في عملي السابق كمدير لمكتبة كان الكثير من القراء يسألوني ما هو كتابك المفضل؟

لا أخفي عليكم كنت أحيانا أتردد في الإجابة وأحيانا أطلق العنان لنفسي بالتحدث بفلسفة مطولة عن اختياري للكتاب وكنت دائما أجيب بأن كتابي المفضل هو مقدمة ابن خلدون! هذا الكتاب الضخم الصعب الذي يطرح أكثر من فكرة وأكثر من نقاش ولكن مؤخرا رأيت أن بالكتاب هم يقصدون رواية وهنا كان من السهل الإجابة فببساطة روايتي المفضلة ستكون (الأمير الصغير) تماما مثل الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر عند سؤاله عن أهم كتاب قرأه في حياته وكان "الأمير الصغير" مضيفاً بأنه "ليس كتاباً موجهّاً للأطفال... بل هو رسالة شاعر عظيم يخفف عنا كل أشكال الوحدة وهو الذي يقودنا إلى فهم الأسرار العظيمة لهذا العالم"

حينها تتبعت بعض اخيتارات الشخصيات المشهورة مثل

جيف بيزوس مؤسس أمازون فاختار في البداية رواية بقايا النهار وكان اختيار إيلون ماسك الأول هو ثلاثية مملكة الخواتم أما جيم كاري الممثل الكوميدي فاختار الجريمة والعقاب لديستوفسكي أما اينشتاين فكان دائما يتحدث عن الأخوة كارمازوف ولكن في مكتبه كان يمتلك الأعمال الكاملة لغوته كما كان يحتفظ بتمثال له وكان دائما يردد اقتباساته بالألمانية على مسامع مساعديه.

في الحقيقة الكثير من القراء حينما يتم توجيه هذا السؤال لهم يجدون صعوبة في الإجابة وبين تفضيل كتاب على آخر خاصة لكثرة الكتب الجيدة والمؤثرة أيضا على كل قارئ ولكن من وجهة نظري فأهمية وجود كتاب مفضل تكون طريقة لزيادة تواصلك مع الأخرين فلا تتردد بالقول عن أكثر الكتب القريبة لقلبك ولا تعتقد بأنها طريقة للحكم عليك فكما قال المخرج الروسي تاركوفسكي" أن كتابا واحدا يُقرأ من قبل ألف شخص مختلفين فهو ألف كتاب مختلف."

الآن لو طرح عليك هذا السؤال ما هو كتابك المفضل؟ فهل ستكون إجابتك بتردد أم بدون؟