كتاب كيف تنمي قدرتك على إدارة المشاريع: كيف تجعل فريقك أحرص منك على تحقيق أهداف مشروعك؟

إن كنت صاحب عمل، كيف توفق بين أهداف المشروع وأهداف الفريق الشخصية؟ وما الفوائد التي يكتسبها المدير وكذلك المشروع نفسه من ذلك؟ وما الأضرار التي قد تنتج عنه؟

تحقيق التوافق بين أهداف المشروع وأهداف الفريق الشخصية قد يكون صعبا بعض الشيء، لذلك يجب أن يكون هناك تفهم مشترك وتفاهم بين أعضاء الفريق، يمكن تحقيق ذلك من خلال إجراء مناقشات دورية لفهم أهداف كل فرد وكيف يمكن توجيهها نحو تحقيق أهداف المشروع، وتحديد أهداف واضحة ومحددة للفريق وكل فرد بشكل فردي، مع التركيز على كيفية تكاملها مع أهداف المشروع بصفة عامة، كمدير للمشروع سأحاول دعم وتشجيع فريقي لتحقيق أهدافهم الشخصية لكن داخل إطار عمل المشروع. لأنه مم خلال تحقيق التوافق بين الأهداف الفردية والجماعية، يمكن للمدير تحسين مستوى الالتزام والمشاركة في المشروع، مما يزيد من كفاءة الفريق وجودة العمل ومنه تحقيق أفضل مستويات الإبداع والابتكار عندما يشعر الفريق بأن أهدافهم الشخصية محققة.

لو كنت أدير مشروعا تكنولوجيا جديدا في شركة تقنية مثلا و لدي فريق متنوع مكون من مطورين ومصممين ومديري مشاريع، سأبحث عن الأهداف الفردية لكل فرد من الفريق مثلا لو كان أحد أعضاء فريق التطوير يهتم بتعلم تقنيات جديدة للتطوير الشخصي، في حين يركز المشروع على إطلاق منتج محدد في وقت محدد لضمان توازن جيد بين الهدف الشخصي والهدف المشترك، يمكن تخصيص وقت دورات تدريبية داخلية للفريق، تتضمن المهارات التي يرغبون في تطويرها. على سبيل المثال، يمكن تنظيم جلسات تدريبية خاصة بتقنيات جديدة يرغب الفريق في اكتسابها، مما يلبي احتياجات الفرد وفي الوقت نفسه يعزز مهاراتهم في تحقيق أهداف المشروع ومن خلال ذلك، سيتمكن الفريق من تلبية احتياجاته الشخصية ومواكبة التقدم التكنولوجي، مع الالتزام بمواعيد إطلاق المنتج وعدم التأثير عليه سلبا، هذا التوازن يعزز التفاعل الإيجابي داخل الفريق، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق نتائج متميزة للمشروع ورفع مستوى الأداء والمهارات لكل فرد في الفريق.

أعتقد أن وضع أهداف للأفراد أمر ضروري لإدارة المشاريع بنجاح. فبهذه الطريقة، يمكن تحفيز الفريق وزيادة إنتاجيته وجودة عمله. كما يمكن تقوية الثقة والولاء بين المدير والفريق وبين أعضاء الفريق نفسهم.

و لكن كمدير لا يعني انه يجب أن تتنازل عن أهداف المشروع أو تخفض من مستوى التوقعات. بل يجب أن يكون هناك توازن بين المصلحة العامة والخاصة. فإذا كان المدير يمنح الفريق مزايا كثيرة دون مطالبة بالتزام ومسؤولية، فقد يؤدي ذلك إلى تراخي وانحراف عن المسار المحدد. وإذا كان المدير يضغط على الفريق بشكل مفرط دون الاعتراف بجهودهم وإشباع حاجاتهم، فقد يؤدي ذلك إلى توتر وانزعاج وانخفاض في الأداء.

لذا الحل هو إيجاد نقطة التلاقي بين رؤية المدير ورغبات الفريق، والتفاوض معهم بصورة شفافة وعادلة، والتأكد من أن كل طرف يحصل على ما يستحقه من حقوق وواجبات.

أعتقد من وجهة نظري أن وضع أهداف للأفراد تنسجم مع أهدافهم وغاياتهم الشخصية هو أمر مهم للغاية في إدارة المشاريع. عندما يشعر الموظفون أنهم جزء من شيء أكبر من مجرد وظيفة، فإنهم يكونون أكثر تحفيزًا وإنتاجية.

وهناك بعض الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك لو كنت صاحب عمل:

• من المهم أولاً فهم أهداف الفريق الشخصية. يمكنني القيام بذلك من خلال إجراء مقابلات فردية مع الموظفين أو إجراء استطلاعات رأي. بمجرد أن أفهم أهدافهم، يمكنني البدء في وضع أهداف للمشروع تتوافق معها.
•  إذا تحقق للموظفين الشعور ي أنهم يمكنهم التأثير على مسار المشروع، فإنهم يكونون أكثر التزامًا بالنتائج. وبالتالي يمكنني كصاحب عمل القيام بذلك من خلال إشراكهم في عملية التخطيط والتنفيذ.
•  عندما يحقق الموظفون أهدافهم، من المهم تقديم المكافآت والتقدير لهم. يمكنني القيام بذلك من خلال منحهم زيادات في الراتب، أو شهادات التقدير، أو فرصًا للنمو والتطوير.

وهناك بالتأكيد بعض الأضرار قد تنتج عن عدم تحقيق التوازن بين أهداف المشروع وأهداف الفريق الشخصية:

• انخفاض الإنتاجية
• انخفاض جودة العمل عالي الجودة.
• ارتفاع معدل الدوران

بشكل عام، أعتقد أن تحقيق التوازن بين أهداف المشروع وأهداف الفريق الشخصية هو أمر مهم للغاية لنجاح أي مشروع. عندما يشعر الموظفون أنهم جزء من شيء أكبر من مجرد وظيفة، فإنهم يكونون أكثر تحفيزًا وإنتاجية.

إن كنت صاحب عمل، فأحد الطرق التي أستخدمها لتوفيق بين أهداف المشروع وأهداف الفريق الشخصية هو إشراك الفريق في تحديد الأهداف والخطط والمسؤوليات منذ البداية. هذا يجعلهم يشعرون بالثقة والاحترام، ويزيد من التزامهم ومسؤوليتهم. كما أنه يساعد على تحديد مواطن القوة والضعف لكل فرد، وتوزيع المهام بشكل مناسب.

أخرى من الطرق التي أستخدمها هي تقديم الملاحظات الإيجابية والسلبية بشكل دوري وبناء. هذا يجعل الفريق يشعرون بالتقدير والتحسن، ويزيد من جودة عملهم. كما أنه يساعد على تحديد المشكلات والحلول بشكل سريع وفعال.

وأخيرًا، أحد الطرق التي أستخدمها هو تقديم المكافآت المادية أو المعنوية للفريق عند تحقيق الأهداف أو إنجاز المشروع. هذا يجعل الفريق يشعرون بالسعادة والفخر، ويزيد من رضاهم وولائهم. كما أنه يساعد على زيادة الإنتاجية والابتكار.