هناك سحر خفي في الرجل الذي يبيع المرأة أحلامًا وردية، حتى وهي تعرف في قرارة نفسها أن الكثير مما يقوله مبالغ فيه أو مجرد وهم جميل. لماذا يحدث ذلك؟
أولًا، المرأة بطبيعتها تبحث عن الأمل والشغف. الحياة مليئة بالروتين والمشكلات، وكل كلمة من كلمات الرجل الحالمة تفتح لها نافذة صغيرة من ضوء وسط الظلام. هذه النافذة ليست كبيرة، لكنها تمنحها شعورًا بأن المستقبل ممكن، وأن هناك عالمًا مختلفًا يمكن أن يتحقق، ولو جزئيًا.
ثانيًا، المرأة تستانس بالوهم الجميل أكثر من الواقع الصارم أحيانًا، ليس لأن قلبها ضعيف، بل لأن النفس البشرية تحتاج أحيانًا إلى لحظة هروب من صرامة الحياة. الرجل الذي يستطيع أن يرسم لها هذه اللحظات هو الذي يترك أثرًا في وجدها، حتى لو كانت تعرف أن الصورة ليست حقيقية بالكامل.
ثالثًا، هناك عنصر اللذة النفسية من الترقب والأمل. كل وعد وردي أو لمحة من المستقبل المشرق تثير مشاعر الإثارة والتوقع، وتجعلها متصلة به عاطفيًا. المرأة قد لا تقتنع بالعقل، لكنها تشعر بالرضا النفسي، وهذا شعور لا يقدر بثمن.
باختصار، المرأة لا تعشق مجرد الوهم، بل تنجذب إلى القدرة على إعطائها شعورًا بالحياة والأمل، ولو كان عبر خيال متألق. الرجل الذي يملك هذه القدرة، يترك في قلبها أثرًا يفوق الواقع أحيانًا، لأنه يعرف أن الروح تحتاج للون ولحظة فرح قبل أن تكتفي بالحقائق.
سؤال للتأمل: هل صحيح أن هذا الميل للأحلام الوردية مفيد للمرأة أم أنه يجعلها تنغمس في أوهام تمنعها من مواجهة الواقع بحكمة؟
التعليقات