قرأت جزء من هذا الكتاب منذ زمن بعيد لكن هذه الفكرة هي ربما أكثر ما أتذكره لأنها جعلتني أفهم هذا الفارق الجوهري بين الرجال والنساء في التعامل مع الأمور، فصرت لا أخذ الأمر بشكل شخصي فهذه طبيعة الرجل المختلفة عن طبيعتي التي تعودت عليها كأنثي، فالرجال حين يمر بهم ضغوطات أو شيء يشغل بالهم أو يشعرون بالضيق غالبًا ما يحبون الانعزال وعدم التحدث أو كما يقول د. جون "يذهبون إلى كهوفهم" للتفكير في حل أو حتى محاولة تناسي الأمر بشكل مؤقت، بينما طبيعة المرأة غير ذلك فهي إذا حدث معها مشكلة أو ضغوطات أو أن هناك ما يقلقها تود الحديث عنه أو "الفضفضة" وتوضيح حقيقة مشاعرها، وبالطبع لكل قاعدة شواذ من الجنسين.
فمثلًا قد يواجه الرجل مشكلة بعمله وحين يعود إلى المنزل وأخيرًا يجلس على الأريكة ليشاهد التلفاز أو يُقلب صفحات السوشال ميديا على هاتفه، تأتي زوجته التي لديها مشاكلها أيضًا لكنها لا تجلس بهدوء لمشاهدة التلفاز مثله فهي تريد الحديث! ومن هنا يبدأ الصدام والمشاكل، فهدوء الرجل الظاهري قد يوحي أنه بخير وليس لديه أي مشكلة بل بالواقع أحواله جيدة للغاية فها هو يجلس بكل هدوء أعصاب يضيع وقته في التفاهات! هذا في الغالب ما يصل للزوجة، التي لا تكف عن الثرثرة في أحاديث تافهة بينما مصيبة هنا على وشك الحدوث والتأثير على البيت وحياة من فيه بأكملهم! هذا في الغالب ما يصل للزوج.
هل لاحظتم من أين بدأ الأمر وإلى أين انتهى؟ تأثير عدم فهم طبيعة الرجل وعدم فهم طبيعة المرأة قد يكون مدمرًا على العلاقة الزوجية، فبتكرار مواقف مثل التي ذكرتها للتو يحدث تباعد بين الطرفين ويشعر كل طرف منهما أن الآخر لا يهتم به ولا يهتم إلا بنفسه فقط، وبداية الحل لذلك من وجهة نظري هو الحوار ومحاولة فهم طبيعة الشخص الآخر، لكننا هنا قد نواجه مشكلة مع قلة حديث الرجل وقلة تعبيره عن مشاعره ..... فكيف يمكن لكل طرف فهم الآخر والتصرف وفقًا لطبيعته؟
التعليقات