في هذا المقال الجديد التابع لسلسلة مقالاتي المتعلقة بكتب ريادة الأعمال سأتحدث عن كتاب جديد. وهذه المرة لست أنا من سيقترح عليكم قراءته بل برنار أرنو أحد أغنى وأنجح رجال الأعمال في العالم.
عنوان هذا الكتاب هو " من الجيد إلى العظيم", وهو أحد أكثر الكتب الملهمة في مجال الأعمال مبيعا (مليون نسخة).
يقدم كتاب " من الجيد إلى العظيم" دليلا علميا ومنظورا جديدا لمفهوم النجاح في إدارة الأعمال واستدامتها من خلال مناقشة مقومات الادارة الناجحة وصفات الاداريين الأكفاء ومراحل انتقال الشركات إلى مستويات أعظم.
تم نشره لأول مرة سنة 2001 من قبل جيم كولنز. وهو مستشار وباحث ومؤلف أمريكي مختص في مفهوم النجاح في الأعمال التجارية وتحقيق نتائج مستدامة.
هذا الكتاب الذي يخبرنا فيه جيم كولنز عن أسرار انتقال الشركات من مستوى جيد إلى مستوى عظيم تم انجازه بناءا على نتائج دراسة أنجزها بمساعدة فريق بحثي يتكون من 11 باحث لصالح جامعة هارفرد.
وقد شملت هذه الدراسة أكثر من 1500 شركة أمريكية وامتدت ل 5 سنوات كاملة تم خلالها دراسة المنهجيات والسمات المشتركة بين الشركات التي استطاعت الانتقال من المستوى الجيد إلى المستوى العظيم. بهدف الوصول إلى نتائج حول طرق القيادة والادارة الناجحة. طرح جيم كولنز في هذا الكتاب مفهوما جديدا وهو مفهوم القنفذ الذي استلهمه من الحكمة اليونانية الشهيرة ( الثعلب يعرف الكثير من الأشياء لكن القنفذ يعرف شيئا واحد كبيرا ) بمعنى أن الثعلب يملك الكثير من الحيل للإمساك بالقنفذ بينما لا يجيد الأخير سوى شيئا واحد وهو الاختباء ومع هذا لا يمسكه الثعلب. كيف أسقط جيم كولنز هذا المثال على عالم الأعمال؟ يقول الكاتب أن البساطة هي سر النجاح ولهذا ينصح الشركات بتركيز اهتماماتها على رؤية واحدة شاملة أي التركيز على عمل واحدة فقط وهو العمل الذي تجيده الشركة أكثر من غيره مثلما يفعل القنفذ.
كما ينصح بالإبتعاد عن وضع العديد من الأهداف والعمل على تحقيقها في وقت واحد لأن هذا سيخلق نوعا من التشتت الذي سيمنع الشركة في النهاية من تحقيق الكثير مثلما يحدث مع الثعلب بالضبط.
وتعتمد الشركات في تطبيقها لمفهوم القنفذ على ثلاثة مراحل أساسية. مرحلة أولى تتعرف فيها على شغف وحماس موظفيها ثم مرحلة ثانية يتم خلالها تحديد أكثر ما تجيد الشركة القيام به ومن أجل تحديد هذا يمكن للشركات القيام بتحليل SWOT أو تحليل القرارات. أما المرحلة الثالثة فيجب خلالها تحديد كيفية توليد سيولة دائمة ومن خلال هذه النقطة تحديدا يمكن للشركات تحديد إمكانية نجاح ايستراتيجياتها على المدى الطويل. ثم في الخطوة الرابعة يتم تحديد نقاط التداخل بين النتائج التي توصلت إليها الشركة في المراحل الثلاثة السابقة لتشكيل مفهوم القنفذ الخاص بالشركة ورؤيتها المركزية. وأخيرا في المرحلة الخامسة يتم مراجعة الاستراتيجية التي تم التوصل إليها.
هل أنت قنفذ أو ثعلب؟
أيهما تفضل التركيز على عمل واحد تجيده أو القيام بعدد من المهامات في وقت واحد؟
التعليقات