...المرء في بداياته يحاول أن يصنع مجده من خلال البحث عن الشهرة وتقديم اسمه في قائمة الحدث ، ربما الكثير من الشباب اصبح يفكر بهذه الطريقة لكي يتصدر المشهد حتى ولو بشكل مؤقت، قد نرى البعض يحاول يصنع شهرته من خلال الإنجازات الوهمية التي يعتقد بأنها وسيلة وصول سهله للصدارة ،والبعض الأخر يذهب لطرق اكثر إشهار كمواقع السوشل ميديا كبداية لتصدير نفسه للواقع العام بغض النظر عن محتواه ومستوى الفائدة التي يقدمها للجمهور، نجد منهم من يقدم نفسه من خلال تبني قضايا مُجتمعيه، رغم بأنه عاجز عن تحقيق أدنى معايير التغير ،وهذا من باب البحث السهل عن الشهرة الذي اصبح مُتاح لدى كثير من شباب اليوم ، ولو بشكل عبثي الأهم أن يتصدر الاسم قائمة التعليقات المعارضه لفكرة ما.

هناك من يلعب دور البطل بشكل سخيف جداً ، يحاول يقنع نفسه بأهداف وهمية ربما أثرها ينتهي بإنتهاء اللحظه ، ولا يدرك بأن محاولات إقناع الذات بهذا الوهم له أثر سلبي على نفسيته، وهمته ، دائمًا البحث السريع عن الصدارة يكلف المرءُ خسائر كبيرة ، لآن أغلب الأماني التي تتحقق من الزيف والتكلف تنعكس سلبًا على قوة الفرد، وبتالي يجد نفسه أمام اكذوبه من الطموحات والاهداف مُستحالة الوصول، والتي لا تفيده بشيئ ،بل تزيد من تعقيد وضعه وإزدراءه.

النجاح الحقيقي والشهرة تأتي من خلال التجارب والخبرات في ميادين العمل والبيئة القاسية ، وليس من فرد ضن بأنه ذو شأن دون أن يخوض تجارب قاسية في مجال خاض فيها معركته الحقيقية في سبيل حُلمه..

عن تجربة الإنطواء الإيجابي عن المشهد هو من يصنعك ، الغياب الطويل في سبيل التطوير هو من يرفع مكانتك ، فالمجتمع يكره المألوف وينقب عن الغائب ، لآن الغياب يترك تساؤلات كثيرة حولك ، حتى أعداء النجاح غيابك يستفزهم ، وهذا هو المعنى للمجد.

فالمجد الحقيقي لا يصنعه هولئك الناس بائعو الوهم ،من يصنعه من أرتقى بفكره وجهده وطموحه، من خاض تجارب الشرف بأشكالها سواءٌ على المستوى الشخصي أو الجمعي، فالتجارب من تصنع الأفراد ، وليس الأوهام والتبشث بقش الطموحات التي لا تصحبها إرادة وإيمان قوي للتحقيق.