خاطرة عاطفية، لم صارت الماديات توجه علاقاتنا وصلاتنا البشرية؟

كلامك صحيح جزئيًا ، وكأنك تقولين للناس لا بأس أن نصبح جميعًا تجار مشاعر، نبيع ونشتري ونغلف الأمر بورق هدايا اسمه المنفعة

هل تدركين أن كلامك أخطر من الفعل نفسه؟ لأنك لا تكتفين بقبول الاستغلال بل تشرّعينه وتمنحينه غطاء أخلاقيًا. العلاقات يا سيدتي ليست عقود مقاولات ولا مناقصات مفتوحة، بل هي معنى وصدق وتراحم. وإذا صار المقياس طبيعي ومقبول جدًا كما تقولين، فماذا يفرّق الإنسان عن آلة تُدار بالربح والخسارة؟

الأدهى أنك تفصلين بين الوهم بالحب والمنفعة الصريحة، وكأن المشكلة تنحصر فقط في الكذب مع أن جوهر الأمر كلّه قائم على استغلال بارد. من يبرر القبح، يشارك فيه. ومن يرى الاستغلال طبيعيًا، لا يلومنّ أحدًا إذا جاء يوم ووجد نفسه مجرد محطة في علاقة منفعة تنتهي لحظة انتهاء الغرض.

أعلم أنه في حياتنا الدنيا، هنالك منافع ولكن ألأن لشخص ما ضرب من نفع لدى آخر، هل يظل يتودد إليه، كذبا ويحاول أن يستدرجه بحيث ينال مبتغاه؟ هذا مقصدي

نحن جميعا نعمل ونرغب بالكسب لكن هل يعني سعينا للكسب أن نتملق رؤساء الشركات على سبيل المثال وننافقنهم بحيث نكون المقربين وبعد انتهاء أعمالهم، نبتعد عنهم؟ هذا مقصدي أن هنالك أشخاصا يتوددون وهم كاذبون ويتسببون بالانزعاج لينالوا مرادهم بينما هم بمنأى عن الحب؛ فمشاعرهم زائفة وكل أمرهم نيل الهدف الذي يرمون إليه ويقينا، هذا التملق سبب لإيذاء الآخر