برأيكم كيف يمكن أن نكون حينها؟
نحن العرب لو أننا نقرأ..
ومن قال أن العرب لا يقرأون، بالفترة الأخيرة وحسب الإحصائيات الأمر بات مختلفا تماما وهناك دول عربية تحتل مراكز أولى عالميا بمعدل القراءة والساعات المقضية به، فعندك مصر تحتل المركز الخامس عالميا بمعدل 7.5 ساعة أسبوعيا والسعودية بمعدل 6.48 ساعة أسبوعيا.
لكن السؤال الأهم برأيي في هذه الحالة ماذا نقرأ وكيف نستفاد مما نقرأه؟
قبل فترة كان يتحدث معي أحد الأشخاص يخبرني بأن أتخيّل أن هناك خريجين وموظفين ربما لم يقرأوا كتابًا واحدًا بعد انهاء دراستهم الجامعية، وإن قرأوا ستكون قراءتهم مقتصرة على الروايات، فلك أن تتخيل شخص لا يقرأ؛ يعني لن يكون واسع الأفاق في مجال عمله، فكيف في المجالات الأخرى! بالقراءة يكون لدينا اثراء لغوي وفكري لا بأس به. بالقراءة سأتخذ القرار الصحيح، فما أكثر القرارات الخاطئة التي نتخذها في حياتنا، بالقراءة يمكنني أن أكتب في المجال الذي أحبه أو على الأقل أكتب لأن الكتابة أصبحت متنفس للكثير منا في ظل الهموم والمشاكل المتراكمة علينا والتي تأتينا من كل صوب وحدب.
سؤال يفتح القلب على كل الجهات، لو أننا نقرأ !
أحيانا التمنّي يوجع القلب ، ويُتـعب الصحة تماما كما هذا السؤال !
لو كنا نقرأ لحافظنا على أمجاد أجدادنا، لكن الحقيقة المرة هي أننا لا نقرأ، وأن نسبة القراءة عندنا في تدنّ مستمر.
الحقيقة هي أن أمة إقرأ لا تقرأ!!
فقد أوردت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونيسكو” في تقرير لها عام 2003، أن المواطن العربي لا يقرأ إلا جزء بضع صفحات من كتاب في السنة، حيث إن حوالي 80 شخصا عربيا يقرأون كتاباً واحداً في السنة فقط!!!
وأكدت مؤسسات أخرى ومنها مؤسسة الفكر العربي أن العربي لا يقرأ في السنة سوى ست دقائق . وفي مقابل ذلك يقرأ الأوروبي حوالي200 ساعة سنوياً.
لكن الأهم من هذا كله هو مالسبب الذي جعل العرب لا يقرأون؟؟
أعتقد أن الأسباب متعددة من بينها انتشار الفقر، والأمية، والجهل، فكيف للفقير أن يقرأ وبطنه فارغ؟؟ أما الجاهل والأمي فمستحيل.
ومن الأسباب المساهمة في ذلك أيضا عدم التشجيع على القراءة في الوطن العربي وعدم التشبع بثقافة الكتاب داخل البيوت، زيادة على انتشار التقنية واستثمارها بشكل سلبي. فعوض أن تستثمر في تقريب المعلومة للمواطن، سُخّرت في الترفيه ونشر التفاهة والجهل.
ولعل من أهم الأسباب هو ما أورده الكاتب الكندي ألان دونو في كتابه "نظام التفاهة" وهو العمل على ربط الجامعة بالاقتصاد، والشركات. وبالتالي دفع المواطن نحو الاستهلاك الأعمى حتى صارت عقليته مركّبة، ومعلّبة، لا يفكر بل يفكر له. وكان أول ضحية لنظام التفاهة هذا هو المواطن العربي، للأسباب السابقة التي ذكرناها.
ومنها ما هو تاريخي مرتبط بعصر الانحطاط، وانتشار الخرافة بين الناس بعد سقوط الأمبراطورية العثمانية.
ناهيك عما تعرض له المجتمع العربي من حملات استعمارية، نالت منه ومن علومه وثقافته، بداية بالمحرقة الكبرى التي نفذها القائد الماغولي هولاكو في مكتبة بغداد، مرورا بالحملات الصليبية على الأندلس، ثم الاستيلاء الاستعماري الأوروبي على الأوطان العربية وخيراتها وفنونها وعقولها...
مثل حالنا حين لا نقرأ..
ليس المهم أن تقرأ.. المهم أن تستفيد مما تقرأ..
فليس ينفع كتاب نمرّ عليه ولا نخرج منه بفائدة.. ليس لأنه غير مفيد.. بل لأننا لا نفعل ذلك لنستفيد.
بالعكس أرى أن القراءة في عالمنا العربي في ازدهار، وخاصة في بعض المتميزين من جيل الألفينات الذين يتمتعون بالحماس للقراءة بشكل كبير.
إلا أن هناك قراءة تختلف عن قراءة أخرى، شاهدت فيديو لفتاة تبلغ حوالي 15 عامًا، وقد قرأت في عام 2021 حوالي ألف كتاب من ضمنهم كتب مهمة جدًا!
كان يتم تكريمها على هذا الإنجاز، ولكني لا أراه إنجازًا بأي شكل من الأشكال.. فلا يهم كم قرأت، بقدر ما يهم كيف قرأت.
كان يتم تكريمها على هذا الإنجاز، ولكني لا أراه إنجازًا بأي شكل من الأشكال.. فلا يهم كم قرأت، بقدر ما يهم كيف قرأت.
مرحبا شيماء
أؤيدك الرأي، قد يكون الكثير يقرأ، لكن المعضلة الحقيقة هي أن تكون القراءة وفق أهداف مخطط لها وإحتياجاتك نحن بحاجة لإكتساب المعارف حولها.
فليس المهم كم تقرأ.. ولكن الأهم لما تقرأ.
التعليقات