الشيطان والآنسة بريم الرواية الثالثة التي تأتي ختاماً لثلاثية (في اليوم السابع) لباولو كويلهو في رواية تختبر الخير والشرّ أمام سلطة المال. فكما أنه ما كلّ ما يلمع ذهباً، فإنه ما كلّ كائن بشريّ إنسان!!.

تبدأ الرواية في قرية بيسكوس الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكّانها 281شخصاً، أصغرهم الآنسة بريم والأكبر فيهم هي العجوز برتا.

سكّان مسالمون حتى تأتي اللحظة التي تضعهم في اختبار حقيقيّ مع مبادئهم، حيث يواجهون أصعب سبع ليالٍ في حياتهم حين يزورهم غريبٌ أتى القرية باحثاً عن جوهر الكائن البشريّ ليفهم السبب خلف قتل عائلته دون أيّ سبب يبرّر قتلهم.

يلتقي الغريب بالآنسة بريم ويخبرها بأنّه قام بدفن إحدى عشرة سبيكة ذهبية في الغابة، سيكون لها وحدها سبيكة ذهبية كاملة إذا قامت بإبلاغ أهل القرية أن السبائك العشر ستكون ملكاً لهم إن قتلوا واحداً منهم خلال أسبوع يبدأ من تاريخ دخول الغريب للقرية.

بداية الاختبار يكون مع الآنسة بريم التي تقاوم بريق الذهب في البداية، لكنها في اليوم الثالث تختار السبيكة وتخبر أهل القرية بالأمر، ليبدأ الصراع بينهم حين تتنازعهم أطماعهم، فالذهب سيبدّل مصائرهم، ويخرجهم من عوزتهم، وحين يفكرون بالخيار الأفضل يجدون في العجوز "برتا" خير أضحية، تلك العجوز المجنونة –على حدّ ادعائتهم- والتي لا تنفكّ تمارس دور الحكيم عليهم بعد أن فقدت زوجها قبل عشرين عاماً، حيث برّر الجميع جواز قتلها لأنّ التوبة لا تكون إلا بعد الإقدام على الذنب. 

حين يبدأون تنفيذ خطتهم الشريرة تواجههم بريم التي استيقظ ضميرها، فتحاول بشتى الطرق إيقاظ الجانب الطيّب فيهم لتنجو في النهاية برتا ويثبت للغريب خطأ نظريته حول الطبيعة الشريرة للإنسانية، فيغادر القرية مانحاً الآنسة بريم جميع سبائك الذهب. 

في الشيطان والآنسة بريم يجعلنا كويلهو نعيش الصراع الأزلي بين الخير والشر داخل النفس البشرية، حيث تقف الرواية على أعتاب مجموعة من الأسئلة يضعها كويلهو على لسان أبطال الرواية مثل:

هل الخير متأصل في النفس البشرية، أم أن جميعنا أشراراً إذا توافرت الظروف المواتية لذلك؟ 

هل نحن طيبون فقط لأننا لم نواجه الاختبار بعد؟ وأنّ ما يمنعنا عن الشر هو الخوف من العقاب والخشية من نبذ المجتمع أم لأننا أخيار وأصحاب أخلاق وفضيلة؟

أسئلة برسم الإجابة أتركها لقلوبكم وأرواحكم، فماذا تظنون؟