قبل سنوات كنت أتحاشى البقاء مع الضيوف خاصة إذا كنت وحدي معهم، مثلا يكون أبي وإخوتي خارج البيت وأكون المتواجد الوحيد فتطلب أمي مني ان اجلس مع الضيوف الرجال، وأنا بطبيعتي قليل الكلام فكنت أخجل لأني لا أجد ما أقول، أكتفي بالرد على أسئلتهم، صب القهوة.. توزيع ابتسامة متوترة، وفي داخلي أنتظر انتهاء الزيارة بسرعة أو عودة أبي لأنصرف على الفور اههه، تذكرت هذه المواقف عندما قال أولدنبرغ في كتاب"المكان العظيم الجيد" أن الاحاديث العابرة والقصيرة ليس بالضرورة أن تكون عميقة أو جادة لكنها تكسر الجمود في المكان وتضيف بعض الحيوية حتى مع أشخاص لا نعرفهم في أماكن عامة. وهذه المرة أجدني لا أتفق معه تماما في الطرح إذ لا زلت لا أجبر نفسي على الحديث! صحيح أني لم أعد أخجل من الضيوف كالسابق، لكنني أقوم بالواجب ولا أكلف نفسي عناء توليد أحاديث معهم، لأن هذه طبيعتي ولست مجبرا على ذلك ببساطة، وهذا ليس خطأ برأيي، سأتكلم عندما أريد أن أتكلم أو يكون لدي ما أقوله أو أرد على كلامهم بكل سرور وابتسامة، لكن أن ينتظروا مني توليد "الاحاديث العابرة التي تتكرر كل مرة" فسندخل في لحظة صمت طويلة ولن أسألهم عن الطقس! ماذا عنكم كيف تتصرفون إن كنتم من الشخصيات الهادئة قليلة الكلام، أتتفقون مع الكاتب في أهمية الأحاديث العابرة، ماهي تجاربكم؟
ما مدى أهمية الأحاديث العابرة بلا هدف في مواقفنا اليومية؟ من كتاب"المكان العظيم الجيد"
شخصيًا، أحاول التحدث عن الأمور العامة، لو الحديث نفسه مطلوبًا، الموضوعات العامة: الأحداث الجارية، لو أمور يحبون ذكرها عن العمل (قصص أو تجارب يودون نقاشها)، أمور المعيشة، وكل ما يشابه تلك الموضوعات، التي غالبًا ستفتح مجالًا للنقاشات لمدة كافية لإنهاء الجلسة بسلام ودون حاجة إلى الدخول في موضوعات شخصية، أو تكون الجلسة كلها صامتة وتسبب حرجًا لكل الأطراف.
أنا لا أرى أن الصمت يسبب حرجا بالضرورة، ليس كل الأشخاص يستمتعون بتلك الأحاديث وأظن أنه ليس عليهم أن يغيروا من طبعهم بالضرورة..
لا اقصد طبعا ان تلك الاحاديث (او من يفتعلها) خطأ، لا طبعا، لكنها اختلافات سطحية برأيي، إذا تعتمد على طبيعة الشخص إن كان يفضلها أو كان هادئا يفضل الصمت، ويجيب عنها طبعا اذا بادر بها الطرف الاخر باحترام وأدب، إنما أقصد من وجهة نظره إذا كان قليل الكلام فليس عليه بالضرورة أن يتعلم تقنيات إحداث محادثات عابرة ويجبر نفسه على غير طبعه اههه
فعلاً كلامك حقيقي أنا مثلًا من الشخصيات الهادئة ولا أشعر براحة في خلق أحاديث لمجرد كسر الصمت خصوصًا مع أشخاص ليست هناك علاقة حقيقية معهم ما أراه هو أن الأحاديث العابرة مشكلتها ليست في فكرتها نفسها بل في التوقع بأنها يجب أن تحدث وكأن الهدوء أو الصمت أمر غريب أو غير مريح بينما هو بالنسبة للبعض راحة وهدوء ذهني شخصيًا أعتقد أن الناس تختلف في قدرتها ورغبتها في التواصل وما أراه طبيعيًا أن بعض الأشخاص يحبون السؤال والكلام والبعض الآخر يكتفي بالحضور والإنصات وهذا لا يقلل من قيمته أو احترامه أبدًا ويمكن أن تكون الأحاديث العفوية التي تخرج من اهتمام حقيقي أو لحظة صادقة أنفع وأجمل من عشرات الجمل المتكررة التي نقولها فقط لأن الصمت أصبح محرجًا فأنا لا أختلف تمامًا مع الكاتب لكنني أعتقد أن الأحاديث العابرة تصبح مفيدة عندما تكون نابعة من رغبة لا من ضغط اجتماعي
الأحاديث العابرة تصبح مفيدة عندما تكون نابعة من رغبة لا من ضغط اجتماعي
بالضبط!
الأحاديث العفوية التي تخرج من اهتمام حقيقي أو لحظة صادقة أنفع وأجمل من عشرات الجمل المتكرر
والمثير في هذه النقطة التي ذكرتها انه حتى الأشخاص الهادؤون أحيانا عندما يتحدثون بعفوية (عندما يريدون فعلا أن يتحدثوا بدون ضغط) فإن كلاما يكون ممتعا حقا والجلوس معهم يصير محببا جدا!
برأيك ماذا سيحصل لو اجتمع ثرثار مع قليل كلام؟ 😂 لاسيما إن كانوا في علاقة قوية مثلا أصدقاء مقربين أو شريكين
الأحاديث العابرة ليست ضرورية بحد ذاتها، لكنها أداة، ويعتمد نفعها على السياق، وعلى الشخص، وعلى طبيعة المكان.
أما فرضها كعرف اجتماعي، فهو لا يعكس تنوع الطبائع ولا يحترم اختلاف الشخصيات
جرّبتُ في مواقف كثيرة أن أكتفي بالصمت، لا لأنني منغلقه قليلا ، بل لأنني لا أجد جدوى من الحديث أحيانًا. وفي أخرى، وجدت أن كلمة بسيطة أو تعليق عابر خفّف التوتر وقرّب المسافة. لست ضد الأحاديث العابرة، لكنني لا أراها ضرورية دائمًا. الأمر يعتمد على اللحظة، والمزاج، ومن معي.
لست ضد الأحاديث العابرة، لكنني لا أراها ضرورية
وهذا رأيي، لكن هناك من يرى أنها ضرورية لتجنب الاحراج بين الأطراف كما ذكرت الأخت ايريني، إذا كانت هذه نظرة البعض.. فهذا يعني أنهم قم يرون في صمتنا قلة احترام أو ربما مشكلة نفسية وقلة اجتماعية واضحة مع أنها ليست كذلك!
التعليقات