بشكل أو بآخر ، الحيـاة في الدول العربية ككل لم تعد تصلح للحياة الآدمية .. ثمة شيء ما شرير يحدث في هذه البقعة من العالم ، ربما أسوأ واعمق من ان ينقضي بمرور الوقت .. هذه ازمات طائفية وانسانية واجتماعية واقتصادية عميقة تحتاج الى عقود طويلة لمعالجتها - على ما يبدو في الظاهر -..

مؤخراً ، بدأت ألاحظ ان الكثيرين من الاصدقاء والمعارف يرحلون الى بلاد الله الواسعة .. ليس سفراً لدراسة أو لمنحة أو لعمل ، وإنما هجرة دائمة في بلاد بعيدة ، دون أي نية للعودة بإستثناء زيارات للأهل ..

====

الهجرة لم تعد سهلة مثل الماضي .. ومع ذلك ، فأكثر ما يشغلني مؤخراً هو نقطة أخرى مختلفة ، وهي : هل يمكن الهجرة للحياة في مجتمع يكرهني بسبب هويّتي .. أو على الاقل لا يرحب بي ؟

ضع نفسك مكان اي شخص يعيش في اوروبا او استراليا او كندا او اميركا او البلاد الجاذبة للمهاجرين عادة .. كل يوم تتصفح الأخبار لتسمع عن داعش ، والتفجيرات التي تحدث في بلادهم ، والخطاب المتشدد ، وفيديوهات الذبح والقتل .. والتي تضخّمها الصحافة الغربية لتصبح هي العنـاوين اليومية التي تجذب اعلى ترافيك ممكن ..

بالتأكيد يجب ان تشعر ببعض القلق على الأقل .. انطباع سلبي ما .. تحفظ ما ..

هذه الحالة استشعرها بشكل مكثف من وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الاخيرة .. الكثير جداً من الفيديوهات التي اشاهدها على يوتيوب - مهما كان مجالها - الاحظ معركة ضارية في التعليقات كلها كراهية حقيقية للمسلمين والعرب ، حتى لو كان موضوع الفيديو لا علاقة له من قريب او من بعيد بالعرب ..

====

هناك ازمة كراهية واضحة لا يمكن انكارها .. او على الاقل بعض الحذر .. انا هنا اتحدث عن المستوى الشعبي للمستخدم العادي وليس المستوى الرسمي للدول الذي يكون منضبطاً ..

هل هذا التفكير صحيح ؟ .. هل تشعر بالقلق من هذه الكـراهية المُحتملة ؟ .. هل سافرت / تقيم في بلد من البلاد التي تٌقصد عادة للهجـرة ، ولك تجـربة في التعامل الشعبي - الجمعي - مع أهلها ، أو موقف ما ؟

طبعاً التعميم خاطئ .. ولكني هنا اسأل عن وعي جماعي ما تكوّن في الغرب بخصوص هويّتنا يبدو واضحاً في الاعلام الاجتماعي وحتى الاعلام الرسمي .. هل الحقيقة على الارض مختلفة ، ومن الآمن أن تغامر بأن تذهب انت وأسرتك لتعيش في بلاد - على الأقل - لا ترحب بك ؟