قبل فترة كنتُ في جلسة مع صديقاتي، وكل واحدة تتحدث عن الزواج وكأنه امتحان نهائي يحتاج تحضيرًا لعامٍ كامل. المدهش أنّ أغلبنا لم يعد يخشى الزواج نفسه، بل يخشى توقّعات الطرف الآخر… وتوقّعات المجتمع… وتوقعات السوشيال ميديا التي صارت تعرض لنا علاقات مثالية لدرجة تجعل أي علاقة طبيعية تبدو ناقصة.

أحيانًا أشعر أن الزواج لم يصبح أصعب، نحن فقط أصبحنا نقرأ كثيرًا، نحلّل كثيرًا، ونقارن كثيرًا. نريد شريكًا يُشبه قائمة طويلة من الصفات ناضج، هادئ، طموح، رومانسي، لا يغضب، يسمع، يفهم، يداوي، ويحتمل كل شيء… وفي المقابل لا أحد يسأل هل نحن أصلًا جاهزون لنكون هذا الشخص المثالي الذي نريده في الطرف الآخر؟

وفي وسط كل هذا، سمعت رأيين متناقضين تمامًا

هناك من يقول أن الزواج اليوم أصعب لأن الناس لم تعد تتحمّل أو تتنازل أو تصبر كما كان يحدث سابقًا. وهناك من يرى أن الزواج لم يتغيّر… فقط المعايير هي التي ارتفعت، وربما بشكل مبالغ فيه.

شخصيًا؟ أعتقد أننا نعيش بين طرفين واقع عادي وطبيعي… وتوقعات ضخمة جدًّا. وما بين الاثنين تضيع العلاقات قبل أن تبدأ، فقط لأننا نريد نسخة خيالية لا تشبه الإنسان الحقيقي الذي أمامنا....