قبل سنوات كانت خطة النجاح في مجال الأعمال مختلفة عما هي عليه اليوم. حيث كان من الممكن للشركات تحقيق النجاح بمجرد تصنيع منتجات آمنة والتسويق لها بشكل مكثف.

مع العلم أن التسويق المعمول به في تلك الفترة كان يركز على نشر كثيف للإعلانات عبر القنوات التلفزيونية واللوحات الإعلانية وصفحات الجرائد، وقد كان هذا الأسلوب كفيلا لإعلام المستهلكين بالمنتج ودفعهم إلى شراءه، وبالتالي تغطية تكاليف الإنتاج وتحقيق نسبة جيدة من الأرباح للشركات.

هذا الأمر لم يعد ممكنا اليوم، لأنّ الأشخاص قد أصبحوا يتعرضون لآلاف الرسائل الإعلانية يوميا، وفي وسط كل هذه الإعلانات سيكون من الخاطئ بالنسبة للشركات توقع تحقيق التأثير المطلوب من إعلاناتها العامة.

وفي ظل عدم جدوى الأسلوب التقليدي للإعلان يقترح سيث جودين في كتابه البقرة البنفسجية على الشركات أن تتجاهل الإعلان الشامل وتركز على صنع منتج مميز ثم تقوم بتسويقه لفئة صغيرة من الأشخاص.

تقديم منتج مميز أو ما يسميه سيث بالبقرة البنفسجية لمجموعة محددة من الأشخاص من شأنه أن يترك انطباعا إيجابيا لديهم، وعندما يشعر العملاء بالرضا فإنهم سيسعون إلى مشاركة تجربتهم الإيجابية مع أصدقائهم وأقاربهم وهكذا ستنتشر الأفكار الإيجابية حول المنتج مثلما تنتشر الفيروسات فتحصل الشركة على إعلان مجاني لمنتجها. 

لكن يجب الانتباه إلى أنّ المنتجات المميزة أو ما يسميها سيث بالبقرة البنفسجية لن تكون دائما مميزة، وبما أنّ المستهلك ملول والخيارات البديلة مطروحة فعلى الشركات أن تتوقع تراجع نتائجها في أي لحظة، ولتدارك هذه المشكلة يقترح سيث قتل المنتج خلال مرحلة تراجعه أو ما يسميه بفترة الاحتضار وتعويضه بمنتج آخر مميز. 

فكرة الكاتب جيدة، لكن ليست كل المنتجات تموت فعليا بعد فترة التراجع تلك، وهناك الكثير منها تعود للحياة بعد عملية إنعاشها، أي بعد إدخال تحسينات وإضافة ميزات جديدة لها.

هل تعتقد أنّ أسلوب سيث للتسويق مناسب لجميع المنتجات؟

وهل جميع المنتجات محكومة بالموت بعد فترة زمنية معينة؟