قبل سنوات كنت أتحاشى البقاء مع الضيوف خاصة إذا كنت وحدي معهم، مثلا يكون أبي وإخوتي خارج البيت وأكون المتواجد الوحيد فتطلب أمي مني ان اجلس مع الضيوف الرجال، وأنا بطبيعتي قليل الكلام فكنت أخجل لأني لا أجد ما أقول، أكتفي بالرد على أسئلتهم، صب القهوة.. توزيع ابتسامة متوترة، وفي داخلي أنتظر انتهاء الزيارة بسرعة أو عودة أبي لأنصرف على الفور اههه، تذكرت هذه المواقف عندما قال أولدنبرغ في كتاب"المكان العظيم الجيد" أن الاحاديث العابرة والقصيرة ليس بالضرورة أن تكون عميقة أو جادة لكنها تكسر الجمود في المكان وتضيف بعض الحيوية حتى مع أشخاص لا نعرفهم في أماكن عامة. وهذه المرة أجدني لا أتفق معه تماما في الطرح إذ لا زلت لا أجبر نفسي على الحديث! صحيح أني لم أعد أخجل من الضيوف كالسابق، لكنني أقوم بالواجب ولا أكلف نفسي عناء توليد أحاديث معهم، لأن هذه طبيعتي ولست مجبرا على ذلك ببساطة، وهذا ليس خطأ برأيي، سأتكلم عندما أريد أن أتكلم أو يكون لدي ما أقوله أو أرد على كلامهم بكل سرور وابتسامة، لكن أن ينتظروا مني توليد "الاحاديث العابرة التي تتكرر كل مرة" فسندخل في لحظة صمت طويلة ولن أسألهم عن الطقس! ماذا عنكم كيف تتصرفون إن كنتم من الشخصيات الهادئة قليلة الكلام، أتتفقون مع الكاتب في أهمية الأحاديث العابرة، ماهي تجاربكم؟