قبل قراءة كتاب "الثقة الإبداعية" لتوم كيلي وديفيد كيلي لم أكن أتوقع أبدا أن مفهوم الإبداع هو شبه مرادف لمفهوم الابتكار. 

لقد كانت دائما أعتقد أنّ الابتكار يأتي من العلماء في شكل منتجات واختراعات تقنية مميزة. لكن اتضح أن الابتكار يعني المساهمة في تغيير الطريقة التي يعيش بها الناس في مجتمع ما نحو الأفضل. وأحد أفضل الأمثلة عن مفهوم الابتكار هو ما قام به يوهان غوتنبورغ خلال القرن 14 م باختراعه الطباعة بالحروف والتي أرست فيما بعد لما يعرف بالاقتصاد القائم على المعرفة.

ومن مفهوم الإبداع ظهرت مفاهيم فرعية جديدة مثل " الثقة الابداعية" والذي يعرف على نطاق واسع على أنه المواهب الطبيعية التي يمتلكها الأشخاص، لكن توم يحب أن يعرفها بطريقة مختلفة، فيقول أنّ الثقة الابداعية هي القدرة على طرح أفكار جديدة بشجاعة وتجربتها، أو بمعنى آخر الثقة الإبداعية هي مجرد وسيلة لتجربة العالم وتوليد مناهج وحلول جديدة.

وبالحديث عن مفهوم الإبداع، تعود التساؤلات الكلاسيكية إلى الواجهة، هل الإبداع صفة فطرية؟ هل هي مرتبطة بالجينات؟ وهل يمكن اكتسابها؟

ببساطة أميل إلى التصديق بأنّ الجميع يمكنهم أن يكونوا مبدعين، وهذا ما يوافقني فيه كتاب الثقة الإبداعية، والذي يقدم أيضا مجموعة من الصفات التي تميز المبدعين عن غيرهم من الأشخاص العاديين.

وأولى الصفات هي امتلاكهم لسبب خلف كل شيء يقومون به حتى في حياتهم الخاصة. الطريقة التي يعيشون بها، الملابس التي يرتدونها، الموسيقى التي يستمعون إليها، كل شيء يتم اختياره لسبب ما, بالنسبة لهم ليس هناك شيء عشوائي، وهي الصفة الغائبة عن الأشخاص العاديين الذين يميلون إلى تحديد خياراتهم بناءا على السائد أو الترند.

الصفة الثانية تتعلق بالنمو الذهني، أي بقدرة الشخص على استيعاب أن مستوى المهارات الحالي هو حالة مؤقتة سترتفع مع الوقت، وبامتلاك هذا النوع من التفكير يستطيع المبدعون توفير الكثير من المقارانات المتعبة نفسيا على أنفسهم.

وغير تلك الصفات، هناك صفات أخرى مهمة مثل عدم التأثر بالفشل وتقبل الأخطاء، والثقة بالنفس، والاستمتاع بالعمل والحفاظ على الرغبة في الابداع.

هل تعتبرون أنفسكم مبدعين؟ 

وكيف تعملون على تطوير الجانب الإبداعي الخاص بكم؟