للوصول إلى إشباع الرغبات يتخلى البعض عن ضميره، فنجد التاجر الذي يطمح إلى الغنى والربح السريع يغش الكيل والميزان، ويبيع البضاعة الفاسدة على أنها صالحة للاستعمال، ونجد من يود أن يكون له عزوة وأصحاب يتملَّق ويُداهن وينافق كل من يود اجتذابه إلى صفه، ولكن الموضوع يكون حساساً بعض الشئ حين يكون هدف الرجل الوصول لأنثى، فهناك من يتحرى الصدق ويسلك أيسر الطرق، وهناك من هو ذو ضمير فاسد فيعتنق في طريقه إلى هدفه (اللف والدوران), فيلعب على المظاهر، فيكون مع الفتاة حلو اللسان يتغزل فيها تارة، يمدحها ويذكر مزاياها، يبهرها بماله وربما بملبسه وسيارته، إلى أن تقع في حبائله، وحين يملُّ منها يتخلى عنها وهي تعاني الأمرَّين، ولعل تلك من أكثر الأخطاء التي تقع فيها المرأة "الغير حريصة" حين يتعلق الأمر ب (الحب)، حيث تصدق الكلام الجميل والوجه الجميل وتتجاهل ما وراء ذلك من حقائق.

في كتابه (اعترافات عشاق) يوجه مصطفى محمود نصيحته للأنثى فيقول:

" حاولي أن تحكمي على الرجل بطريقة أخرى غير الانبهار بذلاقة اللسان والشياكة، حاولي أن تعرفي بفطرة المرأة وبصيرتها ما وراء الكلمات وما وراء الثياب البراقة ورب رجل صامت يغلب عليه الحياء، أكثر طيبة وأكثر حبا من رجل "دحلاب" والرجولة ليست في جمال الوجه كما قلت.

ولكنها أيضا ليست في الكلام و ذلاقة اللسان، الرجولة في الصدق والصراحة والإحساس بالمسؤولية وتحمل الأعباء ومواجهة الحقيقة حتى لو كانت مريرة، الرجولة أمانة وشرف وعمل، وليست سرقة وتبديدًا واحتيالًا."

قد لا يكون هذا الرجل في البداية عاقد العزم على (الخيانة) ولكنه في الوقت ذاته لم يقصد (الحب) بل ربما تسلية له أو قضاء وقت ممتع، ويكون من اليسير عليه أن ينسحب ما أراد، ومع الأسف الشديد، هناك العديد من تلك النوعية، فأكاد أجزم أنه لو دققت المرأة في طبيعة المعاملة لفطنت إلى حقيقة الرجل بنسبة كبيرة جداً، ولعرفت مدى صدقه في أفعاله، ولكن الخطأ الفادح هنا هو اكتفاؤها بالقلب وعدم تصديق العقل في الكثير من المواقف التي تدعوا للشك، وهذا طبعاً يؤدي إلى حسرة ليست بيسيرة أبداً، فنتيجة ذلك الخذلان قد تصاحبها طوال عمرها، خاصة إن كانت قد تعلقت بهذا الشخص ورسمت أحلامها معه وصدقت أنه دائم في حياتها.

وهنا عزيزي للقارئ لدي سؤال: ما هو الخطأ الأكبر الذي يقع فيه الإنسان حين يُحب ؟ وكيف السبيل لتجاوز ذلك الخطأ؟