كلما كانت توضع الأنثى في بلدتي.. بعجينةٍ سمراء وشعرٍ أسودٍ مُجعد ..قالوا عنها مسكينة ستشيخُ وحيدة .. فولدتُ طفلةً مسكينة وكبرتُ صبيةً مسكينة ..أخبئُ قلبي ولعنتي وراء النوافذ والكتب والأقحوان .. من رجلٍ قد يبصقهما على وجهي .. ومن نسوةٍ شغلهن الشاغل خرم الأجذع السمراء المجعدة لوجبة المساء..

حتى جئت أنتَ .. من خاصرةِ الفجر .. حاملاً الجمال والنور والفراشات إلى صدري .. بذوراً تلدني من جديد طفلةً.. أكملت اليوم عامها الأول من عمرها المؤرخ بزوايا شفتيك.. لن أنام الليلة .. سنحتفل بيوم مولدي سوياً كما أخبرتني وستهديني كما وعدتني كنزةً حاكتها النجوم ..أصبح عمري عامٌ .. وسأنتظر حتى ينام القمر .. لُأطفئ الشمعة وأضع الأمنيةَ في خد السماء.. كي أكبُرَ عاماً بعد العام وحتى المئة.. على خطوط يديك ..حيث يضيع الوجود.. حيث تهرب القوانين .. حيث الجنة يا عزيزي..