أحيانا يكون هنالك صعوبة في تحديد أو اختيار الكتاب القادم للقراءة، بل إن البعض يتوقف عن القراءة لصعوبة اختيار كتاب محدد بسبب كثرة الترشيحات أو كثرة الكتب التي يضعها على قائمة القراءة لديه، مما يجعل الشخص مشتتا لاختيار الكتاب لذا؛ ما هي معاييركم وطريقتكم لاختيار الكتاب القادم فربما نقع على أساليب ومعايير مختلفة تساعدنا على اختيار الكتاب القادم بسهولة.
ما هي المعايير التي تضعها لاختيار كتابك القادم للقراءة؟
أهم معيار أضعه في اعتباري عند اختيار كتاب للقراءة هو آراء أو مراجعات الآخرين، أعلم أن الأمر يختلف من شخص لآخر وذوق لآخر، ولكن هناك بعض أنواع الكتب التي يتفق الآلاف على جودتها، وأنواع أخرى ينتقدها الكثيرون ولا ينصحون أحد بشرائها، لذلك أحب البحث عن الكتاب عبر الأنترنت أولًا للاطلاع على آراء القراء والنقاد حتى أتمكن من اتخاذ قرار الشراء أو صرف النظر عن الأمر.
بالفعل بسمة، آراء ومراجعات القراء أحيانا تمثل مؤشرا حقيقيا على لجودة كتاب ما، لكن برأيي ذلك يتوقف على مدى موثوقية هؤلاء القراء.. يعني هل هم ذوي تخصص بموضوع الكتاب، أو لديهم من الثقافة وسعة الأفق ما يمكنهم من تقديم نقد متوازن لذلك الكتاب؟
صحيح، وبالفعل أجد دائماً أن معظمهم كذلك، فعلى الأقل يكونون من المهتمين أو المطلعين على مجال الكتب في دراستهم أو أعمالهم، وبشكل عام لا أعتقد أن الآلاف أو الملايين من القراء في بعض الأحيان يتفقون على تفضيل أو عدم تفضيل كتاب ما إلا إذا كانت لديهم آراء صحيحة تستحق وضعها في الاعتبار.
هذه طريقة جيدة، واتبعها في أوقات عديدة أيضا، ولكن السؤال هنا كيف يمكنكِ معرفة إذا كان هذا الرأي أو النقد للكتاب هو رأي أمين وليس مجرد انطباع شخصي؟ على سبيل المثال لو دخلنا الأن ورأينا الأراء عن العديد من الكتب وخاصة المشهورة سنجد أغلبها إيجابية ولكن عند قراءة الكتاب نكتشف أنه عكس كل ما يقال عنه، فكيف تتخطين هذا الأمر؟
أسلوبي الذي أعتمده منذ سنوات الدراسة الجامعية وحتى الآن، هو القراءة حسب الحاجة والحالة..
والقراءة حسب الحاجة، غالبا ما تكن لأغراض أكاديمية أو عملية كالبحث حول موضوع ما قبل العمل عليه..
أما القراءة حسب الحالة، فغالبا ما أقوم بها دون تخطيط مسبق.. أي أنني أنتقي كتابا أقرأه بحسب حالتي المزاجية بذلك الوقت؛ فأحيانا أرغب بقراءة رواية أو كتاب أدب ساخر، وأحيانا أخرى أجدني أبحث عن أعمق المؤلفات الفلسفية!
القراءة بالتوازي أفعلها تقريبا بشكل دائم، حيث أنني أخصص كل فترة موضوع معين مهتم بدراسته، وعلى الجانب الأخر القراءة حسب الحالة وهي أنني ربما انتقي كتاب عشوائي أو ترشيح من صديق هنا مثلا على سبيل المثال، لقد قمتِ بالكتابة عن كتاب بالأمس في مشاركتك عن كتاب الإنسان ذو البعد الوحد ووجدته مناسبا وسأحاول قراءته في القريب العاجل، كما بعض ترشيحات بعض الزملاء هنا، سواء ترشيح بالصدفة أو عن الترشيح المباشر، ولكن أهم ما أهتم به هنا هو مدى ثقتي فيمن يرشحون تلك الأعمال ولحسن حظي العديد من الزملاء هنا على درجة عالية من الثقافة.
بعكس الكثير من أصدقائنا على المنصة وحتى معارفي في حياتي الشخصية أحدد الكتاب بناءاً على معايير خاصة بي غير مرتبطة بالتقيمات والمراجعات وآراء الآخرين، أهم معيار استفدته بعد مرحلة من التشتت هو التدرج ومناسبة قدراتي وأقصد بالتدرج التدرج في كل شيء، حجم الكتاب، مستوى الصعوبة، اذا كان مبني على ممهدات، ارتباطه بألوان معرفتي في مجالات أخرى ومثل هذه الأمور
ومناسبة قدراتي وأقصد بالتدرج التدرج في كل شيء، حجم الكتاب، مستوى الصعوبة، اذا كان مبني على ممهدات، ارتباطه بألوان معرفتي في مجالات أخرى ومثل هذه الأمور
إذًا كيف ستختار كتاب في مجال جديد كليًا بالنسبة لك، ولا يتماشى مع أي من الأنواع التي لديك معرفة قوية بها؟ ألا تعتقد هنا أنك حتى لو قرأت كتاب به شيء من الصعوبه لإدراكه، أن ذلك سينمي مثلًا قدرات البحث وفهم مصطلحات وأفكار ربما لم تكن لتتعرض لها إلا بعد قراءتك لهذا الكتاب، أنا اشاركك هنا شيء توصلت له في تجربتي، ووجدت أنه عاد بفائدة جيدة جدًا.
إذًا كيف ستختار كتاب في مجال جديد كليًا بالنسبة لك
لم أكن أقصد بكلامي اهمال أراء غيري بالكلية، يمكنني في مثل هذه الحالة استشارة شخص له تجربة وخبرة في هذا المجال معدم إغفال اختلاف ظروفنا وقدراتنا أيضاً.
لو قرأت كتاب به شيء من الصعوبه لإدراكه، أن ذلك سينمي مثلًا قدرات البحث وفهم مصطلحات وأفكار
تجربتي كانت على النقيض من تجربتك تماما، عندما حاولت أن أقرأ أول مرة لنعوم تشومسكي ومع الضجة حول الكتاب شرعت فيه مباشرة، وكانت النتيجة أني صدمت بواقع يناقش خلافات لا أعرف عن تاريخها وتشابكها شيء ومع كثرة التوقف للبحث عن كل معضلة مللت ولم أستطع مواصلة القراءة، الشيء الوحيد الذي استفدته هو اهتمامي بمعرفة التسلسل التاريخي لهذا الموضوع والذي كان سيختصر علي مشوار طويل لو كنت أمتلكه من البداية أو حصلت على توجيه يعرفني بكتاب يمهد لي بهذه المعلومات.
يعجبني دقتك في اختيار المعايير التي لديك، وأهمها ه ومناسبته لقدراتك، لأنه بالفعل أحيانا يحاول الفرد قراءة كتاب ما ويفاجئ بأن الكتاب ربما أعلى أو أقل حتى من قدراته وبالتالي هذا يقوده إلى عدم فهم الكتاب أو كرهة بالأساس، أتذكر كتاب حاولت قرائه عندما كنت صغيرا كان عن النسبية وحاولت فهمه بكل الطرق ولكني كنت أفشل في كل مرة مما جعلني أكره الكتاب، ولكني لم أكره موضوعه ولكن بعد سنين عندما اطلعت عليه وعلى غيره عن النسبية وجدتني فهمتها أو هكذا يخيل إليّ لأنني كنت على قدر أكبر من المعرفة ما يؤهلني لفهم واستيعاب الكتاب والنظرية.
شكرا لك أخي حمدي، تجربتك ذكرتي بتجارب أثرت بي كثيراً، لكن على الأقل في موقفك كنت صغيراً وما زلت تتعلم وتستفيد من تجربتك خصوصا إذا كنت لم تجد شخص ذو خبرة يساعدك ويوجهك، لكن أعرف أشخاص تجاربهم كانت أسوأ لأن الشخص المفترض أن يوجههم هو الذي سبب لهم حواجز نفسية بسبب عدم مراعاته لقدراتهم، قد يكون هذا الحاجز من كتاب أو ربما علم أو مجال برمته
كشخص يقرأ باستمرار في بداية كل سنة أضع بعض المحاور التي أود القراءة فيها في مجالات معينة وقد استخدم برنامج مثل goodreads لتسجيل الاقتراحات التي أود قراءتها قريبًا في مكان منفصل عن قوائم القراءة المعتادة. هذا على المستوى الكبير
على المستوى الصغير أو ماذا سأقرا الآن فالأمر يعتمد بالكامل على طاقتي في القراءة وظروف حياتي فلو مثلًا الفترة منخفضة الضغوط قد أميل لقراءة كتاب كبير من القائمة أو أبدأ عدة كتب وأكملها بترتيب انجذابي لها. وقد أفتح مثلًا تقييمات كل كتاب ومراجعات الآخرين له لأختار. لو الفترة قليلة الطاقة او مزدحمة بأي شيء قد أميل لاختيار رواية قصيرة أو حتى رواية صوتية لا أبذل بها مجهود.
وبالطبع هناك فترات يميل فيها المرء لقراءة أي شيء عشوائي لذلك أفتح ترشيحات لأناس أثق بهم أو فيديوهات من مقدمي المحتوى الخاص بالكتب الذين أتابعهم
لكن بشكل عام أرى أن الكتاب التالي ليس مهمًا بقدر ما تهم الاستمرارية على القراءة فلا ضير من قراءة أي شيء بسيط أو للتسلية لمجرد كسر الفترة البعيدة عن القراءة وفي أثناء الدخول في ذلك العالم تتضح معالم الطريق ويبدأ رأسي يمتليء بالكتب التي اتحمس لقراءتها بعد ذلك.
قد استخدم برنامج مثل goodreads لتسجيل الاقتراحات التي أود قراءتها قريبًا في مكان منفصل عن قوائم القراءة المعتادة. هذا على المستوى الكبير
مؤخرا استخدم نفس الطريقة وأقوم بعمل قوائم مختلفة مثلا مرتبطة بالموضوعات نفسها التي تتحدث عنها الكتب وخاصة للقوائم الطويلة، فلدي قائمة جديدة مثلا عن الأدب العربي الغير مشهور أو معروف بدرجة كبيرة بالنسبة لي، لأعود إلى هذه القائمة كل فترة أحاول قراءة كتاب منها.
لكن بشكل عام أرى أن الكتاب التالي ليس مهمًا بقدر ما تهم الاستمرارية على القراءة فلا ضير من قراءة أي شيء بسيط أو للتسلية
بالتأكيد المواظبة على القراءة هي مهمة ولكن لا بأس من محاولة ترتيب أفكارنا للحصول على أكبر استفادة ومتعة في نفس الوقت من القراءة، أتعلمين كل فترة أقوم بقراءة عدد من مجلة ميكي أو مجلات قديمة مثل تان تان وكأنها طريقة للتسلية والمتعة والترويح قليلا في زخم الكتب الثقيلة.
أتعلمين كل فترة أقوم بقراءة عدد من مجلة ميكي أو مجلات قديمة مثل تان تان وكأنها طريقة للتسلية والمتعة والترويح قليلا في زخم الكتب الثقيلة.
أقوم بأشياء مشابهة أيضًا وكذلك هناك نوع من الروايات مخصص فقط للتسلية والإثارة كأنه مسلسل أو ما شابه أحيانًا أجد الطرق تقتادني إليهم.
وبالطبع هناك دائمًا عدة كتاب كأنهم منطقة آمنة أعرف أنني لو فقدت الأمل في أن أجد كتابًا يعجبني كفاية للبدء فيه سأجد ضالتي عندهم بسبب ما قرأت لهم سابقًا. فمثلًا أحب هاروكي موراكامي مما جعلني أقرأ له كتابًا صغيرًا يتحدث فيه عن علاقته بالجري! رغم أنه في الأصل روائي ونادرًا ما يكتب هذه الكتب لكن كانت منطقة آمنة عرفت أنها لن تخذلني ولم تفعل.
فلدي قائمة جديدة مثلا عن الأدب العربي الغير مشهور أو معروف بدرجة كبيرة بالنسبة لي
هل هناك ترشيحات تقفز إلى ذهنك بخصوص هذه النوعية قد ترشحها؟
انا كنت قبل سنتين اجمع الكتب حتى صار لدي مكتبة ضخمة من الكتب، لم اقرأ كمية كبيرة من تلك الكتب والرويات حتى هذه اللحظة، اختياري كان يعتمد على تقييمات goodreads، وبعض اليوتيوبر من يقومون بمراجعة الكتب وقمت بجمعها اعتماداً على تلك التقييمات او التوصيات، بالنسبة لي عندما اقرر ان اقرا كتاباً هذه الايام، انظر الى حالتي النفسية ومزاجي العام للقراءة في تلك الفترة فان كان جيد اقرأ كتاباً حتى لو كان زخماً، وان كان خلاف ذلك اقوم بقراءة رواية، وانتقي رواية صغيرة لا تتعدى مئة وخمسون صفحة.
وبعض اليوتيوبر من يقومون بمراجعة الكتب وقمت بجمعها اعتماداً على تلك التقييمات او التوصيات
صراحة حتى الأن لم يصادفني أحد يقدم برامج عن الكتب يقدمها بموضوعية، إلا تقريبا قناة واحدة اسمها دودة الكتب، أما بعض مما رأيت فلم يكونوا على الدرجة التي اتقبل ترشيحاتهم فربما تضيف إلي بعضهم الجيدين من وجهة نظرك.
بالنسبة لي عندما اقرر ان اقرا كتاباً هذه الايام، انظر الى حالتي النفسية ومزاجي العام للقراءة في تلك الفترة
بالتأكيد الحالة المزاجية لها دور كبير على اختيارنا وتقبلنا للعمل الذي بين أيدينا، أتذكر مرة حاولت قراءة رواية كنت متشوقا لها، ولكن بسبب وقوعي في حالة مزاجية ليست جيدة فلم أكمل قراءتها رغم أن أسلوب الكاتب والفكرة جميلة ولكن كان توقيت اختيارها ليس مناسبا.
بالنسبة لي أنا أختار الكتاب حسب وقتي، يعني مثلا هذا الشهر أنا مشغول جدا جدا فلذلك اخترت قراءة مقالات قصيرة وليس كتاب لأن ليس لدي وقت لذلك وحتى لا أمتنع عن القراء نهائيا.
أما في الأوقات العادية فأنا عادة أحب التسلسل بمعنى أنني أقرأ كتابا أو بحثا في مجالي ثم أقرأ كتابا في مجال بعيد كل البعد عني حتى تكون لدي معرفة بالمجالات الأخرى حتى ولو سطحية.
أقرأ حسب ما أجدني محتاجة للتطور فيه، أو ربما حسب الزمن والمناسبة فاختار عنوانا لبداية السنة وآخر في رمضان وحتى للعشر من ذي الحجة وغيرها .. وقد أمر بعنوان يجذبني ويلفتني وكأنه من دعاني لأقرأه فيكون هو التالي ..
وبعض الخيارات تكون لاخراجي فقط من حالة الفتور
بطريقة ما تقرأين حسب المناسبة، يذكرني هذا بما نفعله عندما نختار الأفلام، ومتشوق لمعرفة ما الكتب مثلا الذي وقع اختياره لبداية السنة على سبي المثال، لأنني عن نفسي أختار كتاب بداية السنة بحرص شديد وكأنها عادة أن اختار كتاب جيد يدخل علي سرور بعد قراءته وبقصدي سرور ليس فكرته أو موضوعه ولكن جودته أو الاضافة التي يضيفها لي بعد الانتهاء منه.
بالنسبة لي لأني أجد نفس الصعوبة أيضًا، أضع مقترحات أمامي من الموضوعات التي أحتاج للقراءة عنها، ومن ثم أقرأ مجموعة من التقييمات التي تخص الكُتّاب نفسهم قبل القراءة، وبعدها أقرر دون مماطلة كتاب واحد لأقرأه وأبدا فيه دون مماطلة، لأنني لو تركت المساحة لجميع المقترحات دون بداية، سأشتت نفسي دون نتيجة أو استفادة، أيضًا ألزم نفسي بالانتهاء من الكتاب الذي بدأت فيه.
وبعدها أقرر دون مماطلة كتاب واحد لأقرأه وأبدا فيه دون مماطلة، لأنني لو تركت المساحة لجميع المقترحات دون بداية،
لقد أشرت إلى نقطة يغفل عنها العديد وربما هذا ما يأجل عملية القراءة لدينا بالفعل هي المماطلة والبحث عن التقييمات عن كتب كثيرة فنجد أنفسنا لم نقرأ لأننا كنا مشغولين بالقراءة عن الكتب وليس التفرغ والقراءة مباشرة بعد وقوعنا على الكتاب المناسب.
في البداية أضع قائمة بالمجالات التي أرغب في القراءة عنها ثُمَّ اختار الكتاب بناءً على حاجتي. عنوان الكتاب يليه كلمة الغلاف كافية لمعرفة إن كان الكتاب يتضمن ما أبحث عنه، أتوقف عن القراءة عند الصفحات الأولى إن وجدته غير مناسب لي. بالإضافة إلى ذلك أرجح القراءة لكاتب سبق وقرأت له إذ أن كل كتاب يكمل الآخر.
التعليقات