انتهيت قبل عدة أيام من قراءة كتاب الروح المتحررة للكاتب مايكل سينجر، والذي يؤكد على أهمية التحرر الروحي، والتحرر من القيود النفسية والعقلية التي تمنع الإنسان من تحقيق السعادة والسلام الداخلي.

ولكن، أنا أدرك جيداً بأننا في الوقت نفسه، عاجزين أحياناً عن مساعدة أنفسنا للوصول إلى السعادة القصوى، فما العائق؟ ومن يمنعنا من ذلك؟

أجل إنه العقل، دائما ما أشعر بأن أفكارنا ومخاوفنا وقلقنا تشبه الحالة التي تصيبنا بعد مشاهدة أفلام الرعب، فعند إطفاء الضوء، تظن أن الشبح الذي رأيته بالفيلم، يجلس في غرفتك! وهذا ما كان يتحدث عنه الكاتب، أن عقل الإنسان (تفكيره) هو سجنه الداخلي الذي يحرمه من السعادة.

كنت أراقب كما اقترح الكاتب الصوت الذي يزن في رأسي، وكل الأفكار المتشابكة، وأسأل نفسي هل هذه أنا حقاً؟

فأشعر أن هناك جزء بداخلي ليس على ما يرام، جزء مني يحتاج الى حماية، كلما استمعت الى صوتي بصمت ووعي تام، وحاولت أن أغلق الآلة التي تزن في رأسي لإبعاد الأفكار السلبية والمخاوف والقلق، كل ذلك كان يجعل المسافة أبعد بيني وبين السعادة.

يسأل الكاتب في الصفحات الأخيرة من الكتاب،

متى تستطيع تخليص نفسك وتحريرها؟

عندما تؤمن أنه باستطاعتك السيطرة على هذا الصوت، الذي بداخلك الذي يغضب وينفعل ويثرثر ويطلق الاحكام على الامور، قررت أن أتعامل مع صوتي الداخلي على أساس انه شخص آخر ، كنت انصت واستمع إليه، فلا أجد سوى حوارات متناقضة كانت ستقودني الى الجنون.

ولكنني أدركت مؤخراُ كم مرة كان هذا الصوت مخطئا؟ وكم من القرارات الخاطئة، والتفسيرات السلبية التي أملاها علينا، فجعل حياتنا أسوأ.

وفي النهاية أدركت بأنني يجب أن أتجاهل ذلك الجزء من عقلي الذي يزرع المخاوف والقلق بشأن حياتي، صرت أؤمن بأنني أستحق السعادة، وأن أستخدم صوتي الداخلي للتفكير بإيجابية وأتحدث مع نفسي كأنني أحادث صديقي المفضل.

برأيكم كيف يؤثر الصوت الداخلي على حياة الإنسان وسلوكه؟ هل استطعت تحرير نفسك؟