توفيت والدة حسني عندما كان بعمر الخامسة، ووالده كان شخص ذو طبع حاد فلم يعوضه حنان الأم، ثم بعد سنة تزوج، وذاق مرارة اليتم وسوء تصرفات زوجة الأب، واشتد المرار عندما أنجبت زوجة الأب وأصبح الأب يدلل الصغير بينما يقسو عليه، وبعدها تزوجت أخته وتُرك وحيدًا يعاني قسوة والده وزوجته والحرمان من الأم والاهتمام وحتى الطعام.
بعد وفاة الأم يتحطم عالم الأبناء، ويزيد الأمر سوءًا إذا كان والدهم ليس له علاقة قوية بهم أو كان يترك كل أمور الاهتمام والتربية للزوجة كعادة بعض الرجال، ثم بعد موت الزوجة يجد الزوج نفسه أمام مسئولية هائلة يشعر بها لأول مرة، وهنا يكون أمام اختيارين؛ إما أن يعيش لأجل أطفاله ويتعلم العناية بكل شؤونهم وحده، أو أن يجد بديلًا للزوجة المتوفاة وشخص آخر يقوم بنفس دورها معه ومع الأطفال.
كثير من الرجال يختارون الخيار الثاني، ربما لأنه الأسهل، وربما لأنه المناسب من وجهة نظرهم لظروفهم، فهو هكذا لن يعيش وحيدًا وفي نفس الوقت سيجد من يخدمه هو وأولاده، لكن زوجة الأب قد تضرب بأحلامه الوردية عرض الحائط ولا تهتم بأحد بل قد تعذب الأبناء أو تعاملهم معاملة سيئة أو حتى تطلب رحيلهم! لكن الحق يُقال أنه ليست كل زوجات الأب سيئات فمنهن من يهتممن بالأطفال كأنهن هن من ولدتهن، وأعرف قصة زوجة أب تراعي ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة وأيضًا تربي الرضيعة التي ماتت أمها أثناء إنجابها، حتى أن البنت تدعوها "ماما".
فبرأيكم هل يُعوض غياب الأم، أم أن بعض الغيابات تُخلف جراحًا لا تُشفى؟
التعليقات