مانجا العربية: هل المانجا أو الرواية المصورة فن لم يأخذ شهرته الكافية في الوطن العربي؟

برأيي فإن الفن الذي يحتوي القصص المصورة والمانجا لم يحصل على بالاهتمام الكافي في العالم العربي. وهنا اود أن اسلط الضوء على فكرة جوهرية وهي النظرة نحو القصص المصورة في العديد من الثقافات. تُعتبر الروايات المصورة والمانجا جزءًا هامًا من صناعة الترفيه والأدب والتي تستهدف جمهورًا واسعًا من الأعمار بالإضافة إلى التركيز على مواضيع متنوعة وشيفة.

فالروايات المصورة والمانجا لا تستهدف الأطفال فقط، بل قد تستهدف الشباب والبالغين. وتتحدث قصص المانغا عن قضايا مهمة ومتنوعة مثل الفلسفة والتاريخ والصراعات الاجتماعية والسياسية. وتعتبر اليابان نموذجا قويا في هذا المجال حيث تمتلك تاريخا عريقا في القصص المصورة (المانجا) تاريخًا طويلًا وهي تعد من أهم المجالات الثقافية لدى الثقافة اليابانية. وتتراوح مواضيعها بين الخيال العلمي والمغامرة والدراما والرومانسية وغيرها.

رغم ذلك ليس بإمكاننا أن ننفي وجود بعض المبادرات الفردية في العالم العربي لصناعة القصص المصورة والمانجا العربية. فهناك العديد من الشباب الذي يمتلك مهارة عالية في إنتاج محتوى مصور بأفكار معاصرة يستهدف الشباب والأطفال. وأما الأهم بهذه الأعمال فهو تركيزها على المشاكل والتحديات التي يواجهها الشباب في العالم العربي وتتشجيعها للأفراد على القراءة.

اتسأل أيضا هل هذا الفن موجود لدى الغرب أم أنه من اختراع اليابانيين، ولما لا يكون لدينا فن خاص بنا كعرب، وإلى متى سنظل ناقلين، أرجو أن نعود ما كنا مركزا لنشر الفن والأدب والثقافة.

وبالنسبة لسؤالك الثاني هذه أول مرة اسمع عن هذا المصطلح ولم أقرأ هذا النوع من الكتب أو الروايات.

أعتقد أن الكتب الورقية إجمالاً باتت مظلومة في عالمنا العربي في العقدين الأخيرين منذ انتشار الكتب الإلكترونية والدليل على ذلك إغلاق الكثير من دور النشر والمكتبات العريقة، وزد على ذلك فإن الكتب المصورة بما فيها قصص الأطفال وروايات المانجا التي تحدثت حضرتك عنها أصبحت في خطر أكثر بسبب كلفة طباعتها نظرًا لنوعية الورق المستخدم وكثرة الألوان ولذلك الطلب عليها قليل نوعًا ما.

لذلك أرى أن روايات المانجا لم تأخد حقها في الوطن العربي لأنه تزامن انتشارها فيه في السنوات الأخيرة تزامنًا مع تناقص الطلب على الكتب والروايات على عكس اليابان التي انتشرت فيها بشكل واسع جدًا منذ أكثر من قرن.

قرأت الكثير والكثير من المانجا والقليل من الكوميكس أو المشهور منها فقط مثل watchmen و v for vendetta وبعض اصدارات Batman وبعض الروايات المصورة أيضًا، والمانجا بالتحديد تتميز بتنوع كبير في المحتوى ونوعه حتى أكثر بكثير من الأنمي على سبيل المثال وبها الكثير مما يناقش أفكار مثيرة للاهتمام وممتعة جدا، لكن المشكلة دائمًا أن هذا المحتوى يكون به الكثير من المشاكل والأمور الغير متوافقة مع أفكارنا وتوجهاتنا، لهذا فكرة وجود محتوى بديل لا يقلد هذه الأفكار بل يخرج بأفكار تنتمي لنا ولمجتمعاتنا أمر جيد في رأي.

أتذكر في الماضي عندما كنت أتصفح مجلدات ميكي ماوس وماجد أيضا وفلاش، هذه البداية هي من أحببتني في القراءه، أيا كان مسماها مانجا أو غيرها مادمت تقدم فن وغير خادش للقيم وتنمي داخل الأطفال حب القراءه أو حتى حب الرسومات بالتأكيد أؤيدها

اعتقد أن عشاق هذا الفن كثر جدا، لكنه مرتبط بفئات عمرية معينة، خصوصا المراهقة .

يمكنك معرفة مدى شعبية هذا في مواقع قراءات القصص القصيرة والمانجا على النت، ستجد الاعداد فعليا تنافس مواقع مقالات جيدة في المواضيع الحياتة الأخرى .

لكن لا انفي ان جمهورها يبقى محود وذلك لغياب الدعم لصناع هذا الفن من العرب أولا، وحتى المبدعين القلائل من العرب الذين يهتمون بأنتاج هذا النوع لا يتم دعمهم بالقدر الكافي، وعقدة الخواجة التي تسير في عروق العرب جميعا وهي الترحيب بالابداع الاجنبي وتهميش الابداع العربي .

أنا من عشاق القصص المصورة وتربيت عليها منذ الصغر ويكفي أن أقول أنها سبباً مباشراً في تعلمي القراءة مبكراً حتى قبل دخول المدرسة ، فبداية من حكايات والدتي وجدتي في تغذية خيالي المعرفي ، وإنتقالاً لقراءة قصص مثل (ميكي وجحا والمكتبة الخضراء وتان تان وسمير وسندباد وطرزان وسلاحف النينجا) حيث تعلمت القراءة مضطر بعد أن أجبر أهلي على تعليمي القراءة مبكراً بأسرع وقت للإستراحة من الصداع الذي كنت أسببه لهم من طلبي المستمر لأن يقرؤا لي تلك القصص ، وبالطبع كان تعلمي سهل لأن والدتي كانت مدرسة لغة عربية وكانت تعمل في كثير من الأحيان كأمينة للمكتبة المدرسية وهو ما وفر لي مصدر هائل من الكتب والقصص المصورة ، وتطورت لمتابعة أعمال دي سي بالأخص سوبرمان وباتمان في مرحلة الأبتدائية ، أما بالنسبة لقصص المانجا فأنا أعتقد أنها سابقاً لم تكن لها تواجد كبير وأنه في السنوات العشر الأخيرة بدأت تنتشر ثقافة قصص المانجا والقصص المرتبطة بها فأنا أخي الأصغر مهوس بقرائتها ولكن ألكترونياً وليس ورقياً ، وبحكم ذلك قرأت بعضاً منها ولكنها لم تستهويني بما يكفي .

المشكلة في المانجا وغيرها من الأعمال التي نستوردها أنها تحتاج إلى توفيرها بأسعار قليلة، والحقيقة أن العدد الواحد من المانجا الأصلية يمكن أن يفوق سعر كتاب كامل، وهنا نجد أن شراء سلسلة كاملة تعد تكلفة كبيرة، ووقتها نجد حلين، بعض الأشخاص يقررون عدم شراء مانجا من الأساس، والبعض الأخر يبحث عن القرصنة الإلكترونية حتى يحصل عليهم مجانًا على هاتفه.

هذه العملية الشاقة تجعل الكثيرين يرفضون الأمر في مجمله.

ومع هذا فجمهور المانجا ليس بقليل، ولهم الكثير من المجموعات على منصات مختلفة .