مكتبتي المضيئة (2): تحويل شخصية ثانوية في رواية، إلى شخصية رئيسية في رواية أخرى: حركة ذكية، أم مجرد مبالغة من الكاتب؟

11

التعليقات

لم أقرأ كل الروايات، لكن قرأت جزء من غربة الياسمين ولم أكمله أيضًا.

إذا كان الأمر كما ذكرتي، فأنا من وجهة نظري أراه تزييل للأحداث خصوصًا أن هذه الشخصية كانت ثانوية في الرواية الأولى، ولم تكن لها دور كبير أو غامض أو حتى مؤثر فالرواية الأولى تجعلنا نتساءل، ما حكاية تلك الشخصية؟

النقطة الأخرى، من وجهة نظري أن اتباع آراء القرّاء قد يفسد العمل الفني، ويفقده قيمته، ما فهمته أن رواية "أن تبقى" كانت تعتبر نهاية لغربة الياسمين، لكن لأن البعض طلب بجزء آخر وهو "ياسمين العودة" لا أعلم قد ممكن أن يؤدي إلى الاسهاب في الأحداث وما إلى ذلك..

آخر نقطة عفاف، رأيت أن الكتب التي لا تعجبك قد تضمن نصائح كتاب مثل العادات السبع للناس الأكثر فعالية، وتعجبك الروايات التي ممكن أن تستبدل بأفلام كلاسيكية تنتهي في ساعتين، ما السر؟

دعيني أعترف أنني لم أقرأ أي رواية للكاتبة خولة حمدي، على الرغم من الصيت الذي حازت عليه روايتها في قلبي أنثى عبرية، أو روايتها الثانية غربة الياسمين.

ودعيني أخبرك أن الكاتبة تونسية الأصل، من مواليد الثمانينات، وهي حاصلة على الدكتوراة من فرنسا.

ولكي أعود إلى موضوع مقالك، وهو تحول الشخص الثانوي إلى شخص رئيسي، لم يحدث وأن قرأت رواية من قبل تتحدث عن هذا التحول..

ربما حدث ولم أنتبه.. أو لا أتذكر بشكل جيد.

لكن ماذا لو أحبت الكاتبة هذه الشخصية؟ وشعرت أنها يجب أن تأخذ حيزا كبيرا ومكانا أوسعا في الرواية؟

إذا ستفعل دوره وتنقله إلى دور رئيسي، في نفس الرواية أو في رواية أخرى.

لكن على صعيدي الشخصي.. أحب فكرة التحول، لأن لدي الفضول لأعرف ماذا سيصبح هذا الشخص الذي أحببته، وكيف سيكون عالمه.

وهذا يحدث حينما نشاهد مسلسل معين، نحب شخصية ثانوية، ونتمنى أن تزيد مشاهده، لكي نعرف عنه المزيد.

وهذا يعتمد على أسلوب الكاتبة، في جعل دوره الرئيسي لا يقل أهمية عن دوره الثانوي، بل وأن تقويه وتجعل دوره حاسم وقوي.

وما حدث معك، في روايتك، ربما لأنك قويتي الشخصية الثانوية وجعلتها تطغى في سماتها على الشخصية الأساسية.. لذا هذه النقطة لن تكون في صالح الرواية، أن يتمنى قراءك لو كانت هذه هي الرئيسة.

معنى هذا أنك بحاجة إلى عناصر قوة أكثر في الشخصية التي ترسمين حولها الرواية، وتحاولين دفن الشخصية التي ستأخذ حيز كبير من عقل القراء.

وإذا لم تتمكني من ذلك، فافعلي مثلما قالت لك أختك.

لأن الشخصية الثانوية تأخذ بعض المشاهد القليلة والوصف القليل.. ولا يكون تواجدها ذا أثر شديد على القارئ.

في حياتي لم اقرا سوى الفهارس

هل رايتم كم انا مثقف؟

لا اعرف لما لا استطيع هل لاني لا اجد متعة فيما اقرا؟

لم اجد شيئا يشدني بصدق . ربما انا من الذين لا يحبون القراءة .

لم اقرأ يا عفاف هذه الرواية ،اما بالنسبة للفكرة التي ذكرتي ممكن ان تجديها في فلم وسيكون اضافة جيدة خصوصا اذا كانت الحبكة جيدة ومع ممثلين اكفاء ستنجح بتأكيد

أريد أن اتحدث عنها بشكل مختلف، لماذا لا نقول أنها حركة من كاتبة مُتمكنة بها لمحة ذكاء و ذلك التمكن قاد إلى الشهرة؟

في الحقيقة أنا لا أحب وضع الناس في قوالب، فذلك يبحث عن الشهرة و ذلك مبالغ فيه. و اعتقد أنه لا يمكن أن نقول عنها مبالغة فالقارئ ذكي، و يمكنه التمييز جيداً بين المبالغة و الذكاء، و لو كانت تبالغ لن تستمر دكتورة خولة في طرحها للروايات، فلا تنسي أن مجال الكتابة الآن المنافسة به صارت شرسة و ذلك اسلوب يدفع الملل و يثير الذهن ايضاً مثلما أثار ذهنك و دفعكِ لكتابة المساهمة.

متعبة بعض الشئ نعم خاصةً أن غالباً ما تكون رواياتها كبيرة في الحجم و تأخذ مجهوداً، فهناك كتاب مشاهير لا تتعدى كتابتهم 250 صفحة، و لكن أريد أن اقول لكِ عامةً القراءة مثل الصيد تعلّم الصبر.

شعرت برواية عقل بلا جسد قد انتهت بسرعة، كم هو مبدع دكتور أحمد خالد توفيق؟

فتلك الرواية كانت تجاوزت 200 صفحة فقط، و كنت أريد 500 صفحة من الكتابة الساخرة الزاخرة بالمعلومات الشيقة و الجاذبة للإنتباه. كنت أريد مقابلتك أيها العراب.

حركة ذكية جدًا لكن تحتاج سياق مناسب، فمن جماليات الفنون المنسيّة الشخصيّات الثانويّة في الأفلام والمسلسلات مثلًا، هذه الشخصيّات التي نغفل عنها في المشاهدة الأولى، لكن ما يميز الأعمال حقًا ويجعلها مادة للتأمل، هو قدرة الكاتب على خلق جوٍّ درامي تكون فيه كل شخضية على دورها الضئيل أو الكبير مادةً وقصة بذاتها.

حاولي أن تراجعي أي فيلم معتبرٍ تحبين مع هذه الرؤية، وستجدين عالمًا جديدًا من المتعة والأفكار.

غالب أعمال كريستوفر نولان وكوينتن تارانتينو تقوم على هذه الخاصيّة؛ لكني لم أشعر بتلك الجمالية إلا مع الأعمال التي لم يعمد صانعوها على إبراز دور الممثلين الثانويين، تاركين المجال لمخيلة المشاهد المنتبه.

فقط حاولي في مشاهدتك القادمة لأي فيلم، رؤية أي شخصية -غير الأبطال- ويكأنها محور الفيلم وستدخلي عالمًا جديدًا من الاستمتاع بالسينما.

لا أظنه صعبًا؛ فأنت ستستمعين بالفيلم أو المسلسل كالعادة لكنك ستلتقطي شخصيّة بعشوائيّة وتركزي على دورها الصغير، وبعد انتهاء المشاهدة ودون أي عناء، حاولي رؤية/تخيل الفيلم ويكأن هذه الشخصيّة هي حجر زاويته.

هل شاهدت فيلم beyond the hills أو The Fault in Our Stars ؟

فكرة جيدة ولا مشكلة فيها ، أرى أن الكاتب بامكانك أن يخلق من كومبارس بطلة حكاية لرواية أخرى، تذكرت مسلسل The Crown الذي رطز في الجزء الأول على مارجريت أخت الملكة اليزابيث ولكنها في الجزء الثاني أصبحت شخصية ثانوية وتقلص دورها بشكل كبير، ولم يؤثر هذا على الحكاية بل استمرت بالتطور، الأمر كله يرجع للمخرج والمؤالف الذين يبنون الشخصية بشكل عميق

لم أصادفه في الروايات التي قراتها أو ربما لأنني لا أقرأ كل الروايات لنفس الكاتب، من الأمور الجيدة عند قراءة جميع كتابات الكاتب أنك في النهاية تفهمين أسلوبه وتحفظيه جيداً لذلك من السهل إيجاد التقاطعات مثل هذه.

من منظوري الشخصي أرى أن تحويل شخصية ثانوية إلى شخصية رئيسية في رواية أخرى حركة ذكية من الراوي، فهو بهذا الفعل يخلق نوعا من التحمس والتشوق لدى القراء ، وهو يحفزهم إلى المتابعة الحتمية لرواياته.

والسؤال هنا يطرح نفسه، هل الشخصية الثانوية يمكن أن ترتقي إلى الشخصية الرئيسية عن جدارة واستحقاق؟

تذكرت حركة مشابهة قليلًا قام بها ابراهيم عباس في سلسلته "يتخيلون".

ففي روايته الأولى حوجن" جعل شخصية طبيب نسيت اسمه من الشخصيات الرئيسية في روايته.

في روايته الثانية "هناك" كان هذا الطبيب بذاته شخصية جانبية، وكان يُعالج شخصية البطل في هذه الرواية.

أحببت هذه الحركة وأعتبرها مهارة فذة من الكاتب، الأمر يُشبه الالتقاء بصديق قديم ومعرفة المزيد عنه.

ولم أكن أعلم أن ياسمين العودة هي الجزء الثاني من غربة الياسمين، أعتقد أنني سأعيد قراءة غربة الياسمين واقتني ياسمين العودة، فهذه الكاتبة مبدعة في رواياتها

هل سبق ووجدت كاتبا آخر اعتمد هذه الفكرة بشكل ضمني في رواياته؟

سلاسل الروايات كلها تعتمد على تلك الفكرة يا عفاف، خاصة الحديث منها، مثلا صراع العروش، من كان ليعتقد بأن جون سنو هو بطل القصة الاساسي، ومن كان ليعتقد بأن الصبي الصغر سيتمركز حوله كامل النهاية؟

لا أراها فكرة مزعجة بل عبارة عن رحلة، يبدأ الشخصية بقصة وصفات، وتتنهي به شخصية أخرى قد يكون بطلها بصفات جديدة وتجارب غيرته، إنها تمثيل لما نحن البشر عليه فعلا، ثانويين في رواية أحدهم وأبطال في روايتنا، المهم من أن نروي الرواية ومن أي زاوية؟

لست من محبيها للأسف، وإن كان الأمر كذلك، لا أظنها فكرة جيدة، الرحلة هي الأهم، إلا إذا كان هذا المشهد بداية لرحلة كاملة في الوراية الثانية، في هذه الحالة لا أمانع الفكرة.

أراها فكرة جميلة جدا

قد يعتبرها البعض كحلب للقصص لكن بالنسبة لي لا يمنع

قد تجدين احيانا رواية أو مسلسلا او فلما و يكون هناك معجبين لشخصية ثانوية ظهرت في حلقتين من مسلسل رمضاني او لعشر دقائق في فلم مدته ساعتين

بالنسبة لي لا مانع و هذا يبين جودة الكاتب بحيث تستطيع بناية رواية كاملة على شخصية ثانوية

و لا يمنع ان تقوم برواية ثالثة تعيد جمع الشخصية الرئيسية الاولى مع الثانية و تجعلهم يتشاركون البطولة

قد ينتقدها البعض

لكن أفقي لاحدود له و بالنهاية الناس لن تجتمع على شيئ واحد

والقوانين و الاعراف وضعها أشخاص مثلنا لهم كل الاحترام و التقدير ولكن انا أأمن اننا بزمن نستطيع عمل ما نريد^^

المعذرة على الاطالة

قرأت غربة الياسمين وأن تبقى منذ خمس سنوات تقريبا.

أتذكّر فكرة كل منهما وأتذكّر أنهما أعجباني بشدة، وأصبحت من قرّاء خولة حمدي.

ما رأيك بفكرة تحويل شخصية ثانوية في رواية، إلى شخصية رئيسية في رواية أخرى: حركة ذكية، أم مجرد مبالغة من الكاتب وبحثا عن الشهرة للروايات التي يتم ربطهما؟

الأمر يعتمد على التنفيذ، وهذا ما يهم، إن كانت القصة ممتازة والحبكة جيّدة والكتابة جيّدة، فما المشكلة ؟ حتى وإن صنعت لكل شخصية ثانوية رواية خاصة به، لا مشكلة.

حتى في السنيما يتم استخدام هذه الفكرة وليست هناك أي مشكلة، والمسلسل المُشتَق يحقق نجاحا أيضا، مثل مسلسل better call saul والذي يتناول قصة شخصية ثانوية في مسلسل breaking bad وحقق المسلسل نجاحا.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.5 ألف متابع