من خلال قراءتي لبعض الكتب عن القيادة والشخصية القيادية، لاحظت فكرة تكررت كثيرا وهي القيادة بالقدوةوالمثال، كما هو الحال في كتاب: "LeadersEatLast"، يناقش سيمون سينك كيف أن القائد الذي يُلهم الآخرين بأفعاله يخلق بيئة عمل متماسكة، ويكونون أكثر اِمتثالا لذلك، تحضرني هنا حادثة عجيبة وجميلة ربما أغلبنا يعرفها في صلح الحديبية، عندما تأخر الصحابة عن الامتثال لأمر النبي ﷺ بالتحلل من الإحرام، دخل إلى أم سلمة رضي الله عنها مستشيرًا، فنصحته أن يبدأ بنفسه. خرج النبي وحلق رأسه وذبح هديه أمامهم، فبادر الصحابة بتقليده فورًا. هذا الموقف البسيط يُظهر قوة القيادة بالقدوة، حين تكون الأفعال أكثر تأثيرًا من الأوامر.
غير أن هناك اعتقادا شائعا بأن القيادة محصورة في التوجيه المجرد من الأمر والنهي، الصرامة في التعامل من غير الملتزم بالأمر..وأن القائد ليس ملزما بأن يكون قدوة لأي عضو ومهمته هي تقسيم المهام وتوجيه الأعضاء وحسب.. وهذا منتشر كثيرا في واقعنا اليوم من مؤسسات الى شركات الى جمعيات وغيرها من البيئات الفرقية.
من خلال تجاربكم، أي من الأسلوبين تجدونه أكثر تأثيرًا في بيئاتنا اليوم: القيادة بالقدوة أم التوجيه المجرد؟
التعليقات