مرحباً يا أصدقاء!

كم تستهلك من المقاطع القصيرة في اليوم الواحد؟ أعلم أنه سؤال ثقيل كبداية ولكنه مربط الفرس لنقاش اليوم.. الصبر ومواقع التواصل الإجتماعي، بينهما علاقة عكسية!

لفت انتباهي منذ مدة شاب يقوم بنشر مقاطع يقدم فيها خلاصة المقاطع التي تقدم معلومات بطريقة مختصرة والتي من المفترض أنها أيضاً "مقاطع قصيرة" لا تتجاوز الخمس دقائق، أي أنه يختصر ما هو مختصر من الأساس ويقدم خلاصة الخلاصة!

ومن جهة أخرى، يشارك متابعوه امتنانهم له على هذه الخدمة وهذا المحتوى العبقري الذي جعلهم يجمعون أكبر قدر من المعلومات في دقيقة واحدة، ولكنني أشاركهم في ذلك.. إنه فعلاً عبقري، فقد استغلّ طبيعة ملازمة لإنسان هذا العصر، العجلة والتملل.

في مقالة نشرها موقع ثانوية لويل (Lowell) حول تأثير مواقع التواصل الإجتماعي وإدمانها بالأخص فيما يتعلق بالمقاطع الصغيرة التي تسمى (ريلز) أو (شورتس) باختلاف المنصة العارضة لها على الطلاب وآدائهم الدراسي، شاركت المقالة عدد من الآراء والتجارب لمختلف الطلاب مع هذا النوع من المحتوى والذي باعترافهم قد ساهم في صنع عادات إدمانية لديهم، فبمجرد مشاهدة مقطع واحد والضحك عليه، ستبدأ بالتمرير المستمر لمشاهدة أكبر قدر ممكن، وقد ينتهي بك الأمر لقضاء ساعات في المشاهدة والتمرير في حين أنك أردت فقط استراحة لدقائق من مسؤولياتك!

حتى أن أحد الطلاب قام بوصف الأمر بقوله "إنه غبي وأنت تعلم أنه غبي ولكنك تشاهده" .. كلنا يا صديق.. هذا هو الإدمان!

تحدث بعض الطلاب أيضاً عن معضلة تشتيت التركيز، فبدلاً من التركيز في الدرس بشكل متواصل، لا يتوقف الطالب عن فتح هاتفه من حين لآخر لمشاهدة بعض من هذه المقاطع لتمضية الوقت أثناء الدرس، وفي استطلاع قام به موقع الثانوية ل173 طالب، أخبر نصف هؤلاء الطلاب بأن مدى تركيزهم المرتبط بالنشاطات الدراسية بمرور الوقت ينخفض نتيجة لإستهلاكهم لمواقع التواصل الإجتماعي، هذه مشكلة نواجهها أيضاً، فعوضاً عن التركيز في درس ممل لساعة نفضل أن نصرف ذلك التركيز على مشاهدة آلاف المقاطع القصيرة السريعة والممتعة!

فما رأيكم بمحتوى ذلك الشاب، وهل فقدنا صبرنا وتركيزنا بسبب المقاطع القصيرة على مواقع التواصل الإجتماعي؟