بعد عدد من الخطوات التي يمر عبرها الكاتب في حياته الأدبية تبدأ حكة النشر تسبب له إزعاجا شديدا لانتظار التوقيت المناسب لإظهار كتابه الشخصي للعلن، وقد يتحمس أكثر خصوصا إذا وجد بعض من نصوصه تلقى إقبال واسع من طرف القُراء، ولكن بعد كل ذلك الحماس قد يتلاشى تدريجيا عندما لا يجد مرشدا ليخبره بالطرق التي يمر عليها ليظهر كتابه للوجود.

ومن باب خبرتي في مجال الكتابة والنشر لأول كتاب لي، أتذكر بأنني مررت بفترة عصيبة جدا خصوصا بين تنقيح بعض من الفقرات والبحث عن دور النشر المناسبة لتحتضن ما أكتبه، لذلك حتى يتسنى لجميع الكُتاب نشر نصوصهم بطرق عملية أكثر بدون إضاعة الوقت في البحث وتوفير للجهد، سأوجز كل ذلك في مراحل التي تحتاجها لنشر كتابك:

  1. مرحلة التحضير: تعد هذه المرحلة اللبنة الأولى التي ينطلق منها أي كاتب، ويشمل التحضير محتوى فصول الكتاب سواء كان المضمون جاهزا من سنوات كتبت أو مزال الكاتب في طريقه لتجهيز محتواه، وأهم الحيل التي تساعد الكاتب في تجهيز مضمون كتابه هي: القراءة المتفرقة للنصوص...يقرأ اليوم مضمون صفحتين وبعد يومين يعيد قراءة نفس الصفحة لتأكد من جاهزية المحتوى، بالإضافة الى اعتماد على القراءة الجهرية التي تساعده في تشكيل الحروف وعلامات الوقف والتوقف.
  2. مرحلة التدقيق والتنسيق: قد لا تقل أهمية هذه المرحلة عن المرحلة الأولى، وعلى أساسها يرتفع حماس الكاتب لنشر مؤلفه، لماذا؟ بوجود شخص خبير ومختص في مجال التدقيق والتحرير سيقوم بتنقيح نصوصه ويخبره في كل مرة بأن مؤلف مهم لدرجة أن سيضيف الكثير لمجال القراءة، لذلك لابد أن يكون الكاتب حريصا على اختيار مدققا لغويا أو محررا مميزا يستحسن أن يكون دراسا بمجال فنون الأدب ومجالاته.
  3. مرحلة الإخراج: تنطلق هذه المرحلة بعد أن يعطي المدقق للكاتب جاهزية الكتاب من كافة النواحي، لينتقل الكاتب للبحث عن دار نشر مناسبة تحتضن نصوصه، أتذكر بأن اختياري لدار النشر "خيال" لم يكن اعتباطيا، حينما كنت في كل مرة أتردد على صفحتها الافتراضية على الفيس للاطلاع على أخر منشوراتها، ومن هم أبرز الكُتاب المعرفين الذين أخرجوا كتاباتهم عندها، كما أن الاطلاع على تعليقات الكُتاب الذي سبقوني في النشر عند هذه الدار مهم جدا لتعرف على وجهات نظرهم، وكل ذلك تم قبل حتى أن أتواصل مع دار النشر، وأكثر المزايا التي لفتت انتباهي هو الاتفاقية التي تجمع الكاتب ودار النشر بإمكانه أن تكون عن بعد وعن طريق البريد الإلكتروني بدون التعب في التنقل الى المقر. وبعد شهر ونصف كان الكتاب جاهزا، قد تتسألون عن مسألة تصميم الغلاف والتنسيق الداخلي للفقرات، بالنسبة لتصميم تم اطلاعي على عدد من التصميمات وبأفكار تتوافق مع مضمون الكتاب، وفي كل مرة كانت الدار تقوم بتعديل وفق ملاحظاتي بدون ملل، أما بالنسبة لتنسيق والملاحظات التي لابد من الاطلاع عليها من طرف الكتاب قبل أن يعطي إشارة الطباعة، فأنصح الكاتب بأن يعتمد على Microsoft word لتدوين الملاحظات الكتابية ويرفق لهم تظليل على العناوين بألوان معينة وبإدراج مفاتيحها حتى يتسنى لدار تعديل المطلوب بشكل تلقائي وأني بدون أن يتعب الكاتب في إيصال أفكار هاتفيا فقط.

أما عن الأشخاص الذين يريدون أن ينشروا مؤلفاتهم إلكترونيا، ولعدم الإطالة في المساهمة سنتحدث ذلك في مساهمة أخرى بإذن الله، لإبراز طرق عملية مساعدة لنشر نصوصكم على مواقع إلكترونية معروفة.

وماذا عنك يا عزيزي الحسوبي، هل لك تجربة في نشر لكتاب ورقي؟ وما النقاط التي تضيفها لتسهيل عملية إخراج الكتاب بطريقة سلسة وناجحة؟