوى وعدد الصفحات و كذلك عقلية وسيكولوجية الجمهور الذي سيتلقى العرض التسويقي... لذلك لا أجد أن كل أنواع الكتابات قد تجد إقبالا بالطريقة المذكورة.

أظن أن الكتابات القصصية والروائية هي أكثرهم حظا للوصول والإقبال إذا ما تم عرضها وتسويقها بالطريقة المذكورة.

ككتاب الإعتماد على التسويق بالمحتوى أراه فرض نفسه بقوة في الأونة الأخيرة لدرجة أصبح حتمية بمعنى من يريد أن يشيع في العالم الإفتراضي فلا بد أن ينتهج ذاك الطريق، وفي الحقيقة لا أراه طريقا خاطئا بتاتا، المحتوى التي يستحق أن يًعرف بين الجمهور فما الخطأ في نشره، اليوم لو نلاحظ المحتوى الرديئ يحظى بمتابعة أكثر من الهادف، ولو سألتيني عن السبب سأجيب بكل بساطة أن المحتوى الهادف بقي مختبيا، محدودا على شرائح فقط.

وسأغتنم الفرصة في إسقاط موضوعك على ما يحدث عندنا حملة الإعلانية التي حدثت في مواقع التواصل الإجتماعي من أجل دعم المؤثر وصانع المحتوى خوبي من أجل الوصول الى مليون مشترك على الأنستغرام، من بدأ هذه الحملة؟ أليس مؤثري مواقع التواصل الإجتماعي، وأيضا أليس ما قام به نوعا من التسويق بمحتوى الصفحة، والعجيب في الأمر حقا أنه في ظرف40ساعة قد وصل الرقم لمليون مشترك.

لذلك التسويق بالمحتوى عظيم جداا إعتماده لكن في نفسه الوقت له بعض من الأضرار على الجمهور المستخدم، الأمر يستدعي لتعمق أكثر، يوما ما سأتطرق له.

هناك الكثير من المنهجيات التسويقية وتعتمد على

• نوع الاسلوب المؤثر الذي كتب فيه المحتوى
• طريقة عرض المحتوى
• الوسيلة او الموقع الذي تم عرض فيه المحتوى
• القدرة على الحشد للمحتوى من خلال توظيف وسائل التواصل الاجتماعي والهاشتاقات وغيرها.