إلى أي حد تسبب جلسات الأهالي أمام المنازل إحراج و إزعاج للمارة؟

من الطبيعى ان ينتشر هذا السلوك وغيره طالما أصبح ما يحركنا هو هوانا وما نريده فقط وليس الضوابط التى وضعها لنا ديننا

فقد جاء الدين ليحكم ،، لا ليُحكم

قال الرسول صلى الله عليه وسلم

 إياكم والجلوسَ بالطرقاتِ . قالوا: يا رسولَ اللهِ ، ما بُدٌّ لنا من مجالسِنا نتحدثُ فيها، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إن أبيتم فأعطوا الطريقَ حقَّه . قالوا: وما حقُّ الطريقِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: غضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى, وردُّ السلامِ ، والأمرُ بالمعروفِ ، والنهي عن المنكرِ.

ولكن،،

للأمر جانب آخر مشترك

وهو أن معظمنا ترك انكار المنكر بسبب مبررات كثيرة

مثل "انا مالى" ،، "هو انا لوحدى اللى هتكلم"

وطالما سكت أهل أى مكان عن انكار المنكر فقديصيبه هذا السوء داخل بيته

هذه العادة سيئة جداً برأيي حتى لو لم يسدوا الطرقات، من التهذيب جلوس المرء داخل منزله وليس في الشارع فالناس ليسوا مشهد تلفزيوني يخرج حتى يشاهده، مثله مثل خروج الباعة من المحال ليجلسوا أمام محلاتهم وعيونهم على الطريق من يذهب ومن يأتي ومن يحمل مشتريات ومن يرتدي جيداً ومن يعود من عمله.

الجلوس في الشارع هو تلصص برأيي لأن الشارع ملكية عامة لا يجوز لأحد أن يفرض وجوده فيها، بل عليه أن يلزم منزله أو محله التجاري.

من فترة حصل شجار في منطقتي بسبب هذا الأمر حيث كان بدأ بعض الجيران يجتمعون في الطريق ويجلسون لساعات طويلة وبعضهم يشرب شيشة أيضا، ولذلك ذهب اليهم احد الجيران وطلب منهم التوقف عن هذا السلوك، فاحتدم النقاش وتحول الى شجار، لكن الأغرب أن أغلب الأطراف التي تدخلت لايقاف الشجار وقفوا ضد من يشتكي من جلوس الجيران في الطريق، وقالوا له أنهم أحرار وأنهم لا يضرون أحد، وهو ما جعلني اتعجب بصراحة

الجلوس أمام المنزل طبيعي، لكن مراقبة المارة أو الهمس حولهم يحوّل الأمر إلى مصدر إزعاج نفسي حقيقي.

هذا الطرح يلامس جوهر الرقابة الاجتماعية غير الرسمية.

المشكلة ليست في الجلوس، بل في تحويل المجال العام (الشارع) إلى مجال خاص مراقب، حيث يصبح المارّ هو "الضيف" لا "المواطن" .

هذه التجمعات تخلق سلطة عرفية تفرض معاييرها على الجميع، وتضيّق مساحة الحرية الفردية في التعبير والسلوك.

النقد هنا يكمن في أن التماسك الاجتماعي لا يجب أن يتحقق على حساب حق الفرد في استخدام الفضاء العام دون حكم أو تضييق.

لي سنوات لا اتمشى كثيرا بسبب ذلك ولا أذهب سوى لأماكن محددة فقط وأعرفها حتى لا أرى ذلك ولا تحصل لي مواقف غير لطيفة، والمشكلة أن هذا وضع يضعوه لكي وإذا اعترضتي لن تنجي ربما من أي كلام أو أفعال.