رواية أرض السافلين: لماذا يجري الإنسان طوال حياته؟


التعليقات

برأيكم كيف يخرج الشخص من هذه المتاهة؟

عادةً الشعور بأنّ الحياة متاهة هو شعور يتأتّى فقط لأولئك الأشخاص الذين يعجزون إلى اللحظة عن اختيار طريق معروف في الحياة، طريق واضح، فتغدو كثرة الطرق بالنسبة لهم وتشابكها متاهة حقيقية مع تقادم الزمن، هذا ما نراه يومياً بمراقبتنا لحياة معظم البشر، حيث أنّ بمعظمهم ليس لديهم رؤية حقيقية للحياة وما الذي علينا فعلاً أن نقوم به خلال هذه الفسحة الصغيرة من النَفَس. وبهذا يغدو السؤال الذي طرحتيه حضرتك برأيي واحد من الأسئلة السهلة المُمتنعة، شيء فيها يقول لك بأنّ الأمر سهل جداً ما على الشخص إلّا أن يختار أحلامه وما يُريد أن يجري خلفه بعناية شديدة، وشيء آخر بناءً على الحياة ذاتها يمنع الكثير من الأشخاص من ذلك ويوقعهم أحياناً مُرغمين على خوض مغامرة هذه المتاهات إلى الما لا نهاية وما بعدها!..

ما الذي يستحق الجري وراءه في نظركم؟

أهم ما يُمكن برأي أنا الجري وراءه هو ما تطلبه النفس في لحظة مشغولية! ما الذي يعنيه هذا الكلام؟ عادةً في لحظات عملنا التي نكون فيها مشغولين جداً ننسى بأنّ لنا أموراً وهوايات وأعمالاً قد تعني لنا، ما نتذكره في هذه اللحظات من المشغولية والتعب هو بالضبط ما يستحق برأيي أن نجري وراءه، ولصدفة الأقدار ومحاسنها، غالباً ما نتذكر في هذه الأوقات عائلتنا أو يخطر في بالنا أسئلة وجودية تدفعنا للتفكير بموقعنا في الحياة وما بعدها، وكِلا الأمرين برأيي بوابة لسعادة عظيمة دنيوية وأخروية.

"أرض السافلين" تعطي معنى للحياة وتفسر الكثير من الأمور، من بينها معرفة ما يجعل الإنسان يسعى طوال حياته. وتبحث الرواية في أسباب الألم والمعاناة، وعن ما يمكن أن يحقق السعادة والتحرر. كما تستعرض الرواية قضايا الشر والخير، وتناقش العلاقة بين الفرد والمجتمع، وكيف يمكن للإنسان أن يتأقلم مع بيئته وثقافته. وعندما تنتهي الرواية، ستكون قد فهمت الكثير عن الإنسان والحياة، وستترك بصمتها في ذهنك.

وهي إحدى الروايات الكلاسيكية التي اثرت في لكونها تناقش المعاني العميقة للحياة، وتتميز بأسلوب سلس وجذاب يجعل القارئ يشعر كأنه يعيش أحداث الرواية بنفسه. تحتوي الرواية على شخصيات متعددة ومتنوعة، وتتبع قصصهم وتفاصيل حياتهم، ما يجعلها تناسب مختلف الأذواق والاهتمامات.

ما الذي يستحق الجري وراءه في نظركم؟

فقد يكون بعض الناس يرغبون في تحقيق النجاح في عملهم أو في المدرسة، بينما يسعى البعض الآخر إلى تحقيق السعادة والرضا النفسي. بعض الأشخاص يجدون الدافع في العائلة والأصدقاء، في حين يستمد آخرون الدافع من رغبتهم في تحقيق الأهداف الشخصية أو الإيمانية. في النهاية، يبحث الإنسان دومًا عن شيء يمنح حياته الهدف والمعنى، سواء كان ذلك من خلال التحقيق بالأحلام أو تحدي النفس أو التغلب على الصعاب.

الحياة سلسلة من الأهداف المتتالية؛ ينبغي أن نشغل أنفسنا بهدف يحتاج لتحقيقه فالحياة بلا هدف حياة بلا معنى .... ثن بعد تحقيق الهدف علينا إيجاد هدف جديد؛ الفكرة هنا هو كيفية تحقيق هذه الأهداف؛ فينبغي علينا أن نستمتع بالسعي فهو أساس رحلتنا؛ أما أن نؤدي الأمور لأنها "مفروضة" علينا من مجتمع او غيره يجعلنا فعلا أشبه بالغابة كما ذكر الروائي هنا.

على المرء أن يكون مستقلا في اتخاذ قراراته و ليس إمعة ينساق وراء آراء الآخرين دون وعي منه.

أتفق معك لكن الأمر يحتاج إلى مجاهدة لا يستطيع الجميع الخروج من سيطرة المجتمع على قراراته وتفكيره

إننا نبحث عمَّ بتنافى مع طبيعتنا البشرية في هذه الحياة التي لا نملك سواها. لذلك لا أرى أنه من العقلاني أو المنطقي أن نبحث عن طريقة نخرج بها من هذا السياق أو المسار التنافسي شديد القوّة. يجب أن نعتني بالمزيد من أشكال التحوّل والتغيّر، وأن نكون على قدر المسؤولية التي تؤهّلنا لهذه المنافسة التي لا يمكن التخلّي عنها أو غض الطرف عنها لدى أيٍّ من الكائنات الحيّة جميعها، لا الإنسان فقط. وبالتالي فإننا هنا نعمل على التصالح مع هذه البيئة وهذه الحياة. إمّا هذا، أو ينتهي بنا الطريق.

برأيكم كيف يخرج الشخص من هذه المتاهة؟

أرى أن الإنسان في حد ذاته لا يستطيع العيش دون متاهات، فهو في بحث دائم عن الفرص مهما اختلفت، البحث والسعي من سمات الإنسان ومن أسباب وجوده. لكنه بحاجة إلى التوازن و مراجعة الذات باستمرار .

ما الذي يستحق الجري وراءه في نظركم؟

كل إنسان له نظرة مختلفة عن الآخر لا يمكننا التعميم، لكن أعتقد أن أفضل ما يلخص الإجابة هو الحديث الشريف ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) وبالتالي علينا الركض خلف أهدافنا والسعي نحو تحقيقها والعمل الصالح الذي ينجينا في الحياة الأبدية ما بعد الموت. هذا هو ما يمكنني اعتباره الجري بالاتجاه الصحيح. فلا ضير من الطموح الزائد ومن التفكير بالمتع و لكن بالتوازي و التفكير بكيفية الحصول على خير الدارين.

عليه أولًا أن يتحرر من تلك المتاهة، وأن يخرج من ذلك السباق السخيف الذي يجبره على إنهاء المدرسة عند سن معينة والجامعة عن سن خرى والزواج عند سن والإنجاب عند السن، تلك المتاهة تحدد أيضًا معايير النجاح بشكل مستفز دون وضع أي اعتبار لتفضيلات الأشخاص واختلافاتهم وكأن المجتمع أراد أن يريح عقله من التفكير فصارت هذه قوانين يجب على الكل اتباعها. ما أعنيه هو أن الأمر متعلق كثيرًا بالعقلية.

ينبغي على الإنسان أيضًا أن تكون لديه محطات في حياته يقف عندها، محطات يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية و.. ليمارس فيها الوعي الذاتي، ويطرح على نفسه كل الاسئلة التي شغلته مسؤولياته عن سؤالها لنفسه ويجيب عليها بكل شفافية فهو المنتفع والمتضرر الوحيد من اختياراته في الحياة.

هذا الهوس غالبا نابع من عقدة نقص بسبب الوضع المعيشي، خصوصا في مجتمعاتنا العربية

أفضل النظر إلى هذه النقطة بطريقة مختلفة، نسعى جميعنا دائمًا للتطوير من أنفسنا وبما أنهم يقلدون المجتمعات المتطورة فهذا بهدف التطوير من النفس ليس من الضروري أن يكون عقدة نقص أو تقليد أعمى!

 ما الذي يستحق الجري وراءه في نظركم؟

الآخرة بالتأكيد هي الشيء الوحيد الذي يستحق كل هذه المشقة ورضا الله، وهذا سبب وجودنا في الحياة لنعمر الأرض بما يرضيه كي نفوز بالآخرة، لكن كما ذكرت الرواية الأغلب انحرف عن هذه الناحية وأصبح يجري ويسعى لأهداف أخرى.

برأيكم كيف يخرج الشخص من هذه المتاهة؟

أعتقد أن يتقبل الإنسان نفسه وحياته يساعد في الخروج من هذه المتاهة وأن يستمر بالسعي ولكن بقدر وأن يحرص على أن يكون الهدف الصحيح ليس ان يمضي حياته كاملة ساعيًا لشيء اعتقد انه مُبتغاه وهذا لأنه رأى شخص ما عنده نفس الهدف وما إلى ذلك.


كتب وروايات

مجتمع لعشاق الكتب والروايات لمناقشة وتبادل الآراء حول الأعمال الأدبية. ناقش واستكشف الكتب الجديدة، مراجعات الروايات، ومشاركة توصيات القراءة. شارك أفكارك، نصائحك، وأسئلتك، وتواصل مع قراء آخرين.

79.8 ألف متابع